حول العالم

"الخروف الدمية" بهجة لأطفال بمصر غابت عنهم الأضحية

دمية الخروف لمن لا يقدر على شراء الأضحية باهظة الثمن - أرشيفية
دمية الخروف لمن لا يقدر على شراء الأضحية باهظة الثمن - أرشيفية
"الخروف" تسمية لعام 2015 الذي تستقبله الصين في شباط/ فبراير المقبل، وهو في ذات الوقت اسم "دمية" تصدرها للمصريين، شهدت إقبالا متزايدا منهم، في ظل عدم مقدرتهم على شراء الأضحية باهظة الثمن قبيل عيد الأضحى.

ويخضع "الخروف" كعام قمري جديد منتظر في الصين، إلى حسابات 12 من الأبراج الصينية، ما بين توقعات التفاؤل والتشاؤم، لكنه كدمية، لا يخضع إلا لحسابات تجارية، وجدت إقبالا واسعا من المصريين، حسب باعة ومواطنين.

ويتفق تجار ومشترون على أن الصين لم تترك مناسبة بمصر، إلا اشتبكت معها، حيث تعتبر الأسواق المصرية، بابا واسعا لترويج منتجاتها.

محمود حسين، بائع ألعاب بوسط القاهرة، قال "الصين لم تترك مناسبة إلا واستغلتها، وهي أخيرا، ستشاركنا الأضحية في العيد". 

وأشار في حديث للأناضول، إلى الإقبال المتزايد علي دمى "الخروف" إحدى الدمى المجسمة لعيد الأضحى، التي انتشرت في أسواق وسط العاصمة القاهرة، في ظل عدم قدرة المصريين علي شراء خراف لضيق ذات اليد. 

وسعر الخروف الصيني يتراوح ما بين 25 جنيه (قرابة 3 دولار أمريكي) للصغير، و55 دولار (أقل من 8 دولار) للكبير.

ومع ذلك، يحاول المصريون تخفيض سعره بمساومة البائع، إلا أنه يظل خيارا مفضلا، يشغل الأطفال عن السؤال عن الأضحية.

 وبحسب التجار تتراوح أسعار الماشية هذا العام من ألفي جنيه (280 دولارا أمريكيا) للأغنام وصولاً إلى 15 ألف جنيه (نحو 2000 دولار أمريكي) للعجول والأبقار، وهي أسعار اضطر التجار إلى رفعها بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، على حد قولهم، لكنهم رغم ذلك مقتنعون أن مناسبة العيد كافية لجلب المشتري.

ومتحدثا عن الصين ومنتجها "الدمية"، قال حسين، أحد باعة الألعاب، الذي يزاول هذه المهنة منذ 20 عاما، "لم أتخيل طوال مهنتي أن يصنعوا خرافا صينية.. في البداية خفت أن أشتري منها كميات حتى لا يصيبها الكساد، لكن بعد أقل من أسبوع طلبت شراء المزيد".

فيما قاطع صوت حسين، سيدة أربعينية، جاءت لشراء الدمية، "أشتري الخروف لابني الصغير، الذي سيفرح به كثيرا من جهة، ويمكنه الاحتفاظ به للعيد القادم".

وأضافت السيدة أنها لن تستطيع شراء خروف العيد هذا العام، لكنها فضلت أن تشتري إلى جانب اللحمة، خروفا لابنها. 

عبده السيد، مواطن آخر، فضل شراء الخروف الصيني، كي يرضي طفلته، التي طلبت منه شراء خروف "يشبه المربوط بحوش (مكان كبير) منزل الجيران".

وأضاف السيد، لوكالة الأناضول،: "لن نستطيع شراء الخروف مثل الجيران، فراتبي لا يسمح بتوفير أي نقود، لكني أستطيع شراء هذه (في إشارة للخروف الصيني الصغير) وتلك (في إشارة للعبة صغيرة لماعزة صغيرة).

وانتشار الخراف الصينية، لم يقف عند الدمى فحسب، بل امتد لعدد من الألعاب التي تحمل أشكالا مختلفة وأحجاما أخرى، وتعمل بالبطارية وتتحرك، في صورة تجسيدية للحالة التي تكون عليها الأضاحي صبيحة العيد.

فيما تري عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية (حكومي)، في حديث عبر الهاتف لوكالة الأناضول، أن المصريين دائما يحرصون علي مظاهر الاحتفال بالمناسبات ونظر لوجود حالة اقتصادية صعبة وارتفاع في أسعار اللحوم فالاتجاه كبير علي عدم شراء الخراف الحية. 

وفي تفسير إقبال المصريين علي "الخروف الصيني" مضت كُريم قائلة :" المصريون يلجؤون لبديل رخيص يحقق سعادة لذويهم ولكن حقيقة لن يحقق الإحساس الطبيعي بالخروف الحي ".

وأوضح أن "الصين أكثر دولة تقرأ الأسواق العربية وتلبي احتياجاتها في الوقت المناسب".

وتعتبر الأسواق المصرية من أشهر الأماكن التي تغزوها الصين ، بمنتجات يراها المصريين بسعر منخفض مقارنة بنظيرتها من الدول الأخرى، وكذلك ابتكارها في الشكل الذي تقدم به، حيث تشير بيانات رسمية إلى أن قيمة المبادلات التجارية بين البلدين بلغ حوالى 10.2 مليار دولار خلال 2013.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل