امتدحت نخب
إسرائيلية الهجوم الذي شنه ملك الأردن عبد الله الثاني على جماعة "
الإخوان المسلمين" واتهامها بـ "اختطاف" الربيع العربي، معتبرة أن تصريحات الملك تدلل على أن إسرائيل تتقاسم نفس المخاوف من الثورات العربية مع أنظمة الحكم في العالم العربي.
وقال يغآل أردان وزير الداخلية الإسرائيلي إن إسرائيل حذرت الحكومات الغربية مراراً من تداعيات تشجيع محاولات المس بـالوضع القائم في العالم العربي، على اعتبار أن التجربة دللت على أن "الإسلام السياسي" هو الذي سيحل محل أي نظام عربي سيتغير عبر الانتخابات.
وخلال مقابلة أجرتها معه إذاعة "عروتس شيفع" مساء أمس أوضح أردان أن هناك تطابقا تاما في وجهات النظر بين إسرائيل وأنظمة الحكم العربية "المعتدلة" بشأن مخاطر صعود الإسلام "المتطرف".
من ناحيته قال رفيف دروكير، المعلق السياسي في قناة التلفزة العاشرة إن تصريحات الملك عبد الله تمثل في الواقع "انتقاداً" للحكومات الغربية التي سارعت لفتح قنوات اتصال مع ممثلي جماعة الإخوان المسلمين الذين وصلوا للحكم.
واعتبر دروكير خلال مداخلته في النشرة الإخبارية الرئيسة مساء أمس أن الموقف الأردني، كما هو الحال بالنسبة للموقف الرسمي العربي بشكل عام، يحاول تقليص هامش المناورة المتاح أمام ممثلي الإسلام السياسي في الساحة الدولية.
واستدرك دروكير موجهاً انتقادات حادة لسياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تقلص من قدرة الأنظمة العربية على محاربة الإسلاميين من خلال افتعال أزمات غير ضرورية مثل محاولة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وحذر دروكير من أن هذه المواقف تسهم في دفع الرأي العام العربي لتكثيف الضغوط على الأنظمة العربية لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، علاوة على أن الممارسات الإسرائيلية تضفي صدقية على الخطاب الذي يعتمده الإسلاميون.
لكن نداف شرغاي، المعلق البارز في صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من ديوان نتنياهو، يرفض الاتهامات الموجهة للحكومة الإسرائيلية ويشدد على أن حكومة نتنياهو تحديداً "تدفع ثمناً" كبيراً من أجل الحفاظ على استقرار وبقاء نظام الحكم في الأردن.
وفي مقال نشره قبل أيام، أشار شرغاي إلى أن حرص إسرائيل على استمرار
التنسيق الأمني والتعاون الإستراتيجي، والحفاظ على مصالح اقتصادية مهمة مع النظام الأردني، يجعلها تدفع أثماناً كبيرة للنظام، تتمثل في الالتزام بعدم تغيير الوضع القائم في "الأقصى".
وشدد شرغاي في مقاله الذي جاء بعنوان "العهدة الأردنية" على أن النظام الأردني يمثل بالنسبة لإسرائيل "ذخراً إستراتيجياً وأمنياً من الطراز الأول".
وشدد شرغاي على أن وجود النظام الحالي في الأردن حال دون استثمار إسرائيل طاقات بشرية ومالية كبيرة، تتمثل في دفع قوات كبيرة لتأمين الحدود الطويلة مع الأردن.
وقال إنه في حال انهار النظام الحالي في الأردن، فأن العمق الإسرائيلي سيكون عرضة للخطر، حيث سيتوجب على إسرائيل مواجهة تحديات كبيرة، تتمثل في مواجهة العشرات من المجموعات والحركات إلى ستحاول تنفيذ عمليات داخل إسرائيل.
وشدد شرغاي على أن التقييمات الاستراتيجية في إسرائيل تؤكد أن انهيار النظام الحالي يعني إفساح المجال أمام التنظيمات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" للعمل ضد العمق الإسرائيلي.
وكشف النقاب عن أن إسرائيل تزود النظام الأردني بمعلومات حول جماعات وأشخاص أردنيين يعملون على المس باستقرار النظام.
وأشار شرغاي إلى ما نقلته مجلة "أتلانتيك" الأمريكية قبل عام من أن الموساد قد طلب من الأردن أن يتم قصف مخازن السلاح الكيماوي في سوريا انطلاقاً من الأردن.
وأوضح شرغاي أن دوائر الحكم في إسرائيل بحثت إمكانية أن تستغل الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي الأردني عندما تغير على المنشآت النووية الإيرانية.
وشدد شرغاي على إن الأردن تسمح لإسرائيل بتصدير بضائعها لدول الخليج عبر أراضيها، علاوة على أن إسرائيل ستربح مليارات الدولارات من توريد الغاز للأردن.