كتب الصحفي التركي بولنت أردينتش: كان لا يوجد لهؤلاء السفلة والمجرمين وخفافيش الظلام التي تعمل في سرية لمعاونة الاستخبارات الأجنبية أي صورة في السهول المرتفعة، أزهقوا ثلاثة من الأرواح البريئة، وحاولوا إشعال نار الفوضى في البلاد، واستهدفوا هدم جدار المحبة بين جميع الناس دون تمييز بين ما هو تركي أو كردي.
علينا ألا ننسى أبداً العبارات التي ذكرها رئيس الجمهورية "رجب طيب
أردوغان" حين قال في واحدة منها "هناك عقل مدبر وراء كل هذه الأمور".
هناك علاقة واحدة فيما يتعلق بالأحداث في كوباني – سوريا- العراق وهجمات الخونة، لذلك ينبغي علينا ألا نهمل صمودنا عن طريق الوحدة والأخوة في وجه العقل المدبر الذي يقيم في نيويورك – لندن – برلين – وتل أبيب، ومن ثم فإن شعبنا الذي يقيم في السهول المرتفعة، يكون في مرمى الهدف لهجمات الخونة، لذا ينبغي على مشروع الأخوة التركي الكردي أن يصل إلى أعلى درجات الترابط في الكشف عن هذه الأرواح الغوغائية التي تحاول هدم جسور الأخوة بين الأتراك والأكراد.
كما ينبغي ألا يشك أحد في أن هؤلاء الخونة سوف يحترقون في النار التي أشعلوها، وسيختنقون في برك الدماء التي سفكوها عاجلاً أو آجلاً.
خطط انتخابات الفئة التابعة لـ "فتح الله كولن"
وتستمر الحياة رغم كل أنواع المعاناة والألم، وتسخر جماعة فتح الله كولن كل إمكانياتها للاستعداد لانتخابات 2015، حيث سرعت هذه الجماعة من أنشطة مواقعها في أساليب المشاركة بالانتخابات عاملة على تأسيس حزب جديد من ناحية، ومن ناحية أخرى على خطوط الهجوم مركزة على دعم وسائل الإعلام لها.
وفي الوقت ذاته، لا يمكن التغاضى عن العلاقة بين الجماعة و"دنقير مير محمد فيرات" (النائب السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية)، والغريب في الأمر كيفية ومدى تطور هذه العلاقة إلى هذه الدرجة، ولعل اسم الحزب الجديد الذي يعمل رجال فتح الله كولن على تأسيسه، سيكون تحت مسمى "الحزب الوطني"، ويأتي في مقدمة مؤسسيه وزير الداخلية السابق "إدريس نعيم شاهين"، وبسبب مشاركة بعض النواب المستقلين في حزب بنسلفانيا، سيكون لهذ الحزب تمثيل في البرلمان، وحتى يصبح الحزب عبارة عن مجموعة "مكونة من 20 نائباً " في وقت قصير، يبحثون عن اسم جديد بخلاف الأحزاب الحالية، وفي حالة عدم تكوينهم مجموعة في البرلمان، يخططون إلى الدخول تحت مظلة "حزب الاتحاد الكبير" الذي لديه امكانية خوض الانتخابات.
ما هي قوة أنصار فتح الله كولن (مشبهاً أنصاره بالفئة العسكرية)
بعد الاستفتاء على الدستور في عام 2010، كان يُعتقد أن قوة كولن قد ارتفعت للغاية، ومنذ ذلك الحين، بدأت الجماعة الكرتونية عملياتها الكبرى لتكون شريكة في السلطة، في البداية حاولت التدخل عن طريق أساليب غير سياسية في سياسة الدولة، ثم تحركت الجماعة في طريق آخر هذه المرة، حيث راودتها فكرة ضرب رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية "حقان فيدان" في مقتل، والإطاحة برئيس الوزراء حينذاك "رجب طيب أردوغان"، من خلال تدبير انقلاب الـ 17-25 من ديسمبر الماضي.
وبعد فشلها الذريع في تحقيق ذلك، اتجهت نحو الحملات التي تتخد العمليات النفسية أساساً لأساليبها في التعامل سياسياً، كما قدم الإعلام الغربي كل أنواع الدعم اللوجستي للجماعة. وكان النصيب الأكبر من هذا الدعم ينصب في صحيفة "دير شبيجيل" الألمانية قبيل الانتخابات البلدية التي جرت في الـ 30 من مارس الماضي، حيث جاء على صدر صفحاتها أخباراً تحمل عناوين "قوة مذهلة لشبكة كولن" و"انتقام الإخوة الكبار – يقصد بها المسؤولون عن البيوت والأسر داخل الجماعة"، وزعمت الصحيفة أيضاً أن فتح الله كولن يتحدى الحكومة، وأن حركته التي تملك تأثيرا كبيرا في
تركيا قادرة على الإطاحة بـ "رجب طيب أردوغان" من الحكم، ولكن مع الأسف، لم يقدر النجاح للرؤيا الألمانية.
وكانت الطامة الكبرى بالنسبة للجماعة في نتائج الانتخابات البلدية التي جرت في الـ 30 من مارس، والتي حسمت بفوز حزب العدالة والتنمية بأكثر من 45%. وفي تلك الأثناء اتضح بالأرقام أن كولن وشركاه "وفي مقدمتهم حزب الشعب الجمهوري" لم يحظوا بأدنى تأثير على اختيار الناخبين. كما نال الكيان الموازي هزيمة ساحقة في انتخابات رئاسة الجمهورية مرة آخرى، والتي فاز فيها رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان".
الخلاصة ، خلفية تحول حركة فتح الله كولن إلى حزب سياسي
تظهر استطلاعات الرأي من الآن صعود رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" السلطة عبر الانتخابات المزمع إجراؤها في 2015. في حين تقوم جماعة فتح الله كولن من خلال حزبها الجديد ووسائل الإعلام التابعة لها بمحاولة التأثير على الأصوات التي يحصل عليها حزب العدالة والتنمية، ولو كانت نسبتها ضئيلة، كما تعمل على ألا يتجاوز حزب العدالة والتنمية سقف الـ 50% من نسبة الأصوات، كما تحاول أيضاً وضع الحزب في أزمات حتى لا يصل عدد نوابه في البرلمان إلى 330 عضوا.
ويبدو أن على أنصار فتح الله كولن مهمة تعطيل الدستور الجديد بأي شكل من الأشكال، حتى لا تتخلص تركيا الجديدة من القيود التي تقف أمامها.
وعلتهم الكبرى هي ألا يقوم "أردوغان" بتحويل تركيا إلى النظام الرئاسي، كما يكفيهم ويريح بالهم، تعثر أردوغان وداود أوغلو في مواجهة التحديات. إنه طموح لا ينضب ولا ينتهي. كل ذلك يخدم العقل المدبر وتحيقيق آماله.
عن صحيفة تقويم التركية