تصاعدت الدعوات الصحفية والإعلامية التي تطالب قائد الانقلاب الجنرال عبدالفتاح
السيسي بإقالة الدكتور محمد شاكر من منصبه وزيرا للكهرباء، باتهامه بالانتماء إلى جماعة
الإخوان المسلمين، على خلفية إخفاقه في مواجهة أزمة "ظلام الخميس" التي ضربت مصر بانقطاع التيار الكهربائي أكثر من ثماني ساعات متصلة، في حين نفى الوزير عن نفسه التهمة بشدة.
فقد خاطب الكاتب الصحفي حمدي رزق -في مقاله بجريدة "المصري اليوم" الأحد- "السيسي" بقوله: "كان ولا يزال مطلوبا قرار رئاسى يطهر وزارة الكهرباء من الإخوان والمتأخونين، وأولهم هذا الوزير الذى تلكأ فى تطهير وزارته من مراكز القوى الإخوانية منذ إبريل الماضى، وحتى أيام مضت، حتى أتاه اليقين الأمنى (تقارير الأمن الوطنى)".
يا سيسى خذها ولا تخف
حمدي رزق اتهم -في مقاله بعنوان: "يا سيسى خذها ولا تخف"- الوزير بأنه "سكت عن إجرام ربعاوية وزارة الكهرباء طويلا، وهو يعلم بأمرهم، فعمدوا تحت عينه إلى إسقاط الشبكة جزئيا مرة تلو الأخرى، ولما تمكنوا كليا، وبعد مناورات، وفى مناوره فنية روتينية، أسقطوا البلاد فى بحر الظلمات، سقطة كانت كفيلة بإسقاط نظام الحكم لولا وعى هذا الشعب الجبار".
وأضاف: "يجب الإجابة عن هذا السؤال: ما حالة الضرورة القصوى التى أملت على شاكر، وزير الكهرباء، الموافقة على إجراء مناورة بهذا الحجم الضخم، فى هذا التوقيت الحيوى، فجر يوم طرح شهادات استثمار قناة السويس؟ من قرر إظلام مصر سياسيا قبل أن يكون الإظلام كهربيا؟!
وتابع الكاتب (المعروف بصلاته بأجهزة الأمن) مقاله موجها حديثه للسيسي بقوله: "سيادة الرئيس: التقرير الفنى الذى سيصلك لن يخرج عن مناورة كهربائية وفشلت، فانهارت الشبكة، لابد من دراسة موجبات المناورة، ومعطيات ما قبلها، وظروف انهيار الشبكة سياسيا، ووضعية هذا الوزير اقترابا من جماعة الإخوان، وما يتترى عن ترشحه على قوائمهم فى نقابة المهندسين، والنجاح بأصواتهم فى انتخابات 2011، وتوليه منصب وكيل النقابة بأمر مكتب الإرشاد، والتعاطى معهم حتى قبل ثورة 30 يونيو بـ5 أيام فقط لا غير"، على حد قوله.
إرهاب شاكر وإهمال الإخوان
ومن جهتها، قالت الكاتبة الصحفية "نشوى الحوفى" في مقالها بجريدة "الوطن" الأحد بعنوان: إرهاب شاكر وإهمال الإخوان.. اختار رجالتك يا ريس": "ما حدث يوم الخميس الماضى فى مصر مع انقطاع الكهرباء عن الجمهورية بأكملها من الساعة السادسة والربع صباحا، كارثة بكل ما تعنيه الكلمة أصابت البلد بالشلل التام. فلا مياه ولا محطات بنزين ولا مترو ولا مستشفيات ولا أفران عيش ولا قنوات إذاعية وتليفزيونية وعدّد ما شئت من ملامح الشلل".
وتابعت: "رغم هذا كله لم يخرج علينا الوزير المنتمى لقائمة الإخوان فى انتخابات نقابة المهندسين 2011، المتهم بالفساد ضمن مجلس نقابتهم فى 2013 -وعشان كده إحنا اخترناه- لم يخرج علينا ببيان لتوضيح ما حدث إلا فى الساعة التاسعة والنصف بادئا بأن انقطاع الكهرباء عن القاهرة الكبرى فقط، بعدها بنصف ساعة ومع تواصل اتصالات المواطنين من كل أنحاء مصر خرج بتصريح أن الكهرباء قطعت فى كل الجمهورية لا بسبب عمل تخريبى -لا سمح الله- ولكن لأن الوزارة تقوم بمناورة صيانة لمحطة الكهرباء الرئيسية".
