قال رئيس
المخابرات السرية البريطانية جون ساورس إن
الربيع العربي لم يكن في مصلحة
الغرب.
وقال ساورس في حوار مع صحيفة فايننشال تايمز إن "الربيع العربي يُظهر أن التغيير الثوري من المستحيل إدارته"، وإنه "في الغالب سيضر بالمصالح والقيم الغربية."
وأضاف: "لقد رأينا ذلك في طهران عام 1979 ورأيناه في مصر على مدار الأعوام القليلة الماضية."
وتابع ساورس -الذي تولى سابقا منصب سفير بريطانيا لدى مصر بين 2001 و 2003- أنه يريد للمخابرات السرية البريطانية أن تكون "أكثر مرونة في الاستجابة للتهديدات". وأوضح أن "الدرس المستفاد من العقد الماضي -عندما أنفقت المليارات في أفغانستان والعراق- هو أن الحكومة يمكن أن يُطاح بها في أشهر، ولكن قد يستغرق الأمر سنوات لإعادة بناء البلاد".
وأضاف قائلا إن هناك معضلات حقيقية في التعامل مع الوضع في الشرق الأوسط، "فإذا قرر الغرب عدم التدخل لإعادة الإعمار (كما حدث في ليبيا) فسينتهي الأمر إلى فراغ سياسي في مكان الحكومة، وإذا قررت عدم التدخل على الإطلاق فسيترتب على ذلك وضع مشابه لما يحدث في سوريا."
وقال ساورس إن التهديد الإرهابي قد زاد وتعطلت بعض إمكانيات جهاز الاستخبارات بسبب تسريبات إدوارد سنودن "التي جعلت العدو على علم بكيفية تعقبه."
وكان ساورس أثناء عمله في السفارة البريطانية لدى بغداد في أعقاب الغزو الأمريكي قد أرسل خطابا إلى الحكومة في لندن (تم تسريبه لاحقا) حذرها فيه من أن العراق "ينهار وينجر نحو الفوضى".
كما انتقد ساورس عدم التعاطي مع التهديدات الإرهابية في باكستان واليمن والصومال مقارنة بتركيز الغرب على أفغانستان.
وتأتي تصريحات ساورس المناهضة للربيع العربي مناقضة بشكل كبير لتصريحات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ونائبه نيك كليج اللذين رحبا بالحراك الثوري عام 2011 في تونس ومصر وليبيا.
وسوف تنتهي خدمة السير جون ساورس في جهاز الاستخبارات السرية MI6 في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم بعد خمس سنوات من رئاسته للجهاز.