عيد الأضحى بـ"الكناري".. الأضحية بـ150 يورو

"أضحية بـ150 يورو.. واحتفالات تستمر عادة 3 أيام .. وأزياء مغربية وموريتانية جديدة .. وإصرار علي التمسك بالشعائر"... هكذا لخص محمد صالح، رئيس المجلس الثقافي الإسلامي للأئمة والمساجد (الجهة الرسمية الممثلة للمسلمين) بجزر الكناري مشاهد اعتاد رؤيتها في عيد الأضحى بمجموعة الجزر الواقعة في المحيط الأطلسي وتتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الإسبانية.

وحسب صالح الذي يترأس أيضا الجالية الإسلامية في مجموعة الجزر، تتركز الجالية الإسلامية في 4 جزر من إجمالي 7 جزر هي: لاس بالماس، تاناناريفا، فويرتيفنتورا، ولانثاروتي، ويبلغ تعدادها نحو 70 ألف مسلم منهم 50% من المغاربة و40% موريتانيون و10% خليط من العرب والأفارقة.

صالح تابع أن "50 حاجا فقط خرجوا من الجزيرة قاصدين الأماكن المقدسة بالمملكة العربية السعودية، وأطلقوا قبل أيام إشارة التنبيه بقرب قدوم عيد الأضحى المبارك مع مغادرتهم الجزر".

صالح أوضح أن المغاربة أكثر احتفاء بالخروج للحج من الموريتانيين، موضحا أن طقوس الاحتفاء بالحج تظهره كـ"عريس" (شاب يوم عرسه) تعد له الولائم ويتلقى التهاني.

وعن صلاة العيد، قال صالح إن أغلب الناس يؤدونها في ساحة عامة أمام شاطئ بـ"لاس بالماس"، في مشهد جمالي رائع، مضيفا أن "ذلك يتم بتصريح حكومي"، أو يؤدون الصلاة داخل المركز الإسلامي.

ويشيد صالح بـ"التعامل الراقي" من جانب الجهات الحكومية في جزر الكناري تجاه صلاة العيد قائلا: "نجد تعاملا راقيا من جانب الحكومة وتقوم يوم العيد بتنظيف الساحة المقرر فيها الصلاة". 

ومع انطلاق تكبيرات العيد، يبدأ إحساس أعضاء الجالية الإسلامية بالشعائر وأجوائها الإيمانية في عيد الأضحى، حسب صالح، قبل أن تبدأ خطبة العيد، ثم توزع الألعاب والحلوى الشرقية على الأطفال والحضور. 

وحول مدى الاهتمام بالأطفال خلال الأعياد، قال صالح: "الجالية الإسلامية هنا تحاول في الأعياد والمناسبات الدينية أن تركز على الأطفال وأن تغرس في نفوسهم التمسك بشعائر الدين وتعرفهم بأهميتها، خاصة وهم هنا يرون الاحتفالات الكبيرة بعيد الميلاد (المسيحي)"، مضيفا: "بخلاف الملابس الجديدة التي يحرص الآباء على شرائها لأبناءهم مبكرا، فهناك الخروج للمنتزهات العامة وأماكن الترفيه". 

ويحرص أعضاء الجالية الإسلامية في الكناري على شراء الأضاحي، حيث قال صالح: "هنا يوجد حرص على شراء الأغنام من مزارع الفلاحين في جزر الكناري قبل عيد الأضحى، ومتوسط سعر الخروف الآن 150 يورو". 

وأوضح صالح أن المركز "يقدم خطابا رسميا للجهات الحكومية ليخصص للمسلمين يومين في مجزرة عامة (مكان للذبح) ويقدم أبناء الجالية أضاحيهم ويحصلون على أرقام لها".

وأضاف: "نكلف نحن عبر خطابات رسمية توجه للبلدية (الجهة الحكومية) جزارين مسلمين للذبح وفق الشريعة الإسلامية، وبعد أداء صلاة عيد الأضحى يذهب أبناء الجالية للحصول على أضاحيهم ومنهم من يقدم بعضها للمركز الإسلامي للجالية ليوزعها على من يحتاج من باب الهدية والصدقة".

وبين صالح أن "ولائم اللحوم من جانب الجالية عادة ما تبدأ أول أيام عيد الأضحى، وتبدأ بكثافة من اليوم الثاني ويتبادل أبناء الجالية الزيارات وحضور الولائم". 

وتتواصل احتفالات مسلمي الجزر بالعيد 3 أيام، حسب رئيس الجالية الإسلامية بالكناري، ولا تختلف أجواء الاحتفالات في الجزر عن طبائع العرب ومواريثهم وتقاليدهم.


صالح أضاف: "الجالية إلإسلامية هنا تتبع في الاحتفال بالعيد ما تتبعه في بلدانها من أساليب وأكلات وزي معين، بجانب الزيارات العائلية"، مضيفا أن المغاربة هنا مشهورون بزي الجلابة (الجلباب) والطربوش، وكذلك المورتانيون يرتدون ما يعرف عندهم بـ(الدراعة) للرجال، والملحفة للنساء".

ولفت إلى أن "الجالية الإسلامية ترى تمسك أصحاب الديانات الأخرى بمعتقداتها، ولذلك تكون الأحرص في ظل أجواء الغربة التي يشعر بها الجميع على التمسك بالعادات والتقاليد والشعائر والقيم".

وتبدأ الجالية الإسلامية في جزر الكناري الاحتفاء بعيد الأضحى بحسب صالح التزاما مع أول رؤية شرعية تظهر في أي بلد إسلامي تحدد بداية شهر ذي الحجة وما يتبعه من تحديد يوم العيد.

وأعلنت المحكمة العليا في السعودية ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة لهذا العام 1435هـ، مساء  الأربعاء الماضي، ما يعني أن أول أيام العيد سيكون بعد غد، السبت.