أهالي الجنود المختطفين: مهلة أخيرة لحكومة لبنان

ترفض السيدة أم علي التحدث لـ"عربي21" بعد يوم طويل من الاعتصام في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية بيروت احتجاجاً على موقف الحكومة اللبنانية من ملف العسكريين الخطوفين في عرسال لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية منذ نحو ثلاثة شهور.

وتقول أم علي إنها تعبت من الحديث للإعلام، إلا أنها سمحت لـ"عربي21" بالتقاط بعض الصور فقط، وأحالتنا الى خيمة نُصبت بجوار خيمتها يقيم فيها حسين جابر من منطقة راشيا الوادي، والذي يعتصم هو الآخر لمطالبة الحكومة اللبنانية بالتحرك للافراج عن اثنين من العسكريين من اقاربه هما ميمون جابر وناهي قلفوني.

مهلة.. فتهديد
بلغة يشوبها التهديد، يتحدث حسين جابر لـ"عربي21" عن مهلة أخيرة منحها أهالي العسكريين المخطوفين في عرسال للحكومة اللبنانية، مشيراً الى أن المهلة تنتهي مساء الاثنين المقبل.
ويقول جابر: "أهالي العسكريين لن يترددوا في اتخاذ خطوات احتجاجية غير متوقعة، اذا لم تقبل الحكومة بمبدأ المقايضة الذي تطالب به جبهة النصرة لقاء الافراج عن الجنود اللبنانيين".

ويضيف جابر أن شكل الخطوات الاحتجاجية التي يهدد بها الأهالي ستعلن في وقتها، وتأخرت عن وقتها بعد وساطات وتطمينات من قبل مسؤولين حكوميين كان آخرها من وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي زار مقر الاعتصام الدائم للاهالي وأكد لهم أن ثمة تحرك جدّي هذه المرة.

وبحسب جابر فان الخطوات التصعيدية قد تبدأ "من قطع للطرقات في العاصمة وبعض المدن كما هو حاصل حالياً، وصولاً إلى عزل لبنان عن محيطه الخارجي وإغلاق المطار وتنفيذ اعتصامات امام السفارات الاجنبية".

ويتابع حسين جابر ابن القرية النائية التي ربما لم تسمع بها جبهة النصرة ولاغيرها من قبل إنَّ "هيبة الدولة تضررت فعلاً بتعنتها ورفضها مبدأ المفاوضات مع مجموعات مسلحة، مستشهداً بدول قوية كالكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة عندما فاوضت مجموعات مسلحة للافراج عن جنود لهم كانوا في الأسر".

ويؤكد جابر الذي فقد أحد أقاربه من العسكريين في المعركة التي أدت لأسر الجنود إن "جبهة النصرة تحدثت كثيراً مع أهالي المختطفين وطالبتهم بتكثيف تحركاتهم للضغط على الحكومة اللبنانية لجهة الافراج عن إسلاميين موقوفين في سجن رومية".

ويختم جابر حديثه لـ"عربي21" بالقول إن "على الحكومة أن تقبل بالمقايضة بأي ثمن، وساعتها سيكون هناك هيبة للدولة بعد أن تنجح بإعادة جنودها".

مفاوضات بمواقفة الجميع
وبما يبدو أنه مسار مواز لجأت له الحكومة اللبنانية، كشف أحد ممثلي أهالي العسكريين أن أطراف الحكومة اللبنانية كلها وافقت على المفاوضات إضافة الى مواقفة من الاحزاب السياسية بما فيها حزب الله.

وفي حديث لـ"عربي21" قال حسن ابو بكر من منطقة عكار شمالي البلاد إن الوزير وائل أبو فاعور "أكد للاهالي أن الحزب وافق على مبدأ المقايضة ولكن بعد الدخول في مفاوضات جدية هذه المرة"، مستدلا بالقول إن "المسلحين لم يتصلوا بالاهالي منذ أربعة أيام كما جرت العادة لمطالبتهم بمزيد من التحركات، وهو ما يشي بأن المفاوضات بدأت فعلياً".

وتعليقاً على مطالبات سياسيين وإعلاميين للحكومة بعدم الرضوح ومفاوضة المسلحين، أكد أبو بكر أن "هذا الكلام هو للاعلام فقط"، ناسباً هذا الحديث للأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير في لقاء جمعهم به بالسراي الحكومي قبل يومين.

غير أن أبو بكر الذي بدا متفائلاً بمصير المفاوضات، شككّ بدور أطراف سياسية لبنانية معينة قال إنها تقف خلف جملة من الأحداث تهدف للتشويش على جهود المفاوضات آخرها مذكرة التوقيف بحق الشيخ مصطفي الحجيري "الذي لعب دورا بارزا في الوساطة مع جبهة النصرة في بداية الازمة أدت للافراج عن عدد من الجنود".

ويتهم أبو بكر حزب الله مباشرة بالتسبب بهذه الأحداث لا سيما "في ظل الاتهامات التي توجه له من أهالي العسكريين بالوقوف وراء عرقلة الملف منذ بدايته"، مؤكداً طرح هذا االموضوع امام المسؤولين الامنيين في السراي الحكومي.