ناقش موقع "ستراتفور"، المتخصص في الأبحاث السياسية والأمنية، الإجراء
الإماراتي والسعودي ضد جماعة الإخوان المسلمين، وقال في تحليل له إنه يؤثر على الولايات المتحدة، ويسبب لها متاعباً.
ويقول التقرير إن الجهود الإماراتية الراغبة بدفع الولايات المتحدة التركيز على الإخوان لن تنجح؛ نظراً للشرعية التي تتمتع بها حركة الإخوان، ولأن تسمية منظمات إسلامية معروفة في أميركا ستغضب مسلمي أميركا، وأخيراً لحاجة واشنطن للقوى الإسلامية المعتدلة في ظل الحرب التي تشنها ضد الجهاديين.
ويشير الموقع إلى قائمة الحظر التي أعلن عنها مجلس الوزراء الإماراتي بداية الأسبوع الحالي، التي ضمت منظمات موالية للقاعدة وتنظيم الدولة المعروف بـ"داعش". وما أثار القلق هو ضم منظمات إسلامية عاملة في الغرب، يعتقد أن لها علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين.
ويلفت تقرير الموقع تحديداً إلى مجلس العلاقات الإسلامي- الأميركي (كير)، والجمعية الإسلامية الأميركية (ماس). وقال إن قرار الإمارات ضم المؤسستين هو جزء من مبادرة سعودية – إماراتية لإضعاف الحركة الإسلامية المعروفة باسم جماعة الإخوان المسلمين، مبيناً أن التحرك لن ينجح، ولكنه قد يؤدي إلى مشاكل بين الحكومة الأميركية والمجتمع المسلم.
ويضيف الموقع أنه منذ بروز فوز الإخوان المسلمين وصعودهم في مرحلة ما بعد الربيع العربي، تشعر كل من
السعودية والإمارات بتهديد الحركات الإسلامية لهما. وقد دعمت كل من الإمارات والسعودية انقلاب تموز/ يوليو 2013، الذي قام به الجيش المصري ضد الرئيس محمد مرسي. ولا تزالان تستخدمان قوتهما المالية لإنعاش ودفع حكومة زعيم الانقلاب وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي. وفي الوقت نفسه تحاولان التأكد من إضعاف الإخوان في المنطقة أو حتى استئصالها.
ويبين التقرير أنه من وجهة نظرهما تعد جماعة الإخوان المسلمين أخطر على ملكيات الخليج من تنظيم الدولة والقاعدة. فهذه الحركات المسلحة يمكن للسعودية والإمارات استخدام قوة السلاح ضدهما بسهولة بخلاف الإخوان المسلمين، الذين يمثلون تهديداً أخطر. فالجماعة لا تعارض العنف فقط للوصول إلى أهدافها، بل وتدعو للخيار الديمقراطي. وعليه فالإخوان ليسوا جماعة يصعب مواجهتها، بل تدعو لنظام سياسي يعتبر تهديداً للأنظمة الملكية في السعودية ودولة الإمارات.
وما هو أسوأ بالنسبة لعرب الخليج هو أن الغرب ينظر إلى الإخوان المسلمين على أنهم قوة شرعية.
ويذكر الموقع أنه في بداية العام الحالي مارست كل من الإمارات والسعودية ضغوطاً على الحكومة البريطانية لقمع حركة الإخوان المسلمين، وحظرهم باعتبار الناشطين في بريطانيا جزءاً من شبكة عالمية. وأعلنت لندن عن فتح تحقيق في نشاطات الحركة داخل حدودها، وانتهت بتقرير، لم ينشر، لكنه برأ ساحة الإخوان من تهم
الإرهاب.
ويرى التقرير أنه نظراً لحالة الإحباط التي يعيشها عرب الخليج فإنهم يقومون باتباع مسار مختلف، فمن خلال تصنيف كل من مجلس العلاقات الإسلامية- الأميركي (كير)، والجمعية الإسلامية الأميركية (ماس) ضمن الجماعات الإرهابية، فإنهم يحاولون استغلال أية صدوع داخل الولايات المتحدة. فهناك لوبي لا بأس فيه في الولايات المتحدة يرغب بقمع الإخوان المسلمين. وتأمل الإمارات والسعودية باستخدام هذا اللوبي والجماعات المرتبطة به للدفع واستخدام الإعلان الإماراتي.
ويجد الموقع أنه على الرغم من أن (كير) منظمة غير ربحية إلا أن السلطات الأميركية ضمت اسمها عام 2007 إلى 250 منظمة وفرداً في قضية "هولي لاند فاونديشين" (جمعية الأرض المقدسة)، اتهمت بالعلاقة مع حماس، رغم أنه لم يتم تقديم اتهامات رسمية ضدها. وعليه فستجد الجماعات المعادية لـ(كير) داخل الولايات المتحدة في الإعلان الإماراتي مبرراً للهجوم على الجمعية.
ويقول الموقع إن هدف الإمارات والسعودية هو دفع السلطات الأميركية للتركيز على نشاطات كل من (كير) و(ماس) وللضغط على واشنطن لاتخاذ إجراءات ضد الإخوان المسلمين.
ويعتقد الموقع أنه لن تتحقق رغبتهما على أبعد الاحتمالات؛ نظراً لغياب الأدلة على تورط الإخوان المسلمين في النشاطات الإرهابية، ونظراً لتركيز الولايات المتحدة جهودها لمكافحة الجهاديين، وهي جهود تقتضي منها العمل مع القوى المعتدلة الأخرى.
ويخلص الموقع إلى أنه على المستوى المحلي يمكن مواجهة (كير) و(ماس) بقضايا قانونية، لكن هذا سيغضب المسلمين، خاصة أن أعداداً كبيرة منهم تؤيد (كير)، وهي النتيجة التي يهدف إليها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة.