أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب أن
انتفاضة الشباب المسلم، التي دعت لها الجبهة السلفية لم تفشل، بل حققت العديد من الأهداف التي تم التخطيط لها مسبقاً.
وشهدت كل المحافظات
المصرية وجوداً أمنياً مكثفاً من قوات الجيش والشرطة بشكل غير مسبوق، منع المتظاهرين من تنظيم مسيرات حاشدة خاصة في الشوارع والميادين الرئيسية، ودفعهم إلى الخروج في مسيرات أقل عدداً جابت الأحياء والشوارع الجانبية تفادياً للصدام مع قوات الأمن.
وقال التحالف الوطني إن "عسكرة الدولة وتحويل الشوارع إلى معسكرات يدل على ضعف الإنقلاب وفشله فى إخماد الحراك الثوري، مؤكداً أن الثوار يكسبون الشارع، وأن النصر قادم لا محالة وسط وعي واضح بعدو الثورة الرئيسي، واستيعاب كامل أن عصابة الانقلاب ما هي إلا أداة في يد الحلف الصهيوني الأمريكي لحماية نظام كامب ديفيد العميل، وضمان استمرار سيطرتهم على مقدرات الوطن".
وأضاف -في بيان له مساء الجمعة- أن "الإرهاب الأمني لم يثن الشعب المصري الثائر عن المضي قدماً في ثورته، وأن مصر الثورة سجلت تحدياً جديداً لإرهاب الثورة المضادة، بالرغم من الدم والاعتقالات الإجرامية والرصاص وإعلان العصابة حالة الحرب، وتوريط الجيش".
وتابع البيان: "لقد حطم ثوار مصر جميعاً اليوم كل الحواجز التي وضعها العسكر لمنع خروج الشعب الثائر، وفشلت ميليشيات العسكر في منع انتفاضة الشعب المصري وفي القلب منه شبابه الحر، التي خرجت في فعاليات حاشدة بمختلف ربوع مصر، استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في أول أيام أسبوع "الله أكبر .. إيد واحده".
وحمل التحالف قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي و"عصابة الانقلاب" مسؤولية دماء الشهداء والمصابين الذي سقطوا اليوم، مؤكداً أن سقوط مزيد من الشهداء لن يكون إلا وقوداً جديداً يشعل الثورة".
وأشار إلى أن الانقلاب يضحي بأبناء مصر من جنود الجيش والشرطة ويورطهم في جرائم جديدة ضد أبناء الشعب، مجدداً التأكيد أن الثورة ستظل شعبية وسلمية مبدعة، ولن تكون يوما ثورة مسلحة.
واختتم التحالف بيانه بدعوة جموع الشعب المصري إلى الاحتشاد غداً السبت في شوارع مصر كلها، بالتزامن مع موعد النطق بالحكم على الرئيس المخلوع حسني مبارك، "لمنع تبرئة الفرعون وليكون يوم وحدة لثوار الميدان وأهالي الشهداء والاصطفاف الشعبي ضد الانقلاب".
اليوم مجرد بداية
من جانبها، قالت الجبهة السلفية الداعية لتظاهرات اليوم إنها تقدّر الشهداء الذي قتلوا اليوم "رافعين مصاحفهم، مدافعين عن شريعتهم، وتثمن كل من نزل دفاعاً عن دينه، رغم تخذيل المخذلين، ودعاوى الساقطين، واستنفار المجرمين".
وأكدت الجبهة -عبر صفحة "انتفاضة الشباب المسلم" على فيسبوك- أن فعاليات اليوم نجحت نجاحاً كبيراً من خلال "إبراز قضية الهوية إلى الصدارة وبإعلاء المصحف راية على المعركة".
وأضافت أن جميع المسيرات سواء التي كانت تابعة للتحالف الوطني لدعم الشرعية أو للجبهة، رفعت الشريعة مطلباً ونجحت في إحداث "نقلة أيدلوجية" في الصراع، ترفع سقف الأحرار والثوار ضد الظلم وتتماشى مع هوية مصر ومجتمعها المسلم، وتضع المعركة في سياقها الصحيح، وهو أمر له ثمنه، وله ما بعده.
وأوضحت الجبهة السلفية أنه رغم الحشود الأمنية الهائلة، ومع خذلان قيادات القوى الإسلامية التقليدية لقواعدها، وإصرارها على عدم الارتقاء لطموح عموم الحركة الإسلامية وتطورات الواقع، فإنها تؤكد أن الفعاليات قد عانت أوجهاً من القصور؛ لكونها الانطلاقة الأولى للانتفاضة، لكن اليوم كان مجرد بداية وأن فعاليتها مستمرة، وأداؤها سيكون متصاعداً في الفترة المقبلة.
من جانبها، قالت حركة "باطل" المناهضة للانقلاب، إن تظاهرات "
28 نوفمبر" حققت كثيراً من أهدافها قبل أن تبدأ، لأن مجرد التفكير في التحرر هو شيء يؤرق أي نظام.
وأضافت الحركة -عبر صفحتها على "فيسبوك"- أن أهم الأهداف التي حققتها الدعوة، هي كم الرعب الذي ظهر في نفوس السلطة وقوات الأمن، وكم الاحتشاد الأمني الذي أحدثته دعوة اليوم".
وتابعت: "الناس فاكرة أن النهارده هننزل وهنرجع بكل المطالب اللي نازلين علشانها، النهارده ليس إلا بداية الانتفاضة، والله أعلم هتفضل لحد إمتى، مش في يوم وليلة هنحقق كل المطالب".