لا تجد "نيال وال" النازحة في
جنوب السودان ما تطعم به أطفالها الجياع سوى العشب البري الذي ينمو في معظم أنحاء البلد الذي مزقته الحرب.
ولا يختلف وضع نيال كثيرا عن أوضاع آلاف النازحين الآخرين في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان.
وقالت وال: "نعيش بلا طعام، ولا نجد غير العشب البري لأكله منذ كانون الثاني/ يناير. ذهبت إلى بلدة قريبة قبل فترة من الوقت بحثا عن طعام، وتركت رضيعتي هنا. عندما عدت رفضت الرضاعة وداهمها المرض. الآن نفد منا الطعام، ونأكل العشب البري فقط. إذا حصلنا على طعام ستشفى الرضيعة سريعا. لقد ذهبت لأسجلها وأعطونا بعض الدواء وعلاجا لسوء التغذية".
وذكر روون جاتلوام ابن شقيقة وال أن الجميع يعتمد على العشب البري في الغذاء، لأنه الطعام الوحيد الموجود.
وقال الصبي البالغ من العمر 12 عاما: "نأكل العشب فما من طعام عندنا. لو كان لدينا طعام لما أكلنا منه".
ويقول العاملون في مجال الإغاثة إن مخزونات الغذاء توشك على النفاد في المناطق الشمالية بجنوب السودان.
وتبذل الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة جهودا مضنية لتقديم معومات لسكان المناطق النائية، حيث أوفدت منظمة الطفولة "يونيسيف" عدة فرق إلى هناك لتقديم مساعدات غذائية وطبية للأهالي.
وقالت أخصائية التعذية في "يونيسيف"، أنجيلا كانحوري: "الوضع بالغ الصعوبة. تحدثنا إلى أمهات لا يجدن طعاما أو يأكلن نباتات برية. وإن الحصول على الطعام هي المشكلة الأكبر. ويساهم نقص الرعاية الصحية أيضا في سوء الوضع، وكذلك الصرف الصحي، إلى جانب نقص الخدمات على نطاق واسع أدى إلى تفاقم الوضع الغذائي في جنوب السودان".
وحذّرت الأمم المتحدة منذ عدة شهور من مجاعة وشيكة في جنوب السودان إذا لم يتوقف القتال الذي اندلع في كانون الأول/ ديسمر العام الماضي بين قوات الحكومة وجماعات متمردة.
ووقّع الطرفان وثيقة، الاثنين، 25 آب/ أغسطس بخصوص الالتزام بوقف إطلاق النار. وهناك أمل في أن يصمد أحدث اتفاق بعد انهيار اتفاقين سابقين وإلقاء كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر في ذلك.