قال البرفسور إيال زيسر رئيس دائرة الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب أن النظام الأردني يمثل "السور الواقي الذي يحمي
إسرائيل من ناحية الشرق"، مشيراً إلى الأردن يعتبر "المنطقة الأمنية" التي تفصل إسرائيل عن كل من إيران وتنظيم الدولة.
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" قال زيسر، إن ملك الأردن وجيشه وأجهزته الأمنية هم المسؤولون عن استتباب الهدوء على الحدود الشرقية ويعود الفضل لهم في ازدهار المشاريع الاقتصادية لإسرائيل على طولها.
وبمناسبة مرور عقدين على التوقيع على اتفاقية "
وادي عربة"، شدد زيسر على أن العلاقات الأردنية "الإسرائيلية" لم تكن في يوم من الأيام أقوى مما هي عليه في هذه الأيام.
ونوه زيسير إلى أن الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين عندما وقعا على اتفاق "وادي عربة" راهنا على أن يسمح هذا الاتفاق بانتقال التعاون الأمني والاستخباري بين الجانبين من السر إلى العلن.
وأعاد زيسر للأذهان حقيقة أن التعاون والتنسيق بين الحركة الصهيونية والنظام الأردني قد بدأ قبل الإعلان عن قيام إسرائيل، مشيراً إلى أن الواقع الاستراتيجي فرض على النظام الأردني وإسرائيل التعاون طوال الوقت.
وشدد زيسر على أن التوقيع على "وادي عربة" مثل نقطة تحول نحو تعميق التعاون الأمني والاستخباري بين الجانبين وبشكل غير مسبوق، مشيراً إلى أن الاتفاقية سمحت بتعزيز التعاون الاستراتيجي بين الجانبين في قضايا الطاقة والمياه.
واستدرك زيسر قائلاً إن الارتباط الأمني بين الأردن وإسرائيل لم ينجح في إقناع الرأي العام الأردني بتغيير مواقفه من "إسرائيل"، مشدداً على أنه لا يوجد في العالم العربي جمهور يبدي بشكل كبير كراهية لإسرائيل مثل الجمهور الأردني.
ولفت إلى أن قيادة المملكة ممثلة في الملك تحاول المناورة، منوها إلى تصريحات الملك عبد الله المنددة بالسياسة الإسرائيلية في القدس على أنها تندرج في هذا الإطار.
وأكد على أن مظاهر الحساسية التي يبديها النظام تجاه ردود الفعل الشعبية في الأردن تأتي بسبب "عدم ثقة النظام في قدرته على مواصلة الحكم في المملكة".
وختم مقاله معتبراً أن العلاقات الأردنية الإسرائيلية تمثل "قصة نجاح كبيرة وواعدة".
من ناحيته قال يوسي احمئير، مدير عام ديوان رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إسحاق شامير، إن إسرائيل تعمل في الخفاء بكل ما أوتيت من قوة من ضمان بقاء النظام الأردني.