أثار قرار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يوم الجمعة الفائت، نشر 1500 عسكري إضافي في
العراق، علامات استفهام عديدة داخل العراق، إذ يعتبره بعض العراقيين "احتلال ثان"، فيما يشعر آخرون بالقلق إزاء ذلك القرار.
وأوضح الباحث العراقي حسين كريم، أن ضربات قوات
التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الموجهة ضد
تنظيم الدولة، لم تأت بأي نتيجة إيجابية، مبينًا أن التنظيم مازال يحرز تقدمًا، ويسيطر على مناطق جديدة، تزامنًا مع تلك الضربات.
وقال كريم: "كان الشعب يعتقد بأن تلك الضربات ستدمر البنية التحتية للتنظيم، ولكن بعكس ذلك تمامًا، فإني أرى أن هذه الخطوة (إرسال قوات عسكرية) تعد تحضيرًا لاحتلال ثانٍ للعراق".
بدوره، أفاد المحلل السياسي والكاتب صبحي البدري، أن إرسال أوباما 1500 عسكري لن يغيّر الموازين على وجه الكرة الأرضية، مؤكدًا أن هذه الخطوة لا قيمة ولا معنى لها من الناحيتين العملية، والعلمية.
من جانبه، أعلن عدنان الوندي، شيخ أكراد الفيلي بوسط وجنوب العراق، معارضتهم للقرار، مرجعًا ذلك إلى وجود قوات عسكرية، ووحدات شعبية في البلاد تكفي لقتال تنظيم الدولة.
وأشار الوندي، إلى عدم وجود أي ضرورة للقوات الأمريكية المخطط لإرسالها إلى العراق، مضيفًا أنه "بذلك تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تضع قدمها مرة أخرى في العراق، ولكن يجب علينا أن نكون حذرين هذه المرة".
أمّا الناشط كمال عبدالمؤمن، فأوضح أن إرسال أميركا للقوات يثير علامات استفهام عديدة، مشددًا على أن العراق بحاجة إلى دعم جوي، ولوجستي أكثر منه دعمًا بالمستشارين العسكريين.
وأكد عبد المؤمن الحاجة إلى مساعدة بلدان المنطقة من أجل إيقاف تدفق الإرهابيين إلى العراق، داعيًا المجتمع الدولي إلى إيجاد حل للوضع الإنساني المأساوي في البلد ومشكلة اللاجئين.
وفضلًا عن الكتّاب والمحليين وخبراء شؤون الإرهاب، فإن المسؤولين العراقين أيضًا صرحوا بعدم رغبتهم في دخول أي قوات أجنبية إلى بلادهم، حيث قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، إنهما لا يريدان قوات أجنبية.
يُشار إلى أن أوباما، قرر يوم الجمعة الماضي، نشر 1500 عسكري إضافي في العراق، لتدريب القوات العراقية وقوات إقليم شمال العراق، وتقديم إرشادات لها لمواجهة تنظيم الدولة، حسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية اللواء البحري "جون كيربي"، إن "أقل من نصف القوات الإضافية (نحو 630 موظفًا) سيكرسون لمهمة الإرشاد والمساعدة، ومن المهم معرفة أن جزءًا كبيرًا من هذا العدد سيكون لدعم المستشارين في اللوجستيات، والقيادة، والتحكم، والاستخبارات".
وأضاف "كيربي"، أن من تبقى من هذه القوات، أي نحو 870 عسكريا، سيكرسون لمهمة بناء قدرات الشريك (القوات العراقية)، عن طريق التدريب.