في حين يُحرم
الإسرائيليون على الفلسطينيين أن يخبئوا السلاح تحت المستشفيات والعيادات ورياض الأطفال كانت المنظمات الصهيونية كلها تخبئ السلاح من البريطانيين في الأماكن نفسها بالضبط، بحسب الكاتب اليساري الإسرائيلي جدعون ليفي.
وذكّر ليفي الإسرائيليين في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس الأحد، بلافتة أمام أحد دور العبادة كتب عليها "وصل مستوطنو رشبون إلى الأرض في شباط 1936 وبعد ذلك بشهرين نشبت أحداث تلك السنة.. وقد اشترى السكان أسلحة للدفاع عن أنفسهم لكن البريطانيين -حكام البلاد- حذروا من حيازة السلاح ولهذا تم إخفاؤه في قبو بني تحت أسس المبنى وكان في ذلك المبنى موقع استهلاك وعيادة وروضة أطفال، وكان دخول مخزن السلاح السري من مراحيض روضة الأطفال".
وتساءل ليفي: "أهو مخزن سلاح في روضة أطفال، أم قبو تحت عيادة؟".
وأشار إلى أن منظمة "الهاغاناة" استعملت سكانا مدنيين درعا بشرية استعمالا مستخفا؛ وأخفت سلاحا في عيادات ورياض أطفال وعرّضت غير المقاتلين للخطر بذلك.
ويتابع: "ليست رشبون وحدها، فلم تكن بلدة يهودية في هذه البلاد لم يكن فيها مخزن سلاح في قلب تجمعات سكانية مدنية. ففي عين غنيم تم إخفاء السلاح في داخل كنيس، وفي نهلال تحت منشأة للأبقار، وفي ساحة بيت في حي بوروخوف في جفعتايم، وفي مقهى بيلتس في تل أبيب".
ولفت إلى أن المدارس في إسرائيل استعملت كمواقع تدريب بل كورشات لصنع السلاح.
وأكد ليفي أن "الكثير من الإسرائيليين والمؤرخين يعرفون كل شيء عن كل مخزن سلاح، لكن القليل منهم يتجرأ على الإشارة إلى التناظر التاريخي".
وأضاف: "الدعاية الإسرائيلية اتهمت حماس باستعمال السكان المدنيين، إلى جانب شتى التسويغات والتعليلات المريبة لقصف المساجد والمدارس والعيادات والملاجئ".
وختم ليفي: "يجوز لإسرائيل أن تتسلح كما تشاء لأنها ليست دولة معتدية بل تريد فقط أن تدافع عن نفسها، لكن لا يجوز في
غزة الضفة حيازة زناد، ولهذا يجب على الفلسطينيين أن يخفوا سلاحهم".