في ذروة الجلسة الهامة "قرر رئيس
الوزراء أخذ مهلة، والتقى في الغرفة مع رؤساء السلطات من جنوب البلاد ممن وصلوا إلى تل أبيب لحضور المهرجان الذي عقد أمس في ميدان رابين. وقال مصدر سياسي إن
نتنياهو أمل بذلك في أن يخفف من الانتقاد المحتمل عليه في المهرجان، ولكن الخطوة نجحت أساسا في إغاظة أعضاء المجلس الوزاري. فالمهلة القصيرة طالت وطالت واستغرقت في النهاية نحو ساعة ونصف!".
في تكملة المشهد، وأثناء الانتظار، "قرر يعلون أن يسأل نتنياهو: متى ستستأنف جلسة المجلس الوزاري؟ وبعد أن سمعه يقول إنه يحتاج لمزيد من الوقت، غادر المكان ولم يعد إلى الجلسة.. وفي أثره قرر أيضا وزير الخارجية ليبرمان ترك الجلسة. وعندما عاد نتنياهو إلى الوزراء عند الساعة الثامنة مساء، اكتشف أن الاثنين غادرا، فقرر إنهاء النقاش ومواصلته اليوم (الجمعة) في الساعة الثامنة والنصف صباحا".
وتروي "يديعوت"
الإسرائيلية في خبرها الرئيس الجمعة، أنه بنهاية هذا المشهد، تبددت الآمال بالتنفيس عن الوزراء، إذ بلغت القطيعة ذروتها عقب "الحركة" التي نفذها رئيس حكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إذ إن مصدرا سياسيا روى بعد ذلك أن "الاجتماع استهدف أساسا السماح للوزراء بالتنفيس"، من خلال إطلاعهم على تفاصيل الاتفاق المتبلور مع الفلسطينيين، ولكن لم يشعر أي من المدعوين أنه "في سر الأمور".
ويوم الأربعاء ليلا، توثق "يديعوت" أنه "قبل نصف ساعة من منتصف الليل – موعد انتهاء وقف النار السابق – لم يعرف سكان ووزراء إسرائيل الى أين تتجه المنطقة. فقد أحصى سكان غلاف غزة وبلدات الجنوب الدقائق خشية لاستئناف النار. ولكن أعضاء المجلس ما كان بوسعهم أن يهدئوهم، لأنهم ببساطة – كما روى أحدهم- لم يعرفوا ما يحصل ولم تكن لديهم أي فكرة".
ولكن المهزلة لا تنتهي؛ ففي نظرة إلى الوراء تبين أن نتنياهو ووزير الدفاع موشيه بوغي يعلون لم يرغبا في الإعلان عن وقف النار بالتوازي مع إطلاق الصواريخ من غزة، ولم يريدا أن يثيرا الغضب في إسرائيل من أنهما يضطران مرة أخرى إلى الانجرار وراء
حماس ووقف النار في الوقت الذي تطلق فيه النار، بحسب مصادر مقربة نقلت عنها الصحيفة.
وروت هذه المصادر أنه بعد نصف ساعة تقريبا من منتصف الليل، أي بعد بدء وقف النار الجديد من خمسة أيام – كان نتنياهو ويعلون لا يزالان مترددان في كيفية الرد على النار، وفي النهاية نشر بيان رسمي بأنهما "وجها الجيش بالعمل على الرد.
مقدمات المشهد المرتبك الذي يتصدر شخوصه نتنياهو ويعلون، تجلت في رفض الثنائي في البداية التأكيد أن الموافقة على تمديد وقف النار "يرتبط بتنقيط النار على الجنوب قبيل منتصف الليل".. و"كانت النية هي إظهار أن إسرائيل ترد على النار"، كما شرح أحد مصادر الصحيفة في القدس، "ولكن على أمل ألا يرد الفلسطينيون على هذا".
في هذه المرحلة، ومن أجل تخفيف حدة الانتقاد المتصاعد من جانب أعضاء المجلس الوزاري، بعث نتنياهو برئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين، لاجراء جولة مكالمات هاتفية مع الوزراء وإطلاعهم على القرار. وصرّح مصدر آخر للصحيفة بأنّ "هذا كان أقل مما ينبغي، ومتأخرا أكثر مما ينبغي".