4 قتلى وجرحى من الجيش اللبناني في قصف آليتين بطرابلس

قال مصدر أمني لبناني، إن 4 جنود من الجيش اللبناني قتلوا وأصيب آخرون أثناء تصديهم لمجموعات مسلحة حاولت استهداف آليتين عسكريتين في بحنين شمال البلاد، في حين تشهد مدينة طرابلس وبلداتها اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين منذ يومين.

وقال المصدر، إن مسلحين استهدفوا آليتين للجيش اللبناني عند مجرى نهر البارد في مدينة طرابلس، مشيرا إلى وقوع أربعة قتلى من الجيش وستة جرحى.

ويرتفع بذلك عدد قتلى الجيش إلى عشرة والجرحى إلى 14.


الجيش اللبناني زجّ بطائرات وقوات بحرية في معركة طرابلس

وأدخل الجيش اللبناني، إلى ساحة المواجهة مع المسلحين في مدينة طرابلس بشمال لبنان، ثاني أكبر مدن البلاد، مروحيات وقوات بحرية، ما يؤشر إلى حجم المواجهات بالمدينة التي تقطنها غالبية سنيّة مع جماعات يعتقد أنها متشددة، وسط ترقب لاحتمال تنفيذ جبهة النصرة تهديدا بإعدام جنود في حال عدم توقف العمليات.

وكانت جبهة النصرة قد حذرت الجيش اللبناني من مغبة ما وصفته بـ"التصعيد العسكري بحقّ أهل السنّة في طرابلس"، وطالبته بـ"فكّ الحصار عنهم والبدء بالحلّ السلميّ"، محذرة من أنها قد تضطر خلال الساعات القادمة إلى "البدء بإنهاء ملف الأسرى العسكريين المحتجزين لديها تدريجيا كونهم أسرى حرب، وعندها ستدفع كافّة الطوائف في لبنان ثمن مشاركتهم للجيش اللبناني العميل لحزب اللات (حزب الله) الإيراني بقتل أهل السنّة"، وفقا لتعبيرها.

وحددت الجبهة الساعة العاشرة من صباح الأحد بالتوقيت المحلي لبيروت من أجل تنفيذ أول عمليّة إعدام، علما بأن لدى الجبهة عددا من العسكريين اللبنانيين الذين كانوا قد وقعوا في قبضتها بعد مواجهات خاضتها الجبهة في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا.

وفي طرابلس، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الجيش اللبناني والمجموعات المسلحة، تحديدا في "محيط سوق الخضار" و"ساحة الأسمر" في باب التبانة، أحد الأحياء الشعبية بالمدينة، وأدت هذه الاشتباكات الى سقوط جرحى بينهم سبعة عسكريين.

من جانبه، أصدر مفتي عكار، الشيخ زيد زكريا، بيانا حذر فيه من "فتنة كبرى" يختبرها لبنان، متسائلا: "من المستفيد من استهداف الجيش؟ ومن الذي يدفع بالجيش للتجرؤ على أبناء طرابلس والشمال؟".

وتابع بالقول: "نرفض استهداف الدولة والمؤسسات الأمنية والجيش، ونرفض أيضا استهداف المدنيين والمساجد، ولا نرى مبررا لتحريك الطائرات والقصف الجوي الذي يذهب ضحيته الأبرياء".

ولفت المفتي زكريا إلى عوامل تؤدي إلى التوتر في المنطقة بسبب طريقة التعامل مع الشبان أصحاب التوجهات الدينية قائلا: "إننا إذ نتفهم أن هناك ظلما واقعا على الشباب الملتزم واعتقال بعضهم لمجرد الشبهة دون الإفراج عنهم فيقبعون بالسجون سنوات، ما أدى لظلم الأبرياء. إلا أننا ننصح الشباب بأن لا ينجروا خلف عواطفهم، ويجب أن يقفوا صفا واحدا لمواجهة الفتن، وألا يراهنوا على قوى خارجية أو داخلية لا تريد الخير لأحد في لبنان ولا تعرف إلا مصالحها".

وكان الجيش اللبناني قد استخدم المروحيات في العمليات الجارية بطرابلس ومناطق مجاورة لها السبت، كما أن قواته قامت بدورية بحرية قبالة سواحل المدينة باستخدام سفينة حربية مجهزة بمنصة صواريخ، علما بأنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها طرابلس مواجهات دموية، إذ تشكل المدينة نقطة ساخنة لوجود السنة والعلويين فيها وامتدادا آثار الصراع بسوريا إليها.