تعهد مسؤولون عسكريون وسياسيون أردنيون، الأربعاء، بمنع المقاتلين السنة الذين يحققون تقدما في
العراق من العبور إلى أراضي المملكة، وقامت قوات عسكرية أردنية باستعراض علني للقوة على حدود البلاد الصحراوية الحصينة مع جاره الشرقي.
وحلقت طائرتان هليكوبتر على ارتفاع منخفض فوق معبر الكرامة "طريبيل"، في حين حلت عشرات من المركبات المدرعة وعربات "همفي" المزودة بأسلحة آلية محل قوافل الشاحنات التي كانت تتدفق في العادة على إحدى طرق التجارة الرئيسة في الشرق الأوسط.
ومع تقدم سريع في غرب العراق لمقاتلي مسلحين، سارع الأردن إلى تعزيز معبر حدودي ثان من تداعيات صراع يعصف الآن باثنين من جيرانه.
ففي الشمال، أدى صراع المعارضة السورية مع نظام بشار الأسد المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى تدفق موجات من اللاجئين، وأثارت مخاوف من أن الأردنيين الذين ينضمون لصفوف مقاتلي المعارضة قد يوجهون أسلحتهم إلى أهداف محلية عندما يعودون إلى البلاد.
وقال قائد حرس الحدود الأردني العميد الركن صابر المهايرة للصحفيين: "الحدود أساسية للحرب والسلام، وواجبنا هو منع الجماعات المتطرفة من التسلل.. لن نسمح لأي شخص بدخول أراضينا بطريقة غير قانونية".
وبالإضافة إلى الإجراءات الأمنية العلنية، قال مسؤول أردني أن السلطات على اتصال مع زعماء عشائر سنية في محافظة الأنبار بغرب العراق، لمحاولة كبح نفوذ مقاتلي تنظيم "
داعش".
وقال ضابطان عراقيان تحدثا شريطة عدم الكشف عن اسميهما أن عشرات الدبابات ومدافع المورتر (الهاون) والقاذفات الصاروخية جرى تحريكها في الأسبوع الماضي من قواعد رئيسية للجيش في منطقة الحدود، ونشرت عند الموقع الحدودي.
وأبلغ وزير الخارجية الأردني ناصر جودة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الأربعاء: "الأردن دولة تسيطر بشكل كامل على أراضيها".
وأضاف أنه إذا حاول مقاتلو "داعش" الاقترب بوصة واحدة من الحدود الأردنية فإنهم سيتلقون درسا قاسيا من القوات المسلحة الأردنية.
لكن الخطر الحقيقي على الأردن من غير المرجح أن يكون تهديدا عسكريا مباشرا.
وقالت مجموعة "سوفان" للاستشارات الأمنية: "الخشية ليست في أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام سيغزو الأردن.. فعلى عكس العراق فإن
الاردن لديه جيش محترف ووجود قوي بمحاذاة حدوده.. لكن الخشية أن داعش سيزعزع استقرار المملكة من خلال محاولات دؤوبة للتسلل وأعمال إرهابية".