هاجم الكاتب البريطاني المعروف
شيمس ميلن موقف الغرب حيال العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة.
وقال في مقال له بصحيفة الغارديان، "إنها المرة الثالثة خلال خمسة أعوام التي تشن فيها رابع أكبر قوة عسكرية في العالم هجوماً مسلحاً على واحدة من أكثر المناطق حرماناً واكتظاظاً بالناس في العالم".
وبعد تقديم إحصاءات حول الضحايا في قطاع غزة، الذين كان 80 في المئة منهم مدنيون، وأكثر من 20 في المئة من الأطفال، مقابل مقتل إسرائيلي واحد قال ميلن إنه "بدلاً من المطالبة بوقف حملة العقاب الجماعي التي تشنها إسرائيل ضد منطقة ما تزال محتلة بشكل غير قانوني، ذهبت القوى الغربية تلوم الضحايا لأنهم تصدوا للعدوان عليهم، وتصر بأنه لولا صواريخ حماس التي تنطلق من غزة لتوقف نزيف الدماء".
وأضاف الكاتب قائلا: "ربما لا يستغرب إطلاقاً أن تنحاز الدول التي قامت هي نفسها بغزو واحتلال عدد من الدول العربية والإسلامية خلال العقد الماضي إلى جانب محتل آخر هم الذين يمولونه ويسلحونه".
ويرى ميلن أنه رغم أن "المفترض أن أحداث العنف الأخيرة أشعل شرارتها خطف وقتل ثلاثة فتيان إسرائيليين في الضفة الغربية في يونيو، وهي العملية التي نفت حماس مسؤوليتها عنها، إلا أن أصل ذلك كله هو انهيار المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية إثر فشلها في إنجاز تسوية نهائية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الربيع".
وقال ميلن، إنه "من الواضح الآن أن الحكومة الإسرائيلية علمت منذ البداية بأن فتيانها المخطوفين كانوا قد قتلوا خلال ساعات، إلا أنه تم التعتيم على الخبر بينما جرى التطبيل والتزمير لحملة "أعيدوا أبناءنا"، وشنت عمليات قمع شاملة ضد حركة حماس في كافة أرجاء الضفة الغربية".
ورغم الرد بحملة أمنية شاملة، وقتل فتى فلسطيني حرقا، ورغم أن غزة لم تكن لها صلة بالاختطاف، إلا أنها هي الأخرى، بحسب ميلن "لم تسلم من الهجمات الإسرائيلية التي سقط فيها عدد من نشطاء حماس. كانت عمليات القتل هذه والحملة التي شنت على الضفة الغربية هي التي دفعت حماس إلى استئناف هجماتها الصاروخية، رداً على القصف الإسرائيلي المدمر".
وأضاف ميلن: "الآن تلام حماس لأنها رفضت قبول خطة وقف إطلاق النار التي طبخها نتنياهو بالتعاون مع حليفه رئيس مصر السيسي، الذي انقلب على شقيقة حماس جماعة الإخوان المسلمين في العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت وهو يشدد الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ثمانية أعوام".
ورأى ميلن أنه "ليس هناك أسخف من فكرة أن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد هجمات غير مبررة من خارج حدودها. فرغم سحب إسرائيل لمستوطناتها وقواعدها العسكرية في عام 2005 تظل غزة محتلة، سواء واقعاً أم بعرف القانون الدولي، فحدودها ومياهها الإقليمية ومواردها ومجالها الجوي ومصادر طاقتها كلها تحت السيطرة الإسرائيلية".
ويرى ميلن أنه ما دام حل الدوليتن لم ينجح، فإنه "لم يبق لدينا سوى حل الدولة الواحدة، وهي دولة تدار على أساس تمييز عرقي أشبه ما يكون بنظام التفرقة العنصرية (الأبارتايد)، حيث لا يملك قطاع كبير من السكان، وإلى الأبد، أي رأي تجاه من يحكمهم، ولكن من العبث تصور أن مثل هذا
الظلم المشين يمكن أن يستمر دون أن يتكبد من يفرضونه ثمناً باهظاً".
وقال ميلن إنه "كثيراً ما تتعرض المقاومة الفلسطينية للنقد وتوصف بأنها بلا جدوى أخذاً في الاعتبار الخلل الفاضح في ميزان القوة بين الجانبين. إلا أن حماس، التي يعزى كسبها لمزيد من الدعم الشعبي إلى تحديها لإسرائيل أكثر مما يعزى إلى إسلاميتها، زادتها أحداث الأسابيع الماضية قوة على قوتها، وخاصة أنها أثبتت أنها قادرة على الرد على الهجمات الإسرائيلية في كل أرجاء إسرائيل، بينما عباس، الذي يعتمد على عملية سلام "منهارة"، لم يزدد إلا ضعفاً".
ويختم ميلن مقاله قائلا إنه "ورغم الجهود الجبارة التي يبذلها الإسرائيليون لتجميل روايتهم، إلا أن الرأي العام العالمي لم يكن في يوم من الأيام أكثر تعاطفاً مع القضية الفلسطينية مما هو عليه اليوم. إلا أن الحقيقة المؤلمة هي أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينتهي حتى يتمكن الفلسطينيون ومساندوهم من رفع كلفة الاحتلال على المحتل، بطريقة أو بأخرى، وتغيير ميزان القوة على الأرض".
لقراءة المقال كاملا.. إضغط
هنا