يوما بعد آخر تزداد معاناة طلبة
الجامعات الفارين هربا من العمليات العسكرية بالمناطق الساخنة في
العراق، دون أن يتمكن الآلاف منهم من أداء امتحاناتهم النهائية ومعرفة مصيرهم الدراسي الذي أصبح مجهولا بين التأجيل والرسوب.
وتأتي هذه الصعوبات الدراسية وسط النزوح الجماعي المستمر وسيطرة المسلحين على بعض الجامعات، ومناطق ساخنة أخرى يصعب الوصول اليها، بالإضافة إلى أن وزارة التعليم العالي العراقية لم تحدد كليات بديلة لأداء
الامتحانات تكون قريبة من محل سكنهم مايضاعف من حجم المشكلة.
فالطالب علي سلمان (25 عاما)، يدرس في قسم القانون المرحلة الرابعة بجامعة تكريت، يقول في حديثه لـ"عربي 21": "بعد سيطرة المسلحين بالكامل على الجامعة وسوء الأوضاع هناك، أغلقت الجامعة أبوابها وأصبحت شبه ثكنة عسكرية، لذا وافقت وزراة التعليم العالي على إجراء امتحاناتنا التكميلية في جامعات بغداد وكركوك وواسط، مازاد من الأمر تعقيدا بالنسبة لي ولآلاف الطلبة المهجرين خارج العراق أو ضمن مناطق اقليم كردستان والمحافظات العراقية".
وتابع "أنا اسكن حاليا في منطقة الطارمية ولااستطيع الذهاب الى جامعات بغداد وجامعات واسط خوفا من مخاطر الطريق وانتشار المليشيات التي تعتقل وتقتل على الهوية، أما ذهابي الى كركوك سيكلفني كثيرا لأنني ساضطر إلى استئجار سيارة بالاضافة الى المبيت في فندق أو استئجار شقة ناهيك عن تكليف مالية أخرى".
ويضيف سلمان "لا أعلم ماهو مصيري، وأتمنى من وزارة البحث العلمي تأجيل الامتحانات واحتساب العام الدراسي سنة عدم رسوب، والأهم هو إصدار قرارا بأداء الامتحانات في سامراء بدلا من الذهاب إلى جامعات بغداد وكركوك على الأقل بالنسبة لطلبة جامعة تكريت".
ويتساءل طلبة جامعة تكريت، هل سيكملون امتحاناتهم في الجامعات التي عينتها وزارة التعليم العالي في بغداد وكركوك وواسط؟، ولكن ماذا عن طلبة جامعة الأنبار والموصل؟ فمصيرهم مجهول ويكتنفه الغموض، لاسيما وان العديد منهم يعيش اوضاعا اقسى من بقية المحافظات، مضفين "كل يوم نسمع قرارات جديدة بتغيير موعد الامتحانات وتحديد بعض الكليات لطلبه من اجل ادءاها بسلام".
أما حسن كامل (21 عاما) وطالب في كلية طب الأسنان، يقول "لم تعد دراستي الجامعية أولوية في حياتي خصوصا بعد المواجهات التي شهدتها محافظة صلاح الدين وتدمير جامعة تكريت بالكامل، ما سيضطرني إكمال جامعتي العام القادم في جامعات أخرى خارج محافظتي او السفر خارج العراق، وهذا سيكلف أهلي أعباء مالية يصعب عليهم توفيرها بسبب التهجير وتوقف أعمالنا وقلة المال الذي ضاع في الاشهر الماضية بين السفر واستئجار بيت للسكن".
وتبين الطالبة نور أحمد (22 عاما) من كلية الآداب بجامعة تكريت، أن "وزارة التعليم العالي وافقت على إجراء الامتحانات التكميلية لطلبة جامعة تكريت، الذين حالت الظروف الأمنية دون أداء امتحانهم، لإكمال الامتحانات في جامعات بغداد وكركوك وصلاح الدين وواسط، ولكن الظروف صعبة للغاية وانتقالنا إلى محافظة أخرى في ظل الأزمة الحالية فيه الكثير من المخاطر".
وتضيف، "يتعين على أحد أفراد أسرتي مرافقتي كي أكمل الامتحانات في إحدى الجامعات التي حددتها الوزارة، وهذا يعني تفرغه من أجلي، كما لا أخفي خشيتي من صعوبة الظروف الحالية للانتقال إلى محافظة أخرى، ناهيك عن التكليف المالية الباهظة".
يشار إلى أن رئاسة جامعة تكريت، حددت يوم الثاني والعشرين من تشرين الأول/ أوكتوبر 2014، موعدا لإجراء الامتحانات التكميلية لجميع كليات واقسام جامعة تكريت في جامعات بغداد وكركوك وصلاح الدين وواسط، لتواجد معظم الطلبة حاليا في المحافظات التي توجد فيها تلك الجامعات، فيما يبقى مصير ومستقبل طلبة جامعات الموصل والأنبار مجهولا، في ظل تصاعد التوترات الأمنية والعمليات المسلحة التي تشهدها مناطقهم يوميا.