لا يزال التلاعب في
الأسعار واستغلال أزمة حصار الغوطة الشرقية في ريف دمشق من قبل بعض التجار مدار جدل وغضب في الشارع، خاصة مع إغلاق قوات الأمن معبري مخيم الوافدين وحرستا خلال الأيام الخمسة الأخيرة واللذان يعتبران الجدار الفاصل ما بين قوات الأمن والجيش الحر ومنفذ لدخول المواد الغذائية إلى مناطق الريف الدمشقي المحاصر.
وقال ناشطون في الغوطة الشرقية إن "إغلاق المعبرين أدى لارتفاع الأسعار بنسبة 60% خلال الأيام الأربعة الأخيرة"، متهمين التجار "المحتكرين لقوت الشعب" بتلك الكارثة المعيشية على حد تعبيرهم.
ووصف أحد السكان ارتفاع الأسعار بأنه "مقبول" بالنسبة لأصحاب الطبقة المتوسطة مقارنة مع أيام الحصار التي سبقت في فصل الشتاء، حيث كان الطريق موصدا بالكامل ووصل سعر الأرز والسكر إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية في حال توفرهما.
بدورهم بين نشطاء من مدينة دوما أن "70% من تجار المدينة هم السبب في إغلاق الطريق من قبل عناصر الأمن حيث أنهم يقومون في كل مرة بدفع مبلغ مالي كبير لعناصر الحاجز مقابل إغلاقهم الطريق حسب المدة الذي يختارها التاجر نفسه، ما يؤدي لارتفاع ثمن البضائع واحتكارها واضطرار الناس لشراء المواد الغذائية بثمن باهظ نتيجة انعدامها مدة يوم أو يومين وربما أكثر بحسب الخطة المرسومة".
ويأتي ارتفاع سعر الثلج الذي يشتريه السكان من المحال في صدارة مشهد ارتفاع الأسعار بسبب قلة توفره، حيث وصل سعر اللوح الواحد إلى 1800 ليرة سورية، وتعود أسباب عدم توفره بحسب مواطنين لارتفاع سعر المازوت اللازم لتصنيعه بالتزامن مع الحر الشديد خلال الأيام الأخيرة، ما أدى لإغلاق العديد من معامل الثلج نتيجة قلة الطلب على شرائه لغلاء سعر قطعة الثلج الصغيرة التي ارتفع سعرها إلى 155 ليرة سورية.
و قد لا يتمكن المواطن من شراء الثلج في ظل اشتداد الحر، وتلجأ العديد من المعامل إلى إغلاقها يوما أو يومين، ومن ثم رفع الأسعار بعد ذلك وعرض كميات قليلة وبطريقة مدروسة كي يضطر المواطن إلى شراء المنتج الثلجي وإن كان السعر مرتفعا.