وجهت حركة "عفاريت دمهور"، المناهضة للانقلاب العسكري في مصر، رسالة إلى من وصفتهم ب"الضباط المأجورين"، قالت فيها: "إن لكم ما لنا من أموال وأبناء وأعراض؛ فإن رعيتموها رعيناها، وإن كانت الأخرى فلا تلوموا إلا أنفسكم".
جاء هذا في بيان بثته الحركة عبر فيديو مسجل على موقع "يوتيوب"، بمناسبة مرور عام على تأسيسها، ويظهر فيه ثلاثة ملثمين، تلا أوسطهم بيانا باسم الحركة أكد فيه أن لديها الكثير. وقال: "انتظروا مفاجأة الحركة"، مشددا على أن الحركة مستمرة في فاعلياتها حتى إسقاط حكم العسكر.
وبدأ المتحدث (في الفيديو) حديثه بالقول: "باسم دماء الشهداء، باسم صمود المعتقلين، باسم ثبات الثوار، باسم كل حر يرفض الذل، بدأنا منذ عام، والآن نكمل المشوار، لن نلين، ولن نخون برغم كل التحديات، ونعلن استمرارنا في فاعلياتنا السلمية المبدعة.. المنادية بالحرية والكرامة، وإسقاط حكم العسكر".
واستطرد: "مدينة دمنهور شهدت، ولا تزال تشهد، ثبات حركة عفاريت دمنهور، برغم كل الصعوبات والضغوطات من كل النواحى، وبعد عام من إعلان الحركة لا يزال كلاب العسكر والداخلية مصرين على تحدي روح الثورة".
وأضاف: "نعلنها أمام الجميع.. إن نهجنا السلمي لن يمنعنا أبدا من التصدي، والانتقام ممن يتعدى على شبابنا وحرائرنا ممن تسول له نفسه الاقتراب من حركتنا بسوء، وهي رسالة للضباط المأجورين: إن لكم ما لنا من أموال وأبناء وأعراض فإن رعيتموها رعيناها، وإن كانت الأخرى فلا تلوموا إلا أنفسكم"، بحسب الفيديو.
وقال المتحدث: "نحن حركة شعبية، تضم جميع الأطياف، ونرحب بكل من ينادى بالحرية، وإسقاط حكم العسكر، والشارع ملك للجميع، ونتمنى للثوار التوفيق والنجاح".
واختتم البيان بالقول: "بعد عام من البداية لا يزال لدينا الكثير، وانتظروا مفاجأة الحركة.. فصاحب الحق منتصر، وإن ضعف، في النهاية.. ونتمنى للثوار النجاح.. الله، الوطن، الحركة".
غلق الصفحة واستنفار أمني
وفي استنفار أمني عاجل، قامت الأجهزة الأمنية ومباحث المعلومات والتوثيق في وزارة الداخلية بإغلاق صفحة الحركة من على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك"، وسحبت معلومات منسقيها، وأعضاء الحركة، بعد أن اتهمتها الوزارة بأنها تحرض على العنف، والتظاهر، وزعزعة أمن المجتمع، واستقراره.
ومن جهته، اتهم مدير مباحث البحيرة اللواء أشرف عبد القادر الحركة بأنها فرع لجماعة الإخوان المسلمين، وأنها قامت بعدد من العمليات التخريبية، وحرق سيارات الشرطة، مشيرا إلى أنه تم ضبط عدد من أعضائها.
وقال -في مداخلة هاتفية مع برنامج "90 دقيقة" للإعلامي أسامة منير على قناة "المحور" الثلاثاء: "محافظة البحيرة مليئة بعناصر الإرهاب، وهناك معلومات رصدت تحركات بعضهم".
وتابع: "مباحث دمنهور مصحصحة للإخوان في البحيرة، وبالمرصاد للجماعة الإرهابية، ومن خرج من عباءتها"، زاعما أن "عفاريت دمنهور" و"عفاريت ضد الانقلاب" و"ضنك"، مسميات مختلفة لجماعة واحدة، خرجت من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، بهدف الإيحاء بكثرة التنظيمات المعارضة للدولة، وفق تعبيره.
وكانت جماعة تطلق على نفسها اسم "كتائب حلوان"، ظهرت في تسجيل مصور شبيه، بمنطقة الملاءة بحلوان، قبل أسابيع، قالت فيه إنها لا تنتمي للإخوان المسلمين، وقد ملت سلميتهم، لكنها تريد الاقتصاص من رجال الجيش والشرطة، الذين يعتدون على المواطنين العزل.
وهكذا، وسط تحريض إعلامي، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الأعضاء السبعة للحركة، الذين ظهروا في التسجيل، ومراسلة شبكة "رصد" التي بثت الفيديو.
تحريض إعلامي
التحريض نفسه تتعرض له حركة "عفاريت دمنهور" حاليا، إذ عرض الإعلامي أحمد موسى فيديو الحركة المذكور، متهما إياها بأنها تتوعد رجال الشرطة بمزيد من أعمال العنف في الشارع، وتهددهم بملاحقة أبنائهم، وعائلاتهم.
واتهم "موسى" -خلال برنامج "علي مسئوليتي" بفضائية "صدى البلد" الثلاثاء- حركة 6 أبريل وبعض شباب الأولتراس بالانضمام إلى تلك الجماعات الإرهابية التي تريد النيل من وحدة الشعب المصري، وتتاجر بآلام الفقراء في حين ان البنوك مليئة عن آخرها بالبسطاء الذين حرصوا على المشاركة في بناء وطنهم.، وفق قوله.
وأضاف موسى أن رجال الداخلية قادرون علي ضبط هؤلاء كما حدث من قبل مع المجموعة التي أطلقت علي نفسها "كتائب حلوان، قائلا إن تلك المحاولات أفعال صبيانية.
ومن جهته، قال الإعلامي وائل الإبراشي -في برنامجه "العاشرة مساء" على قناة "دريم 2"، الثلاثاء- إنه بعد "كتائب حلوان" و"ضنك"، ظهرت "عفاريت دمنهور" لتهديد النظام، واصفا إياهم بالحالة الكوميدية للهو الخفي.
وقال إنه على الرغم من كون تلك المجموعات كوميدية، إلا أنه يجب التعامل معها بالقانون، مضيفا أنها أداة جديدة من النظام السياسي العبثي لجماعة الإخوان، قائلا:" الغلابة مطالبهم عادلة، ومش إنت اللي هتحققها لهم"، بحسب قوله.
ويقول مؤيدو الحركة إنه لو لم يكن لأعضائها إنجاز سوى أنهم كسروا حاجز الخوف، وحركوا المياه الراكده بمحافظة البحيرة، والمحافظات المجاورة، بأنشطتهم وفاعلياتهم الاحتجاجية طيلة عام بعد الانقلاب، لكفاهم.
وفي المقابل، يقول معارضوها، ومنهم منال لطفى رئيسة منظمة مجهولة اسمها "مصريات ضد الإرهاب": "إن هؤلاء حفنة من الأطفال.. ولا نعرف هل هذا فراغ؟ أم عمل يتقاضون عليه أجرا؟، زاعمة أن أعضاء الحركة لا يزالون يتقاضون مصروفاتهم اليومية من أمهاته!
وأضافت: "كل عيل يصور لنفسه فيديو، ويذيعه علي اليوتيوب، متصور إنه هيكون بكده نجم سينما..أتمنى أن أراهم عشان أقولهم إلعب بعيد يابنى إنت وهو"!