لجنة
وساطة رئاسية باليمن تعلن فشلها وتنهي مهمتها في محافظة الجوف
قال الشيخ مفرح بحيبح، عضو لجنة الوساطة الرئاسية المكلفة بإنهاء القتال بين الجيش
اليمني ومسلحين من جماعة "أنصار الله" (الحوثي) في محافظة الجوف (شمالا)، إن اللجنة انسحبت وأنهت مهمتها بعد تفجر الوضع عسكريا وخروجه عن السيطرة.
ومضى بحيبح قائلا، في تصريحات لوكالة الأناضول، اليوم الأحد، إن "لجنة الوساطة الرئاسية أعلنت إنهاء مهمتها لعدم قدرتها على إنهاء القتال في محافظة الجوف، وتفجر الوضع بشكل كبير".
وكشف عن "لجنة وساطة قبلية تم تشكيلها قبل يومين من عدد من مشايخ محافظات الجوف وصنعاء (شمالا) ومأرب (شرقا) لبذل الجهود من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجيش ورجال القبائل من جهة وبين المسلحين الحوثيين من جهة أخرى في الجوف".
وأوضح بحيبح أن "اللجنة انقسمت إلى قسمين، والتقي القسم الأول بممثلين عن جماعة أنصار الله (الحوثيين) في محافظة صعدة (شمالا)، معقل الحوثيين، بينما التقى القسم الآخر بممثلين عن الجيش ورجال القبائل، دون إحراز أي تقدم حتى الآن".
وبشأن الوضع الحالي في محافظة الجوف، قال بحيبح إن "الأوضاع تفجرت بشكل كبير وخرجت عن السيطرة.. الأيام القليلة الماضية شهدت معارك ضارية غير مسبوقة خلفت عدد كبير من القتلى والجرحى من الطرفين".
وحذر من أن "القتال الدائر في الجوف ينذر بحرب طائفية مذهبية إن لم يتدخل العقلاء في البلاد من أجل إيقافها.. كل طرف يقاتل الآخر باستماتة كبيرة وبشعارات مذهبية ما يهدد استقرار البلاد".
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أعاد تكليف لجنة الوساطة الرئاسية، بعد إعادة تشكيلها، بالنزول منتصف آب/ أغسطس الماضي إلى محافظة الجوف للعمل على وقف إطلاق النار، لكن لم يحدث تقدم.
وإضافة إلى ما تشهده محافظة الجوف، تقيم
جماعة الحوثي، منذ 14 آب/ أغسطس الماضي، خيامًا للاعتصام حول مداخل العاصمة صنعاء، قبل أن تقيم خيامًا أخرى قرب مقار حكومية وسط المدينة وتنظم مظاهرات حاشدة تطورت لاحقاً إلى قطع طرق رئيسية، مطالبين بإقالة الحكومة التي يصفونها بـ"الفاشلة"، وإلغاء قرار رفع الدعم عن
المشتقات النفطية.
ويتواصل التصعيد الحوثي رغم المبادرة التي أعلنها الرئيس اليمني، قبل نحو أسبوعين، لحل الأزمة، وتتضمن
إقالة الحكومة الحالية، وتسمية رئيس وزراء خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية، والبدء بتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية، خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.
ويُنظر إلى جماعة الحوثي بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 أيلول/ سبتمبر 1962.