كتب مراسل صحيفة "الغارديان" البريطانية في
غزة جيسون بيرك، عن زيادة قوة حركة
حماس حتى مع تزايد عدد القتلى في صفوفها وبين المدنيين.
وقال بيرك "آخر مرة شاهد فيها داوود ابنه كانت عندما شاركهما الابن البالغ من العمر 24 عاما لتناول طعام الإفطار في رمضان في شقتها الواقعة جنوب مدينة رفح".
وقال داوود الذي يعمل في صناعة الفولاذ "قضى معنا ساعة أو ساعتين، وبعدها قتل في الليل وعلمت من الجيران بخبر مقتله".
كان ابنه إبراهيم مقاتلا في صفوف كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تخرج من الجامعة بعد حصوله على بكالوريس في التربية وانضم لقوات الشرطة فيما بعد وقتل مع خمسة آخرين في غارة
إسرائيلية على رفح في 8 تموز/يوليو. وكُتبت على الجدار خارج بيته آيات قرآنية تتحدث عن شهادته.
ويواصل الكاتب "مع عودة الحرب لغزة من جديد، يتساءل الكثير من المراقبين عن السبب الذي دعا بحماس والجماعات الأخرى في غزة عدم تجديد وقف إطلاق النار وبدأت بإطلاق الصواريخ على إسرائيل؟".
واحد من الأجوبة "هو تصميم الحركة التي شيدت بهدوء وخلال العقود الماضية وتجذرت في داخل المجتمع".
ومن الأسئلة المهمة الأخرى تلك المتعلقة بعدد الضحايا التي تكبدتها حماس حتى الآن.
فالجيش الإسرائيلي يقول إنه قتل 900 مقاتل من حماس والفصائل الأخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي. وهذه التقارير قائمة على معلومات من الوحدات العسكرية التي قاتلت في غزة. وكان وزير الشؤون الإستراتيجية يوسي كوبرواسر قد أخبر الصحافيين الأسبوع الماضي أن "حماس خسرت الكثير في الحرب- الأنفاق، آلالاف الصواريخ ومئات من مقاتليها".
ويعلق الكاتب "على ما يبدو فقد تم تدمير عشرات من الأنفاق المحكمة التي سمحت لحماس بالدخول لإسرائيل والقيام بعمليات وخطف جنود، كما أطلقت الحركة 3000 صاروخ، أي نصف ما تملكه الحركة، لكن لم يقتل من قادة الحركة البارزين إلا عدد قليل".
وينقل عن دانيال نيسمان، المحلل الإسرائيلي قوله "معظم الضحايا الذين سقطوا كانوا من خلال الصواريخ المضادة للدبابات أو قتلوا وهم على ظهور الدراجات النارية، وهؤلاء من الصفوف الدنيا في الكتائب الذين كانوا يتحركون بين مواقع الصواريخ خاصة قرب الحدود".
ويعترف أحد قادة الجهاد الإسلامي بسقوط ضحايا، ويقول القيادي "عندما تواجه رابع أقوى جيش في العالم فعندها ستفقد مقاتلين". ونقل عن زياد أبو عودة من جماعة المجاهدين بخسارة جماعته 50 مقاتلا.
ولكن حتى لو بالغت التقديرات في عدد الضحايا فلن تكون إلا جزءا بسيطا من قدرة حماس العسكرية والجماعات الأخرى التي يعتقد أن عدد مقاتليها الدائمين يصل إلى 10.000 مقاتل إضافة لـ 10.000 جندي إحتياطي.
كما وأدهشت شراسة المعارك التي خاضتها حماس مع الجيش الإسرائيلي قادته حيث "نشرت الحركة بواريد قناصة قوية، واستخدمت الأنفاق وأساليب أخرى لقتل 64 جنديا إسرائيليا.
ويشير الكاتب إلى أن حماس التي أنشئت قبل 25 عاما لديها فرع للخدمات الاجتماعية حيث تدير مدارس وعيادات طبية ومراكز للأيتام ونوادي للشباب وتهدف من هذه النشاطات التجنيد وتعزيز قوتها في المجتمع وهناك جناح سياسي للحركة تابع للجناحين الاجتماعي والعسكري.
وينقل عن محلل سياسي في غزة قوله إن الحركة تتقدم دائما على الحكومة. ويقول عمر شعبان إن تصميم الحركة على رفع الحصار المفروض على القطاع منذ 8 أعوام يظهر أن الحركة على صلة بالناس.
ويضيف الكاتب "دعم سكان غزة قرار العودة للقتال بالإجماع رغم مقتل أكثر من 1800 شخص معظمهم من المدنيين".
ويقول إن محمد أحمد عبدالهادي حامد (75 عاما) فقد خمسة من أولاده الذين قتلوا في غارة إسرائيلية أحدهم، حافظ 38 عاما كان يتولى منصبا قياديا بارزا في حركة الجهاد الإسلامي، وهي الحركة التي فقدت قياديين بارزين في الحملة هذه. ويقول حامد "ما تظن هؤلاء الصبية فاعلين عندما سيكبرون؟" "هذا سيدفعهم للانضمام للمقاومة، لو قتل أحدهم والدك هل ستتركه لشأنه؟".