قالت الوزيرة السابقة البارونة سيدة
وارسي إنه حان الوقت كي تعترف
بريطانيا بالدولة
الفلسطينية. وأشارت إلى أن الدبلوماسية الهادئة قد فشلت في إقناع
إسرائيل بالموافقة على مواصلة المفاوضات لتحقيق حل الدولتين.
ونقلت صحيفة "إندبندنت" عن الوزيرة السابقة في وزارة الخارجية، التي استقالت احتجاجاً على موقف الحكومة البريطانية من الحرب على
غزة الصيف الماضي، قولها إن "محاولات استرضاء إسرائيل" لم تنجح. وتحدثت البارونة بعد عودتها من زيارة للمناطق المحتلة، حيث دعت وزراء الحكومة لشجب السياسات التوسعية لإسرائيل في الضفة الغربية ودون تردد، التي وصفتها بأنها عقبة كأداء أمام التوصل لحل الدولتين.
وقالت "هؤلاء المستوطنون هم محتلون غير شرعيين، يعيشون على أراض احتلوها بطرق غير قانونية".
وتبين الصحيفة أن الوزيرة وصفت سياسة
الاستيطان بأنها "سياسة منسقة تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، ولهذا السبب علينا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووضع حد لهذه السياسات، ويجب علينا القول صراحة إن هذه السياسات غير شرعية، ومن يعيش هناك يعيشون بطريقة غير قانونية، ولهذا السبب يجب إخراجهم".
وتضيف "نقول إننا مع حل الدولتين، ولكننا لا نعترف إلا بدولة واحدة، والمنطق واضح فإن لم تسمح لدولة تعتقد أنها يجب أن تقوم ولا نعترف بها نحن في بلدنا، فكيف سنقوم بإقناع الإسرائيليين بالاعتراف بها".
وتؤكد البارونة وارسي أن "حق الحصول على الدولة ليس هدية نعطيها، ولكنه حق يملكه الفلسطينيون. وأن نقول لهم لن تحصلوا على دولة إلا بعد نهاية المفاوضات، فنحن نقول لهم في الحقيقة إن لم تكن هناك مفاوضات فلن تحصلوا على الدولة".
وتنتقد البارونة وارسي بشدة موقف الحكومة البريطانية، وأنه يمكنها ممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية من خلف الأضواء "النقاش الذي نستخدمه هو أننا لا نريد إثارة غضب الحكومة الإسرائيلية حتى يكون لدينا رصيد سياسي للتأثير عليها من خلال الأضواء"، ولكننا كما تقول "حاولنا بناء هذا الرصيد السياسي في أثناء الحرب على غزة وامتنعنا عن الانتقاد، ولم نشجب ممارسات حقوق الإنسان الأحداث المريعة التي حدثت في ذلك الوقت، وبعد نهاية الحرب قامت إسرائيل بالإعلان عن بناء مستوطنات جديدة دون مواجهة أية نتائج لسياساتها".
وتتابع ساخرة "وعليه فهذا الرصيد العظيم قد بنيناه، ولكن دون تأثير لمسناه".
وعن رحلتها إلى إسرائيل والضفة الغربية، التي نظمتها جمعية التفاهم العربي- البريطاني (كابو)، قالت إنها صعقت من مشاهدة حجم الاستيطان في الضفة الغربية. وعلقت قائلة إن "المستوطنات لم يعد يحتلها مستوطنون مجانين يعيشون على هامش المجتمع"، مضيفة أن "هناك في الحقيقة وزراء في الحكومة يعيشون في منازل فخمة أقيمت في المستوطنات، وهذه مبان عظيمة فيها حمامات سباحة ومدارس وعيادات طبية وآلاف البيوت، وهي بلدات حقيقية، ومبنية ضد الفلسطينيين، ولدى المستوطنات الماء والكهرباء، وكل المنشآت الحديثة، وإلى جانب هذه المستوطنات قرى يعيش فيها أناس مثلما عاشوا قبل مئات السنين".
وخلصت البارونة وارسو إلى أن "هذه المستوطنات تمثل خنقاً بطيئاً لحل الدولتين، وفي حالة لم يتم التحرك الآن فمن الصعب تحقيقه في المستقبل".