كتبت صحيفة "إندبندنت" عن خطط
بريطانيا لإرسال قوات جديدة إلى
العراق، وحذرت من المهمة الزاحفة التي قد تجر الحكومة البريطانية لإرسال قوات إضافية جديدة.
وتقول الصحيفة إن الدور الذي ستلعبه القوات قد يكون منحصرا في تدريب ودعم القوات العراقية والكردية، إلا أن مخاطر المشاركة حقيقية، مشيرة لما كشفه مراسلها باتريك كوكبيرن عن حجم ما يطلق عليه
تنظيم الدولة الإسلامية، وانتصاراته في العراق وسوريا.
وتصف الصحيفة التنظيم برؤيته التي تشوه الإسلام ونزعته لإبادة كل من لا يؤمن بأفكاره بأنه يشبه حركة من الحركات القومية أكثر من أي شيء آخر، وعلى خلاف الحركات الأخرى في التاريخ تسيطر على الأرض والثروة والسلاح كأي دولة أخرى، وهي بهذا الاعتبار تهديد أبدي للجميع، وتجب مواجهتها.
ويستدرك التقرير بأن القوات البريطانية ليست مطالبة بمواجهة هذا التنظيم، فالحرب في العراق وسوريا ليست
حرب الغرب. فرغم الدور الحيوي الذي يجب أن تلعبه هذه الدول في توفير الغطاء الجوي وضرب أهداف تنظيم الدولة، وتقديم التدريبات للقوات العراقية والكردية، إلا أنه يجب أن تكون هناك حدود للتدخل.
وترى "إندبندنت" أن هذه مسألة لا تتعلق بتعب الرأي العام، مشيرة لرده على المئوية الأولى لاندلاع الحرب العالمية الأولى والتدفق على برج لندن لمشاهدة معرض حاول التذكير بالملايين الذين سقطوا في الحرب، فروح التضحية عند البريطانيين لم تمت، ولكن يجب أن يكون هناك هدف واضح للتضحية.
وتجد الصحيفة أن التدخل الجديد في العراق، ليس كما في أفغانستان أو العراق سابقا "فقد ذهبنا للحرب في أفغانستان لمعاقبة القاعدة، وبقينا في أفغانستان لإعادة بنائها من الأساس، وكان توسيعا للهدف الاستراتيجي، حيث كانت الحكومة البريطانية واعية لدروس التاريخ".
ويشير التقرير إلى أنه في المقابل فالمهمة في العراق كانت من أجل الإطاحة برئيس ديكتاتوري وانتهت بزعزعة استقرار البلد كله، وهو ما أدى مباشرة لظهور تنظيم الدولة الإسلامية، وكما يقول كوكبيرن فتنظيم الدولة "هو ابن الحرب" والتداعي الشرير للإطاحة بنظام صدام حسين، واستبداله بحكومة تسيدها شيعة ذوو نزعة انتقامية.
وتبين الصحيفة أن عقد الثقة بالنفس المبالغ فيه أثناء فترة الثنائي بوش- بلير تبخر، ولا يوجد ما يشي في فترة باراك أوباما أنه يريد جر بلاده لحرب جديدة في الشرق الأوسط، ولكنه لم يستطع العثور على طريقة أخرى سوى العودة لذلك.
ويعتقد كوكبيرن أن موقف الحكومة البريطانية مختلف، فلا يمكنها، مثل بقية دول العالم، إنكار أن تنظيم الدولة الإسلامية هو كيان يقوم برمي المثليين من الشرفات، ويقطع الرؤوس ويصلب حسبما يشاء.
ويقول الكاتب "علينا أن نعترف بدورنا في نشوء (داعش)، فالولايات المتحدة التي ساعدتها ودعمتها بريطانيا، وحلمتا بإحياء الزمن الإمبريالي الغربي، ولكن بثمن رخيص، وفي أثناء هذا التحقيق اكتشفنا أنه ليس من الصعب تدمير دولة ضعيفة، ولكن استبدالها بأفضل منها كان هو المهمة الصعبة، وهو ما أدى لانتشار الجماعات المعادية للغرب".
ويخلص كوكبيرن إلى أنه ورغم هذا كله فالمهمة تقع على دول الشرق الأوسط، فلها حصة الأسد لمواجهة تنظيم الدولة، وخلق الظروف للبديل الأفضل الذي يأتي بعد ذلك "وقبل أن تصبح مئات السيد فالون (وزير الدفاع) آلافا، فيجب على أبناء هذا البلد القول بوضوح إنهم لن يتسامحوا مع دخول جنود هذا البلد الشجعان في مستنقع حرب جديدة عبثية وذات آثار مدمرة في الشرق الأوسط".