قال تقرير في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن لدى فرنسا فريقان في
كأس العالم، كلاهما سيلعب هذه الليلة، الأول بالأزرق والثاني بالأخضر، ولو فاز الاثنان فسيلتقيان في مباريات
ربع النهائي وبآثار كارثية على الشوارع في فرنسا.
ويقول
جون ليتشفيلد، إن الفريق الفرنسي "الثاني" هو الجزائر، فإن من بين 23 لاعبا 17 ولدوا في فرنسا.
وعندما فاز
الفريق الجزائري على الروسي خرج عشرات الآلاف من الجزائريين- الفرنسيين لشوارع باريس والمدن الأخرى للاحتفال بتأهل "الفينكس" أو "ثعالب الصحراء". واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع في جادة الإليزيه عندما قام شبان لفوا أنفسهم بالعلم الجزائري باستهداف قوات مكافحة الشغب، فيما أحرقت سيارات في مارسيل وليل وريون وغرينبول، واعتقلت الشرطة 70 شخصا.
وتحضر الشرطة الفرنسية نفسها الليلة لأعمال عنف جديدة، خاصة بعد خسارتهم كما هو متوقع، بحسب الكاتب. فيما ستلعب فرنسا أمام نيجيريا في وقت مبكر من الليلة.
ولو فاز الفريقان "الفرنسيان" وهو احتمال ضعيف فسيلتقيان في يوم الجمعة في ربع النهائي.
ويستخدم اليمين الفرنسي المتطرف الأحداث الأخيرة ويستثمرها لصالحه السياسي.
وقالت زعيمة الجبهة القومية الفرنسية ماري لوبان: "سواء فازت الجزائر أم لا فهذا عنف وتخريب وعدوان". فيما قالت كتلة "الهوية الوطنية" - وهي جماعة أكثر تطرفا - إن كأس العالم كان مناسبة للشبان الفرانكو- جزائريين "لتأكيد هويتهم الوطنية الأجنبية، وحتى حقدهم على بلدنا".
وتقول الصحيفة إن ثلاثة ملايين جزائري يعيشون في فرنسا يرون في تصرفات قلة من الشبان الفرنسيين الجزائريين إحراجا، ولكنهم يؤكدون أن الأمر لا علاقة له بالسياسة أو أنه في جوهره يحمل عداء لفرنسا.
ونقلت عن عمار(40 عاما) المولود في ضواحي باريس، أن "المثير للدهشة أن هؤلاء الشبان ولدوا هنا، ويدعمون الفريق الفرنسي ويحبون اللاعب كريم بن زيمة، ولا يعرفون الكثير عن الجزائر".
ويقول: "هم فرنسيون ولكن حياتهم في المساكن الشعبية التي يعيش فيها فرنسيون من 36 جنسية - ويشعرون أنهم جزائريون، واحتفالهم هو انتصار على "الفرنسيين" ولكن على أصدقائهم وجيرانهم من جنسيات مختلفة".
وهذا الحس من الانقسام ينطبق على الفريق الجزائري نفسه، فقط ستة من أعضائه ولدوا قريبا من الصحراء. ويؤكد اللاعبون أنهم عندما ينزلون للملعب فإن لهم هوية واحدة. وقال لاعب الوسط ياسين براهيمي (23 عاما) والمولود في باريس: "نلعب لصالح بلد واحد، كلنا جزائريون".
ويقول التقرير إن حضور اللاعبين الجزائريين المولودين في فرنسا ظاهرة جديدة ومثيرة للجدل في الجزائر. وبحسب قرار من الفيفا عام 2009، فإنه يمكن للاعب تغيير جنسيته حتى لو لعب في شبابه لصالح دولة المولد. وتمكن مدرب المنتخب الوطني الجزائري، البوسني وحيد خليلوفيتش من استثمار هذا القانون، وأقنع عددا من المتخرجين من الكرة الفرنسية باللعب مع الجزائر.
ولكن نجاح المنتخب الجزائري في البرازيل خفف من حدة النقد لخليلوفيتش وتفضيله للاعبين المولودين في فرنسا. لكن صحيفة "الوطن" الجزائرية اشتكت من أن الإعتماد على اللاعبين الفرانكو- جزائريين سيؤثر على تقدم كرة القدم المحلية في الجزائر، وكتبت قبل أيام: "طالما فضل الأشخاص المسؤولون عن ملكة الرياضة البضاعة المنتجة في الخارج" فلن تتخلص رياضتنا من أثرها.