وأضافت: "هكذا أعلنها الوزير، وحينما شعر أن ما يقوله مستفز قال إن هناك تحقيقا سيتم للوقوف على الأسباب الحقيقية للموقف؟! ثم أعلن فى اليوم التالى أن كل شىء تمام، وأن ما حدث لن يتكرر مجددا! معلهش لا مؤاخذة.. سؤال بسيط: ماذا حدث بالضبط حتى لا يتكرر؟ كل هذا مع أخبار من عينة القبض على 4 قيادات بالكهرباء ينتمون للإخوان، وخططوا للإضرار بمحطات فى القناة، ثم خبر انقطاع المياه عن بورسعيد بالكامل لانفجار كابل الكهرباء الرئيسى الموصل لمحطة مياه الشرب التابعة لهيئة قناة السويس!
واختتمت نشوى الحوفي مقالها بالقول: "يبقى السؤال: إلى متى ننتظر لإقالة هذا الوزير الجهبذ؟ ولِمَ التمسك به فى ظل تواتر فشله؟"
الوزير ينفي
في المقابل، قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، إنه لا ينتمي لجماعة أو تنظيم الإخوان المسلمين، ولم يسبق له الانتماء فكرا أو تنظيما لهذه الجماعة، مشيرا إلى أن ما تدوالته وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين، يحمل لبسا كبيرا.
وأضاف شاكر- في تصريحات لصحيفة "الوطن" الصادرة الأحد- أنه لم يعمل بالسياسة على الإطلاق، ولم يكن عضوا في الحزب الوطني أو جماعة الإخوان، مؤكدا أن الصور التي تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي، إنما كانت في اجتماعات ومؤتمرات هيئة المكتب في نقابة المهندسين التي تضم الأعضاء المنتخبين، في الهيئة، وكان بعضهم من الإخوان، والبعض الآخر من خارج الجماعة.
وتابع شاكر القول إن وجوده في قائمة انتخابية بالنقابة لم يكن يعني انتماءه للجماعة، مشيرا إلى أن القوائم الانتخابية كانت تضم أعضاء من تنظيم الإخوان، وآخرين لا ينتمون إلى الجماعة، وأن هذا الأسلوب كان موجودا في النقابات كافة، مؤكدا أنه كان يمثل التيار المدني في هذه القوائم، وأن الانتخابات النقابية تعتمد دائما على الوجوه والشخصيات التي تحظى بمصداقية وقبول لدى أعضاء الجمعية العمومية.
وأضاف أنه تقدم باستقالته من مجلس النقابة عندما وجد أن المجلس يخلط بين السياسة والعمل المهني والنقابي، وشكل بهذه الاستقالة وقتها اعتراضه الشديد على منهج الإخوان في نقابة المهندسين، بحسب مزاعمه.
وكانت تقارير صحفية وإعلامية تحدثت عن أن وزير الكهرباء كان واحدا من "مجلس نقابة المهندسين الإخواني السابق"، بحسب مزاعمها.
وقالت التقارير إنه تبين أن وزير الكهرباء الحالي، هو وكيل أول نقابة المهندسين السابق، في مجلس إدارة النقابة عام 2011، تحت إدارة النقيب العام محمد ماجد خلوصي، الذي كان مرشحا ضمن قائمة "تجمع مهندسي مصر" المحسوبة على تيار الإخوان المسلمين.
ونشرت الصحف صورا تجمع وزير الكهرباء، بأعضاء القائمة، في أحد المؤتمرات الانتخابية في 17 نوفمبر 2011، وسط المئات من المنتمين للجماعة الإرهابية، على حد زعمها، حينما كان الوزير مرشحا ضمن القائمة الإخوانية، ليكون ضمن الأعضاء المكملين للمجلس الأعلى للنقابة "شعبة الكهرباء"، ويحمل الرقم الانتخابي 20.
وأضافت التقارير أن "شاكر" كان عضوا بمجلس نقابة الإخوان، الذي تقدم ضده عدد من المهندسين في أواخر عام 2013، ببلاغ إلى النائب العام، يتهم مجلس إدارة النقابة بالفساد المالي، وإهدار الأموال العامة للمهندسين، راصدا العديد من الوقائع التي تثبت بالمستندات تورط نقيب المهندسين وأعضاء مجلس النقابة في قضايا فساد، وفق مزاعمها.