لم تتمكن الفلسطينية، سماح أحمد (33 عام) من تلبية احتياجات أطفالها، بشراء
ملابس فصل
الشتاء هذا العام، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي التي تعيشه أسرتها بعد أن فقد زوجها مصدر رزقه الوحيد أثناء الحرب
الإسرائيلية الأخيرة على قطاع
غزة.
وتشهد أسواق قطاع غزة ركودا كبيرا في الحركة الشرائية، مع دخول موسم الشتاء، وذلك بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي رفعت نسبتي
الفقر والبطالة في القطاع.
وتقول الفلسطينية، سماح أحمد إن "أسعار الملابس منخفضة هذا العام ولكن لم أتمكن من شرائها لأطفالي بعد فقدان زوجي لعمله بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة".
وتضيف: "زوجي كان يعمل في إحدى الشركات الخاصة التي تم قصفها خلال الحرب على غزة، وتم تسريحه مع عشرات العمال من تلك الشركة بعد توقفها عن العمل، ما أدى إلى تردي أوضاعنا الاقتصادية وبتنا لا نملك ثمن شراء احتياجاتنا الأساسية من طعام وملابس تقينا برد الشتاء".
وتشير إلى أن الآلاف من الأسر الفلسطينية تعاني من ذات الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها عائلتها، بعد أن ارتفعت نسبتي
البطالة والفقر في قطاع غزة بعد الحرب إلى نسبة تفوق الـ80%.
من جانبه يقول، يوسف العسلي، وهو صاحب مزرعة لبيع الدواجن "إن الحرب دمرت كل شيء ونالت من مصدر رزقي الوحيد وجعلتني غير قادر على شراء ملابس لأطفالي مع حلول فصل الشتاء".
ويضيف العسلي: "كنت أمتلك مزرعة صغيرة لتربية الدواجن ولكن الاحتلال الإسرائيلي قصفها خلال عدوانه الأخير دون أي مبرر، فالتحقت بصفوف العاطلين عن العمل".
ومضى يقول "أطفالي يريدون ملابس لفصل الشتاء فالبرد قارص، ولكن فقداني لمصدر رزقي وعدم امتلاكي للمال الكافي سيحرم أطفالي هذا العام من الملابس الجديدة".
من جهته، يقول محمد عاشور، صاحب محل تجاري لبيع الملابس، في سوق مدينة غزة المركزي، في حديث مع "الأناضول": "إن سوق الملابس الشتوية هذا العام في قطاع غزة يشهد ركودا كبيرا بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة الموجعة على القطاع".
وأضاف: "الحرب جعلت الاقتصاد الغزي صفر، وذلك أثر على الحركة الشرائية بشكل كبير".
وشنت إسرائيل حربا على غزة، في السابع من يوليو/ تموز الماضي، استمرت لمدة 51 يومًا، وأسفرت عن استشهاد 2195 فلسطينيا وإصابة، أكثر من 11 ألفاً آخرين.
ووصف عاشور، الحركة الشرائية على أزياء الشتاء هذا الموسم "بالمعدومة".
وأشار إلى أن إغلاق المعابر وعدم دخول مواد البناء التي تعد شريان الحياة لأهالي قطاع غزة لأنها تشغل الآلاف من العاطلين عن العمل له أثر كبير على ضعف الحركة الشرائية.
وقال عاشور، إن "المارة أصبحوا يكتفون بإلقاء نظرة سريعة على البضائع دون شراء شيء".
وأضاف أن "حجم البيع اليومي زهيد ولا يكفي لتغطية إيجار المحل والنفقات الأخرى مما يزيد وضعي سوءا، وأجبرني ذلك على تقليل عدد العاملين لدي".
ويتمنى عاشور أن تعود الحياة إلى قطاع غزة وتفتح كافة المعابر التي تحيط بالقطاع، وينتهي الكابوس التي خلفته الحرب الإسرائيلية.
وقالت اللجنة الشعبية لرفع
الحصار عن قطاع غزة (غير حكومية)، في وقت سابق، إنّ الحصار المفروض على القطاع، والحرب الإسرائيلية الأخيرة، خلّفا وضعاً كارثياً طال كافة مناحي الحياة، ورفعا نسبة الفقر إلى 90%، فيما انخفض معدل دخل الفرد، إلى أقل من دولارين يومياً.
وكان اتحاد العمال في قطاع غزة، قال مؤخراً، إن قرابة 30 ألف عامل، توقفوا عن العمل، جراء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتي دمّرت عددا كبيرا من المصانع، مشيراً إلى أن قرابة 170 ألف عامل آخر، متعطلين عن العمل، بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سبع سنوات.
من جانبه قال جودت العف، (55 عام)، وهو صاحب بسطة لبيع الملابس الشتوية، يفترشها في أحد أسواق مدينة غزة الشعبية "إن الحركة الشرائية في السوق تعاني من ركود كبير، ويعود ذالك للوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أهالي القطاع المحاصر".
ويضيف أن "الحرب سببت شللا كاملا في جميع مرافق الحياة في القطاع الذي كان ومازال يعاني من حصار".
وتابع العف، أن "أسواق غزة لم تشهد ركودا في السنوات الماضية بهذا الشكل، فمنذ ساعات الصباح لم يقترب سوى مشترٍ واحد".
وتابع: "رغم دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلا أن سكان القطاع غير معنيين بشراء ملابس تحميهم من البرد ويكتفون بالملابس القديمة".
وأشار العف إلى أن ما يحتاجه سكان قطاع غزة "فتح كافة المعابر، وإدخال مواد البناء لتشغيل آلاف الأيادي العاملة، وفتح أبواب الرزق أمامهم لتعود الحياة".
وتتفاقم المعاناة الإنسانية لنحو (1.9 مليون فلسطيني)، في قطاع غزة، وتزداد سوءا، يوما بعد آخر، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق، بالتزامن مع آثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة، التي خلّفت أكثر من ألفي شهيد ودمرّت آلاف المنازل.