أعلنت مديرية المنافذ الحدودية في وزارة الداخلية
العراقية، اليوم الخميس، عن دخول مليونين وربع المليون زائر من جنسيات عربية وأجنبية خلال 11 يوماً الماضية للمشاركة في إحياء ذكرى "أربعينية الإمام الحسين"، مشيراً إلى أن أكثر من نصف الزوار
إيرانيين.
وفي تصريح له، قال العقيد محمد الشويلي، مدير العلاقات والإعلام في مديرية المنافذ الحدودية، إن الأخيرة استقبلت حتى صباح اليوم حوالي مليونين وربع المليون زائر من جنسيات عربية وأجنبية، أكثر من نصفهم من الجنسية الإيرانية.
وأضاف أن هؤلاء الزوار دخلوا عبر أربعة منافذ حدودية هي "الشلامجة" و"الشيب" و"زرباطية" على الحدود الإيرانية ومنفذ "صفوان" مع الكويت، بالإضافة إلى مطار النجف جنوب البلاد.
وبين الشويلي أن "عدد الزوار الإيرانيين الذين دخلوا عبر المنافذ الحدودية الثلاثة مع إيران ومطار النجف بلغ مليوناً وربع المليون، في حين توزع العدد الباقي البالغ مليوناً على الجنسيات الباكستانية والهندية والسويدية والدنماركية والأمريكية وجزر القمر، إضافة إلى الكويت وقطر والبحرين والجزائر ومصر وتونس ولبنان من الجنسيات العربية.
وأشار إلى أن هذه الإحصائية تغطي الفترة ما بين 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وحتى صباح اليوم.
وتصادف "الأربعينية" يوم العشرين من شهر صفر (يوم السبت المقبل)، والذي يوافق الذكرى السنوية لمرور 40 يوماً على مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد خاتم المرسلين، صلى الله عليه وسلم، في معركة
كربلاء 61 للهجرة (680 ميلادي).
وتعدّ "أربعينية" الإمام الحسين من أهم المناسبات لدى
الشيعة، حيث تخرج مواكب رمزية للعزاء في مثل هذا اليوم، ويتوافد مئات الآلاف من الشيعة من كافة أنحاء العالم إلى محافظة كربلاء وسط العراق لزيارة مرقد الحسين.
وعادة ما يقوم الآلاف من زوار المرقد بالحضور إلى كربلاء سيرا على الأقدام برفقة عائلاتهم من مدن العراق البعيدة، ومن البلدان المجاورة، أبرزها إيران.
وبدت بغداد "شبه مشلولة" بعد إغلاق الكثير من المحلات التجارية أبوابها خاصة وسط وشرق العاصمة (ذات الغالبية الشيعية)، فضلاً عن خلو شوارعها من المارة إلا من بعض المواكب الحسينية، وخيم خاصة لتوزيع الطعام والشراب قبل يومين من إحياء "
أربعينية الحسين بن علي".
كما شهدت المؤسسات الحكومية غياب الكثير من الموظفين، ومن ذهب اقتصر دوامه على ساعات معدودة ،بالرغم من عدم إعلان الحكومة اليوم عطلة رسمية.
إلا أن حركة السير للعجلات والأشخاص ازدحمت في جنوب بغداد، وهو الطريق الواصل إلى كربلاء؛ نظرًا لتوجه عشرات الآلاف المسلمين الشيعة من مناطق بغداد نحو كربلاء بمناسبة إحياء أربعينية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب الموافق السبت المقبل.
وفي حديث له، يقول جعفر عبد الحسين، موظف، 37 عامًا، "لم أذهب إلى العمل، وظللت جليس البيت بعد إغلاق الطريق المؤدي إلى مكان عملي من قبل الأمن".
وأشار إلى أن عددًا من أفراد عائلته ذهب لأداء الزيارة مشيًا على الأقدام.
وكثفت قوات الأمن العراقية من إجراءاتها قبل يومين عبر غلق بعض الشوارع؛ تحسبًا لأي تفجيرات أو عمليات إرهابية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع العراقية، اليوم، إن الوزير خالد متعب العبيدي وصل إلى محافظة كربلاء، للاطلاع على الإجراءات الأمنية المتخذة لتأمين الحماية للزائرين.
وقالت الوزارة في بيانها إن "العبيدي شارك الزائرين مسيرتهم نحو كربلاء لأداء زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام وتفقد أحوالهم".
وأشارت إلى أن العبيدي "اطلع بنفسه على الإجراءات الأمنية المتخذة لتأمين طريق الزائرين، وتوفير الحماية لهم، وعن مدى تعاون القطعات الأمنية مع أصحاب المواكب الحسينية ومع الزوار".
وأضاف البيان أن وزير الدفاع العراقي "التقى بعدد من الزائرين وأصحاب المواكب الذين عبّروا عن ارتياحهم من الإجراءات الأمنية المتخذة، وعن دور القوات الأمنية في توفير الحماية لهم".
وأوضحت أن "الخطة تلخصت بتقسيم محافظة كربلاء إلى محاور على شكل أطواق أمنية تكون مسؤوليتها بالتنسيق المشترك مع تلك القوات والقوى المساندة من الدفاع المدني ووزارة الصحة والعتبتين الحسينية والعباسية".
قوات الصدر تحمي المراقد
وفي سياق أخر، أعلن قيادي بارز في كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، عن استكمال جميع الاستعدادات الخاصة بالجانب العسكري لسرايا السلام "قوات شيعية موالية للحكومة"، للتحرك من بغداد باتجاه مدينة سامراء 120 كم شمال بغداد.
وقال عضو الكتلة غالب الزاملي إن "السرايا استكملت جميع الاستعدادات التي وجه بها القائد مقتدى الصدر يوم أمس، جميع سرايا السلام في بغداد، والمحافظات باتت متهيئة للتوجه إلى مدينة سامراء، وهم (سرايا السلام)، ينتظرون قرارا يصدر من مقتدى الصدر".
وأوضح الزاملي، أن "مهمة سرايا السلام ستكون محددة وهي الدفاع عن مرقدي الإمامين العسكريين عليها السلام في سامراء، وأيضا ستكون مستعدة للتوجه لأية منطقة تضم عتبات دينية تتعرض إلى تهديد إرهابي".
ولم يعط المسؤول تفاصيل أكثر عن أعداد تلك القوات أو نوع تسليحها، لكنه أشار إلى أنها استعدت تلبية لدعوة السيد مقتدى الصدر التي وجهها يوم أمس.
وتقع مدينة سامراء، على بعد 120 كلم شمال بغداد، وتسكنها عشائر عربية سنية، ولكن وجود مرقد "الإمامين العسكريين" فيها جعلها قبلة لملايين الزوار الشيعة سنويا الذين يتوافدون عليها لأداء طقوسهم الدينية بمرقد الإمامين المقدسين لدى الشيعة، علي الهادي والحسن العسكري.