ذكرت محافل إسرائيلية أن
المظاهرات العارمة التي ينظمها
الفلسطينيون في
القدس الشرقية دفعت معظم
اليهود لعدم زيارتها والتجوال فيها.
ونقلت الإذاعة العبرية صباح اليوم عن ممثلي الأحزاب اليمينية في المجلس البلدي في القدس المحتلة قولهم إن قطار "المترو" الذي دشنته "إسرائيل" ليربط بين شطري المدينة أصبح فارغاً لأن المستوطنين اليهود الذين يقطنون القدس الغربية يخشون الوصول للقدس الشرقية خوفا على حياتهم.
ونقلت الإذاعة عن يغآل فوجل ممثل حزب "الليكود" في المجلس البلدي قوله إن المظاهرات التي ينظمها الفلسطينيون تهدد مستقبل القطار الأرضي الذي استثمرت "إسرائيل" عشرات الملايين من الدولارات من أجل إنجازه.
من ناحيته قال يريف أوفنهايمر سكرتير حركة "السلام الآن" الإسرائيلية إن فزع اليهود من الوصول إلى
القدس الشرقية يدلل على فشل إسرائيل في فرض قرار توحيد شطري المدينة، مشددا على أن الحل يكمن في التوصل لتسوية سياسية للصراع تضمن "تطبيع" حياة اليهود في القدس، الأمر الذي يستدعي التنازل عن القدس الشرقية.
ونقلت الإذاعة العبرية عن أوفنهايمر قوله إن الأوضاع في القدس الشرقية توشك على الخروج عن إطار سيطرة شرطة الاحتلال والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الرهان على خيار القوة المسلحة في مواجهة انتفاضة الشباب الفلسطيني لم تثبت جدواها.
وحذر أوفنهايمر من أن سلوك الحكومة الصهيونية تجاه الفلسطينيين في القدس الشرقية يمثل بحد ذاته مسوغاً لتدهور الأوضاع الأمنية، مشيرا إلى أن القيادة الصهيونية تدفن رأسها في التراب وترفض معالجة المشاكل من جذورها وتكتفي بوضع حلول غير ذات جدوى.
من ناحيته حذر روني دانئيل، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الصهيونية الثانية من أن تفجر الأوضاع الأمنية في القدس المحتلة يمكن أن يفضي إلى تفجر الأوضاع بشكل عام في الضفة الغربية، الأمر الذي يهدد استقرار السلطة الفلسطينية.
وفي تقرير بثته القناة الليلة الماضية أشار دانئيل إلى أن المؤسسة الأمنية الصهيونية تبدي قلقاً من إمكانية انتقال الاضطرابات إلى الضفة الغربية مشيرا إلى أن الجمود في العملية التفاوضية يفاقم الأوضاع سوءاً.
وأكد دانئيل أن أكثر ما يثير الخوف لدى القيادات العسكرية والسياسية في تل أبيب أن يسفر اندلاع المواجهات في الضفة الغربية إلى توقف التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
ونقل دانئيل عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله إن التعاون الأمني الذي تبديه أجهزة السلطة الأمنية يسهم في الحفاظ على أمن الصهاينة في عمق إسرائيل.