تحاول صحيفة الديلي تليغراف استكشاف مبررات استمرار حلقات الصراع العربي
الإسرائيلي في
غزة، من خلال الإشارة إلى الحصار الذي يتعرض له القطاع، وظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويثير مراسل الشؤون الدولية في الصحيفة داميان ماكلروي عدة قضايا في تقريره "بالأسئلة والإجابات، لماذا لا تنتهي دائرة العنف في غزة أبدا؟".
ويبدأ بالتساؤل "لماذا غزة محور الصراع؟"، مستعرضا تاريخ الصراع منذ تأسيس إسرائيل 1948، وما أفرزه من حركة لجوء واسعة إلى القطاع المكتظ، مرورا بهزيمة مصر التي كانت تسيطر على غزة 1967، إلى انسحاب الاحتلال بشكل أحادي من القطاع 2005، وما تلاه من عمليات إسرائيلية في 2008 و2012 و2014، خلفت نحو 3 آلاف قتيل.
ويتساءل: "اذا انسحبت إسرائيل من غزة، لماذا لا يزال هناك قتال؟"، ليجيب بالإشارة إلى أن إسرائيل تعتبر حسب القانون الدولي جهة احتلال وتتحمل المسؤولية عن الأراضي الفلسطينية، لافتا إلى أن الاحتلال يسيطر على معظم حدود غزة البرية والبحرية، يتابع: "بالرغم من وجود حدود في رفح مع مصر، يتم استيراد البضائع لغزة والمرافق أساسا من إسرائيل في ظل ظروف صارمة مصممة لضمان خنق القطاع".
ويقول ماكلروي إن هذه "التدابير التقييدية" تجعل استيراد وتصدير المواد من وإلى غزة "صعبا للغاية"، وهو الأمر الذي تطالب "
حماس" بإنهائه بشكل تام في أي اتفاق للتهدئة.
لكنه يستدرك بالتنويه إلى أن حركة حماس لا تعترف بالاحتلال وتسعى أيضا لاستعادة الأراضي المحتلة، فيما تسعى إسرائيل بالمقابل إلى تدمير المقاومين ووقف إطلاق الصواريخ من غزة وهدم الأنفاق.
ويسأل "كيف تؤثر الأوضاع المعيشية في غزة؟"، مشيرا في إجابته إلى أن القطاع مكان صغير يبلغ مجموع مساحته 146 ميلا مربعا، وهو حوالي نفس حجم غلاسكو الكبرى. ويبلغ عدد سكانه 1.8 مليون، مما يجعله من أكثر 40 مكانا اكتظاظا بالسكان على كوكب الأرض.
ويلفت إلى أن ديموغرافية غزة يهيمن عليها الشباب بأغلبية ساحقة، إذ يبلغ متوسط العمر 18 سنة.
وينقل ماكلروي عن منظمة أوكسفام بأن الظروف يائسة على نحو متزايد، إذ تبلغ نسبة اللاجئين 85 بالمئة، والعديد من الناس يحصلون على أقل من ثلاثة لترات من المياه الصالحة للشرب يوميا، أي أقل بكثير من المعايير الدولية في حالات الطوارئ.
وتؤكد المنظمة أن هناك تدميرا واسع النطاق في شبكات المياه والصرف الصحي وإمدادات الكهرباء. وتتسرب مياه الصرف الصحي الخام لشبكة المياه مما يرفع من نسب التلوث والمرض. وهناك بالفعل تقارير عن 30 حالة من حالات التهاب السحايا، فضلا عن الأمراض الجلدية لدى الأطفال وحالات التهاب المعدة والأمعاء.
ويشير ماكلروي إلى أن "حماس" تتشارك مع جماعة الإخوان المسلمين الكثير من المرجعيات والمبادئ، وهو الأمر الذي جعل النظام المصري الذي انقلب على أول رئيس منتخب ينتمي للإخوان المسلمين يحكم الحصار على القطاع ويدمر الكثير من الأنفاق.
وبشأن مآلات الحرب، يؤكد صعوبة تحقيق الأهداف الإسرائيلية، لافتا إلى ان حماس أطلقت أكثر من 2800 صاروخ على إسرائيل منذ تموز. ولديها شبكة أنفاق هجومية عميقة.