ما هي أكثر الأشياء التي يسأل عنها نواب "العدالة والتنمية"؟

كتب عبدالقادر سلفي: أولا أُريد أن أنقل لكم لقطة من معسكر حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، الذي عقده في ولاية "أفيون". هذا المعسكر أُستخدمت فيه طريقة إدارة مختلفة، واجتمع الوزراء ونواب البرلمان عن الحزب حول ثلاثة موضوعات. كما طُبق نظام إدارة الجلسات المختلفة، والموضوعات التي تمحور حولها المعسكر وتم نقاشها في نظام الجلسات الذي ذكرته، على النحو التالي:

1- السياسة الخارجية: ترأس الجلسات التي ناقشت السياسة الخارجية "ياسين أقطاي" نائب رئيس الحزب، حيث تمت مناقشة السياسة الخارجية لتركيا، بمشاركة كل من وزير الخارجية "مولود جاويش أوغلو"، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك "فولكان بوزكير".

2- الاقتصاد: ترأس جلسات الاقتصاد "محمد موش" نائب رئيس الحزب، ونُوقش وضع الاقتصاد في البلاد، بمشاركة "علي باباجان" نائب رئيس الوزراء، ووزيري المالية "محمد شمشك"، والاقتصاد "نهاد زيبكجي".

3- مسيرة السلام الداخلي والأمن الداخلي والقانون: ترأس اجتماعات هذه الجلسة التي تناولت الموضوعات المذكورة، "بشير آطلاي" نائب رئيس الحزب والمتحدث الرسمي باسمه، وبمشاركة كل من نائبي رئيس الوزراء "يالتشين آق دوغان"، و"بولنت أرينتش"، فضلا عن وزيري الداخلية "أفكان ألا"، والعدل "بكر بوزداغ".

شارك في معسكر "افيون" 500 عضو يتكونون من نواب برلمانيين، والأعضاء المؤسسين للحزب، وأعضاء اللجنة العليا للإدارة واستصدار القرار، فضلا عن أمانات الشباب والمرأة.

وشارك في اجتماعي وجلسات السياسة الخارجية والاقتصاد، 100 شخص، بواقع 50 شخص لكل اجتماع، بينما تقدم ما يقرب من 350 مشارك بطلبات لحضور مناقشات "مسيرة السلام"، لكن شارك 190 شخصا على الأقل في تلك الجلسات. وهذه المشاركة الكبيرة في جلسات "مسيرة السلام" تعكس قوة الإيمان بتلك المسيرة، بقدر ما تعكسه من قلق يساور هؤلاء في الوقت ذاته. فالجميع لديهم قلق مشترك، بدءاً من نواب ولايات البحر الأسود، وحتى نواب ولايات شرق وجنوب شرق الأناضول، الجميع مترقب، يملؤه قلق مفاده "إلى أين تسير وتتجه مسيرة السلام؟". وثمة قلق مشترك آخر، يتمثل في المسألة الأمنية.

سأعرض عليكم النقطة التي تم التوصل إليها في نهاية جلسات ومناقشات اليوم الأول من المعسكر، لكن دعوني أولا أنقل لكم صورا من المخاوف والقلق الذي يساور النواب الذين شاركوا في المعسكر، تلك المخاوف التي برزت بشكل أكبر، كالتالي:

بعض النواب الذين تحدثوا خلال المناقشات، لفتوا الانتباه إلى قيام منظمة "بي كا كا" باستخدام "مسيرة السلام" من أجل التمهيد للسيطرة التي فقدتها باسم تلك العملية، كما نقل بعض النواب مشاهداتهم في هذا السياق.

وهناك من قالوا إن "بي كا كا" ملأت الفراغ الذي حدث بالتزامن مع "مسيرة السلام"، وأن "العدالة والتنمية" لم يكن لديه الكفاءة السياسية خلال تلك العملية.

وثمة نقطتان برزتا حول "مسيرة السلام" خلال تلك المناقشات:

1- إلى أين تتجه "مسيرة السلام"؟

2- كيف سيتم تحقيق السلطة العامة؟

بعض نواب البرلمان التابعين للحزب يقولون "فلتستمر مسيرة السلام، لكن في الوقت ذاته لابد من تحقيق وتأمين السلطة العامة في المنطقة حفاظا على الأرواح في المقام الأول. وأن "بي كا كا" تملأ الفراغ الذي ظهر بالتزامن مع تلك المسيرة، وباتت وكأنها سلطة مسيطرة في المدن".

