حثت حركة "
طالبان" الأفغانية المسلمين على "توحيد الصف" وتجنب "
الغلو في الدين" في رسالة يبدو أنها موجهة إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن في الآونة الأخيرة عن خلافة إسلامية في الأراضي التي يسيطر عليها بالعراق وسوريا.
ونشرت الرسالة المكتوبة باللغة العربية على موقع طالبان الأفغانية على الإنترنت الخميس.
وجاء فيها: "حري بأن يتشكل مجلس شورى من قادة جميع الفصائل الجهادية وأهل الخبرة والعلماء الأفاضل في الشام كي يتمكنوا من حل نزاعاتهم في ضوء الآراء والمشورات المشتركة".
وأضافت أنه "على المسلمين أيضا أن يجتنبوا الغلو في الدين والحكم على الآخرين دون بينة، وألا يسيئوا الظن فيما بينهم، ولا يستمعوا للاتهامات والترهات الجوفاء، فإن بعض الظن إثم".
وتابعت طالبان في رسالتها: "لا بد من السعي في توحيد الصف وجمع الكلمة وأن تقدم مصلحة الأمة على مصلحة الفرد، وأن يتجنب الخلاف والنزاع ولا تسفه آراء الآخرين وتشاع الرحمة والرأفة بين المسلمين".
وفي 29 حزيران/ يونيو، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية الإسلامية في العراق والشام" (
داعش) الذي خرج من عباءة "القاعدة" عن تغيير اسمه إلى "الدولة الإسلامية" وأعلن زعيمها أبو بكر
البغدادي "خليفة" للمسلمين.
وكان التنظيم اختلف مع تنظيم "القاعدة" بسبب امتداد نشاطه داخل سوريا، حيث نفذ إعدامات جماعية.
وامتنع المتحدثان باسم "طالبان" في كل من باكستان وأفغانستان عن التعليق على دولة الخلافة والخليفة.
وطالبان الباكستانية والأفغانية كيانان منفصلان لكنهما متحالفان.
وقال بعض قادة "طالبان" في أحاديث خاصة إنهم لا يريدون إثارة غضب "القاعدة" التي يعتبرونها حليفا قديما في قتال قوات حلف شمال الأطلسي بالمنطقة.
وأبدى أعضاء في طالبان، منهم بعض القادة الأصغر سنا، حماسة تجاه تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن جهته، شكك قائد باكستاني في أن يكون كثير من المقاتلين يعتبرون البغدادي خليفتهم.
وقال لوكالة "رويترز": "ما من مقاتل يراه خليفته... لكن ما من أحد سيهاجمه عند التحدث عنه".
وفي منطقة بانو الشمالية الغربية، حيث نزح مئات الآلاف من الباكستانيين عن ديارهم بسبب حملة الجيش الأخيرة في المنطقة، كتبت على الجدران عبارات تشيد بتنظيم الدولة الإسلامية.
وكتب على جدار مستشفى مقابل لمنطقة عسكرية شديدة الحراسة: "مبارك لقائد التنظيم السوري أبي بكر البغدادي".
وأرسلت أيضا جماعتان متشددتان باكستانيان لم تكونا معروفتين من قبل رسالتين تبايعان فيهما الدولة الإسلامية، لكن لم يتسن التحقق من وجود هاتين الجماعتين أصلا.