سلمّ رئيس وزراء أفريقيا الوسطى المستقيل، أندريه نزابايكي، اليوم الجمعة، مهام منصبه رسميا لخلفه محمد كامون، أول رئيس حكومة مسلم في تاريخ البلاد، خلال حفل أقيم بهذه المناسبة، في العاصمة بانغي.
وعلى هامش الحفل، قال نزابايكي للصحفيين: "أودّ أن أعرب، بمشاعر فيّاضة، عن شكري وامتناني إلى كل الفريق الوزاري الذي عمل تحت إشرافي. صحيح أنّه حان الوقت لترك مهامي، إلا أنه بإمكاني أن أؤكّد لكم أنني لن أترككم على حافة الطريق".
وأضاف: "كامون شخص يمتلك جميع المواصفات المطلوبة، وأنا فخور بهذا الاختيار الذي قامت به السيدة رئيسة الجمهورية الانتقالية كاترين سامبابانزا، كما إني واثق من أنه سيواصل العمل الذي بدأناه".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الجديد للصحفيين، موجّها خطابه لرئيس الوزراء المستقيل: "أود بكل بساطة أن أعرب عن مدى سعادتي بتقلّد مهامي خلفا لشخصية لامعة مثلكم".
وكانت الرئيسة الانتقالية لأفريقيا الوسطى منحت نزابايكي، بشكل استثنائي، وسام الاعتراف الوطني للكرامة، وهو وسام رفيع في البلاد، وذلك بحضور أعضاء الحكومة المستقيلة، بقصر "النهضة" في بانغي.
وأعلنت رئاسة جمهورية أفريقيا الوسطى، الأحد الماضي، تعيين محمد كامون، مستشار الرئاسة، ومدير مكتب الرئيس السابق، ميشيل دجوتوديا، رئيسا للوزراء، ليصبح أول رئيس وزراء مسلم للبلاد، حسب مرسوم بثّته الإذاعة الرسمية.
ويأتي تعيين كامون إثر استقالة رئيس الوزراء، أندريه نزابايكي، في 5 أغسطس/ آب الجاري، بناء على طلب من الرئيسة الانتقالية للبلاد، كاثرين سامبابانزا، حرصا منها على تشكيل حكومة "أكثر تمثيلية" لمختلف الأطراف الفاعلة في البلاد، تنفيذا لمقتضيات اتفاقية برازافيل، وفقا لما صرح به، حينها، المستشار الخاص لنزابايكي لوكالة الأناضول.
واتفاقية برازافيل هي اتفاقية لوقف أعمال العنف تمّ توقيعها في برازافيل، عاصمة جمهورية الكونغو، يوم 23 يوليو/ تموز المنقضي، بين أطراف الأزمة في أفريقيا الوسطى.
واندلع العام الماضي، صراعا على السلطة في أفريقيا الوسطى، الغنية بالثروات المعدنية، تطور إلى اقتتال طائفي بين عناصر "سيليكا" المسلمة و"أنتي بالاكا"
المسيحية، قتل فيه الآلاف، حسب الأمم المتحدة.