قالت مصادر رسمية مطلعة، إن خلافا حادا نشب الخميس الماضي بين رئيس مجلس الوزراء
المصري، إبراهيم
محلب، ووزير
الكهرباء محمد شاكر، بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن غالبية المحافظات المصرية لتسع ساعات متواصلة.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، في تصريحات خاصة لـ"عربي 21"، أن القيادة السياسية أعلنت استياءها من استمرار انقطاع الكهرباء، وحمّل رئيس الوزراء رسالة شديدة اللهجة لوزير الكهرباء، مفادها أن استمرار
الأزمة يهدد استمرار الوزير في منصبه.
واستيقظ غالبية المصريين، الخميس الماضي، على ظلام دامس، حيث انقطع التيار بشكل مفاجئ عن غالبية القرى والمدن والمحافظات المصرية منذ السادسة صباحا واستمر حتى الثالثة عصرا، ما دفع عددا كبيرا من الموظفين إلى عدم الخروج إلى عملهم في هذا اليوم والبقاء في المنزل.
ونشبت الخلافات بين وزير الكهرباء ومحلب بسبب تصور الأخير أن هذه الأزمة "مفتعلة"، خاصة وأنها تزامنت مع الطرح الأول لشهادات استثمار قناة السويس الجديدة التي بدأت الخميس، ما فسّره رئيس الوزراء بأنه تحد لإرادة الدولة، وهو ما لم يقبله وزير الكهرباء، مؤكدا أن الأزمة أكبر من قدرات وإمكانيات وزارة الكهرباء.
وأرجعت مصادر في وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة انقطاع التيار الكهربائي صباح الخميس، إلى أنه أثناء إجراء مناورة لدائرة 500 كيلو فولت غرب القاهرة، حدث بها عطل فني أدى إلى خروج وحدات التوليد من الخدمة بغرب القاهرة، ما أدى إلى انقطاع التيار.
وقالت المصادر إن هذا العطل أدى إلى عزل السد العالي عن الوجه البحري، حتى أصبح كل من البحري والقبلي بمعزل عن بعضهما، ما أدى إلى انقطاع التيار عن المناطق التي لم تدخل في نطاق تخفيف الأحمال، ومنها انقطاع التيار عن مدينة الإنتاج الإعلامي، وتوقف حركة قطارات ومترو الأنفاق.
وأوضحت المصادر أنه مع حدوث العطل وبدء خروج الوحدات بالتوالي، وصل العجز بالشبكة القومية الناتج عن خروج وحدات التوليد إلى قرابة ثمانية آلاف ميجاوات، صباح الخميس، لكن تم إضافة نحو أربعة آلاف ميجاوات إلى الخدمة مرة أخرى.