وثمة من يقول إن "مسيرة السلام، جعلت "بي كا كا" تتدلل"، لكن في المجمل الجميع متوافقون على ضرورة "استمرار تلك المسيرة، لكن دون غض الطرف عما تمارسه "بي كا كا" من تدلل". وذلك لأن مسيرة السلام، لا تعني تسليم المدن لـ"بي كا كا"، وإنما تعني التخلص من ضغط السلاح الذي تمارسه على المنطقة.

وهناك قيادي بارز بالحزب قال في هذا الشأن: "بي كا كا" قبل "مسيرة السلام" كانت بالجبال، وإذا بات لها سلطة حاليا في المدن، فهذا يعني أن ثمة خطأ ما في الأمر، لأن مواجهة "بي كا كا" الموجودة في الجبال كانت أسهل وأيسر".

وفيما يلي أنقل لكم النقاط التي ناقشها النواب والوزراء في معسكر "أفيون" الذي أظهر فيه الجميع، مدى حساسيتهم تجاه "مسيرة السلام":

لقد سيطرت أجواء تشاؤمية بالنسبة لمستقبل "مسيرة السلام"، على اليوم الأول من الاجتماعات، لكن مشاركة رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" في اليوم الثاني من الاجتماعات، كان لها بالغ الأثر في تبديل الحال، وخلقت أجواءً أكثر واقعية. وكل من تحدث من نواب ووزراء، وحتى رئيس الوزراء، أظهروا إرادة قوية وتصميما على مواصلة "مسيرة السلام".

ومن أكثر الأشياء التي سأل عنها النواب خلال المعسكر، خريطة الطريق الخاصة بـ"مسيرة السلام"، وهناك من اقترح طرح تلك الخريطة التي قبل بها "عبد الله أوجلان" زعيم "بي كا كا"، على الرأي العام في البلاد، حيث يرون أن هذا الأمر سيكون له تأثير إيجابي على الرأي العام الكردي بصفة خاصة. لكن بالطبع لا توجد نية لذلك.

هذا وقام "أرينتش" المسؤول عن "مسيرة السلام"، في اليوم الثاني من الاجتماعات، بالرد على انتقادات النواب بخصوص تلك المسيرة، وأدلى بتصريحات، وقدم معلومات قال إنها خاصة، ويفصح عنها لأول مرة.

وفي اليوم الثاني أيضا كان للمنظور الذي عرضه "أق دوغان" نائب رئيس الوزراء، والنهج الذي قدمه "أرينتش"، تأثير إيجابي على النواب.
 
وفي الختام يأتي القرار

بالطبع لا يمكن اتخاذ أي قرار دون عقد اجتماع، والتصويت في نهايته على القرار الذي سيتم اتخاذه. وثمة توجه عام برز بقوة في نهاية المعسكر هذا، وذلك على النحو التالي:

- "مسيرة السلام" عملية ذات قيمة كبيرة، لابد من اهتمامنا بها، لكن دون السكوت على ما ترتكبه "بي كا كا" بدعوى وجود مسيرة سلام.

- "بي كا كا" تحاول إفساد تلك المسيرة، ومن ثم علينا أن نتوجه للشعبين التركي والكردي، ونواصل إدارتها للحيلولة دون إفساد تلك العناصر لها.

- أن يكون حزب "الشعوب الديمقراطية" المخاطب في مباحثات تلك المسيرة، لكن إذا لم يلجأ إلى سياسة إنزال الناس للشوراع، فهو أكثر الجهات شرعية ليكون مخاطبا في هذا الأمر، بالرغم من كل ما يعانيه من ضعف.

- إذا أفسدت الجهات الموجودة في "جبال قنديل" تلك المسيرة، علينا ألا ننساق ونقول مثلهم "نحن أفسدنا المسيرة"، بل على العكس من ذلك، علينا أن نتوجه للشعب الكردي، ونعلن استمرارنا في مواصلة المسيرة.

هذا كل ما حاولت أن أنقله لكم من معسكر "أفيون" من النقاشات التي تمت هناك، فهذه هي الصورة العامة.

وختاما أقول، إنه لن تكون لمنظمة "بي كا كا" أي سيطرة أثناء استمرار "مسيرة السلام". ستكون عملية لحل القضية الكردية، وإقرار الأمن على حد سواء. لكن كيف سيتحقق هذا؟ بالطبع هذا موضوع آخر.

(عن صحيفة يني شفق التركية)
 
خاص ترجمة وتحرير – عربي21