أعربت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (
فاو) عن مخاوفها من ارتفاع أعداد الجوعى والمشردين في
جنوب السودان إلى نحو 4 ملايين شخص بعد تجدد الصراع المسلح وتراجع الأنشطة الزراعية وانخفاض التمويل اللازم لعمليات الإغاثة وتوفير الغذاء.
وقالت "فاو" في تقرير وزع في القاهرة اليوم الخميس، إن واحد تقريباً من كل ثلاثة في جنوب السودان، يواجه أزمة أو مستويات طوارئ من انعدام الأمن الغذائي، والمتوقع أن يرتفع العدد الكلي إلى 3.9 مليون شخص (34% من مجموع السكان) في أغسطس/ أب المقبل.
وتشهد دولة جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي؛ مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين تابعين للنائب السابق للرئيس ريك مشار، الذي يتهمه رئيس جنوب السودان سلفاكير مارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه الأول.
ومنذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي، ترعى "إيغاد"، برئاسة وزير الخارجية الإثيوبي السابق، وسفيرها الحالي في الصين، سيوم مسفن، مفاوضات في العاصمة الإثيوبية بين حكومة جنوب السودان والمعارضة.
وفي العاشر من يونيو/حزيران الماضي عقدت دول الإيغاد قمة في أديس أبابا اتفقت خلالها على خارطة طريق لإنهاء الأزمة، من أبرز بنودها تشكيل حكومة انتقالية في فترة لا تتجاوز 60 يوما وهو ما لم يتحقق إلى اليوم.
وأضاف تقرير "فاو" الصادر اليوم الخميس، أن نقص التمويل يهدد جهود تزويد المزارعين والصيادين والرعاة بسبل المعيشة ووسائل البقاء على قيد الحياة في حالة الطوارئ الراهنة، مع تفاقم خطر
المجاعة الوشيكة في بعض مناطق البلاد.
وتلقت منظمة "فاو" حتى الآن 42 مليون دولار من أصل 108 ملايين دولار ناشدت رصدها في إطار خطة الاستجابة المعدلة للأزمات لعام 2014، واستخدمت المساهمات التي وردت للوصول إلى أكثر من 205 آلاف من الأسر الفقيرة - ما يتجاوز 1.2 مليون شخص - وتزويدهم بأطقم سبل المعيشة في حالات الطوارئ، وهي مجموعة متكاملة تتكون من بذور المحاصيل والخضر ومعدات الصيد ومستلزمات علاج الثروة الحيوانية واللقاحات البيطرية وغيرها.
ونجحت منظمة "فاو" في إنجاز تهيئة سبل المعيشة في حالات الطوارئ بوتيرة أسرع عشر مرات من العام الماضي بحيث استخدمت واستنفدت جميع أموال التبرعات الواردة من المجتمع الدولي.
وإذ نفدت الموارد المتاحة لديها تمس حاجة منظمة "فاو" إلى تمويل إضافي بمقدار66 مليون دولار من أجل مواصلة التوسع في نطاق دعمها لتمكين جنوب السودان من مساعدة الذات في غضون أزمته الراهنة.
وقال الخبير جيف تشيرلي من قسم "فاو" للطوارئ وإعادة التأهيل، إن" مليوني شخص إضافيين، أو 345 ألفا من الأسر الضعيفة، يمكن أن يحصلوا دعما من جانبنا إذا ما تلقينا التمويل الإضافي".
وأضاف " يجب ألا ننتظر إلى أن يصبح الوضع الحالي حرجاً أو أن تحل المجاعة، حيث نعلم أن الأوان سيفوت بالنسبة للكثيرين عندئذ وعلينا أن نتحرك اليوم لإنقاذ الأرواح وسبل المعيشة".
وواصلت المنظمة تصعيد عملياتها في جنوب السودان منذ مارس/ أذار الماضي بالعمل مع برنامج الأغذية العالمي (اليونيسيف) وصولاً إلى بعض من أكثر المجتمعات النائية في البلاد، وإسقاط أطقم الطوارئ لدعم سبل المعيشة جواً، وبواسطة الجسور الجوية والشاحنات.
وتعمل المنظمة أيضاً للحيلولة دون تصاعد الأزمة الراهنة، في عام 2015 وضمان أن المزارعين مستعدون لموسم الزراعة في العام المقبل، بالتخطيط المسبق وتهيئة البذور، والأدوات الزراعية، واللقاحات، ومواقد الكفاءة العالية في استهلاك الوقود.