قالت صحيفة
الغارديان في افتتاحيتها الإثنين: "إن أي شخص يرى بشكل عابر سفك الدماء في
غزة سيمتليء بالصدمة واليأس، وسيصدم حتى أولئك الذين يرون أن من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها ضد صواريخ
حماس، لمشهد بيت هدم بضربتين مما تسبب بحسب أحد التقديرات بمقتل 22 شخصا وجرح 45 آخرين، ولم ينكر أحد أن قائد الشرطة في غزة كان في المبنى، ولكنهم يقولون لماذا كان على كل عائلته دفع الثمن. وآخرون يسألون أسئلة مماثلة عن ضرب بيت للمعاقين بإعاقات صعبة يوم السبت".
وأضافت الصحيفة: "حتى لو كانت حماس قد خبأت أشخاصا أو أجهزة هناك، وحتى لو وصلت بها الوقاحة إلى أن تستخدم هؤلاء المعاقين كدروع بشرية، أفليس هناك بعض الأفعال التي حتى باسم الدفاع عن النفس تعتبر باهظة الثمن؟".
وجاء في الافتتاحية: "هذه الأسئلة بدأت تضغط على
إسرائيل وحتى من الناس الذين يتقبلون حجة إسرائيل، من أن أي بلد في العالم سيضطر للرد على الصواريخ التي تطلق على مدنييها، وتتفق الحكومات الصديقة أن إسرائيل ليس أمامها سوى الرد على ذلك السيل من صواريخ حماس. كما أن هناك قبولا بأن ترسانة حماس لم تعد من الصواريخ البدائية القديمة، ولكنها الآن تحتوي على قوة نارية قادرة على الوصول إلى أكثر مناطق الدولة كثافة سكانية بما في ذلك تل أبيب".
والنتيجة هو أن تسمع من وزارات الخارجية كلاما أقل عن أفعال إسرائيل "غير المتكافئة" عما كان الأمر عليه سابقا. فـ "ويليام هيغ" الذي استخدم هذا التعبير لشجب إسرائيل عام 2006 لم يستخدمه هذه المرة، وكان نصه: "حتى أكثر الحقائق فظاعة من أحداث الأسبوع الماضي وهي عدم التماثل في عدد الضحايا حيث قتل أكثر من 160 فلسطينيا مقارنة مع عدم وجود ضحايا إسرائيليين، يمكن تفهمه بسبب امتلاك إسرائيل بنية تحتية دفاعية أكثر تفوقا، فحماس لو استطاعت أن تقتل لقتلت أعدادا كبيرة من الإسرائيليين المدنيين ولكن صواريخها تعترضها الدفاعات الإسرائيلية بينما صواريخ إسرائيل لا تعترضها أي دفاعات".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "ومع هذا وكل المفاهيم المستجدة، فالحقيقة العنيدة هي أنه لا حل عسكريا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وحقيقة أن هذه رابع مرة خلال ثماني سنوات تشن حرب لإيقاف صواريخ حماس، وكون الفترات بين هذه العمليات بدأت تقل تؤكد المعنى. فضرب حماس بقوة لا يحل المشكلة ولا ينهيها، ولكنها ببساطة ستجلب هدوءًا قصيرا حتى تشتعل النار مرة أخرى، وفي المحصلة فإن الصراع بين إسرائيل وحماس وبين إسرائيل والفلسطينيين، يجب أن يحل سياسيا وعن طريق المفاوضات وليس هناك طريق أخرى".
ونوهت الصحيفة في افتتاحيتها، إلى أن "هذا هو الهدف البعيد، وأما الهدف المباشر، فهو وقف سفك الدم والألم. ففي النهاية وكما حصل في الثلاث مرات السابقة، سيكون هناك وقف إطلاق نار. إذن لماذا الانتظار؟ وإن كان سيحصل هذا بعد أسبوع فلماذا تحمّل أسبوع آخر من الموت؟ ولماذا لا يتم وقف إطلاق النار الآن؟ وهذا سيتطلب مساعدة خارجية".
واعتبرت أن "أمريكا حذرة، خاصة بعد أن رأت فشل مبادرة جون كيري، ولكن الهدف الآن ليس معاهدة سلام كبيرة ولكن مجرد وقف إطلاق نار، ولا يمكن أن يكون هذا خارجا عن إمكانات واشنطن وحلفائها الأوروبيين، حتى لو كانت بحاجة لأن يبدي الرئيس أوباما شيئا من الشجاعة ويضغط على بنيامين نتنياهو".
وأشارت إلى أن "لمصر دورا تلعبه أيضا، صحيح أن النظام الجديد يبغض حماس بشدة كونها منحازة لجانب الإخوان المسلمين، ولذلك فمصر ليست متعجلة للمساعدة. ولكن إن كان الرئيس السيسي يسعى لكسب احترام دولي فإن التوسط في وقف إطلاق النار لن يضر، كما أن هذا قد يخفف من الغضب الشعبي بسبب قمع الإخوان، ومعاناة الفلسطينيين إن قام بتقديم سلم يساعد فيه حماس على النزول".