تتعامل الشرطة البريطانية مع حادثة مقتل طالبة سعودية في جامعة "إيسكس" قرب مدينة كولشيستر على احتمال كونها
جريمة كراهية، وهي تقوم بالتحقيق بدوافع استهداف الطالبة التي ذكرت مواقع التواصل الإجتماعي أن اسمها
ناهد المانع (32 عاما)، والتي قتلت عندما كانت تتمشى في الطريق لحضور محاضرة في اللغة الإنجليزية، وترتدي "العباية والحجاب".
وقالت شرطة "إيسكس" التي تحقق في الحادث إنها تتعامل مع جرائم الكراهية بطريقة جدية، ولكنها أضافت أنها لا تملك حتى الآن أدلة كافية لكي تؤكد مقتل الطالبة بسبب دينها أو لأسباب أخرى.
وقال متحدث باسم الشرطة: "لا نعرف في هذه المرحلة دوافع مقتل الطالبة" التي لم يذكر اسمها، ولكنه يعتقد أن اسمها ناهد المانع.
من جهتها، قدمت فيدرالية الجمعيات الإسلامية "فوسيس" التي تمثل جمعيات الطلبة المسلمين في الجامعة البريطانية معلومات عن دراسة المانع، حيث قالت إنها كانت تدرس اللغة الإنجليزية تحضيرا لمرحلة الدكتوراة في العلوم الحية.
وقال مدير "فوسيس" عمر علي: "ليس هذا هو الهجوم الأول ولا الأخير على المجتمع المسلم في
بريطانيا"، و"نحن بالتأكيد ننتظر ظهور أدلة واضحة، ولكن إن ثبت أن الهجوم في طبيعته تعبير عن العداء للمسلمين فسيرتبط بالزيادة المثيرة للقلق من الهجمات على المسلمين في المملكة المتحدة"، على حد قوله.
وأضاف علي أن اسم المانع انتشر على تغريدات "توتير" ليل الأربعاء الخميس.
وعثر على جثة الطالبة صباح الثلاثاء في طريق سالاري بروك في غرينستيد بمدينة كولشيستر، حيث جامعة إيسكس.
وبحسب معلومات الشرطة فقد طعنت الطالبة بسكين أو أي آلة حادة أخرى، وتعرضت لجروح في الوجه، وطلبت الشرطة من سكان المنطقة البحث في حاويات القمامة عن آلات حادة أو ملابس ملوثة بالدماء، يكون الفاعل قد رماها فيها.
وبدأت الشرطة بالبحث عن أدلة في كاميرات الرقابة الموضوعة في المنطقة.
وقالت المفتشة تريسي هوكينغز إنه تم اعتقال رجل في الـ52 من عمره الأربعاء.
وقالت: "لا يبدو أن الضحية التي كانت تحمل حقيبة كتف سوداء تعرضت للسرقة، ما يعني أن عملية القتل لم يكن دافعها السرقة، وتوفيت متأثرة بجروح في الجسد والرأس".
وأضافت المفتشة أن تشابها واضحا ومباشرا بين الحادث الأخير ومقتل جيمس أتفيلد (33 عاما) الذي كان يعاني من مشاكل نفسية، حيث طعن 100 مرة في المنتزه العام في كولشستر في آذار/ مارس الماضي.
وهناك خلافات واضحة بين الحادثين أيضا -بحسب المفتشة- حيث قالت إن هناك غيابا في الدوافع "ولا نزال نحقق"، مضيفة: "نحن واعون من أن لباس الضحية كان يعطي إشارة على أنها مسلمة، وهذا واحد من خطوط التحقيق الرئيسية، ومرة أخرى نؤكد أنه لا توجد أدلة قاطعة تدل على استهدافها بسب دينها".
من جهته، قال متحدث باسم السفارة
السعودية إن "الأمير محمد بن نواف -السفير- عبر في مكالمة هاتفية لشقيق الفقيدة عن تعازيه الحارة للعائلة".
ويعيش شقيق الطالبة في بريطانيا حسب السفارة. حيث حضر معها قبل عدة أشهر كي تواصل دراستها.
وقالت جامعة "إيسكس" إنها أخبرت الطلاب والموظفين وذكرتهم بمعايير السلامة.
وقال متحدث باسم الجامعة: "كلنا تعاطف مع عائلة وأصدقاء الشابة التي ماتت، ونشعر بحزن عميق لهذا الحادث المأساوي".
ويدرس في الجامعة عدد كبير من الطلاب من جنسيات مختلفة من بينهم 200 طالب سعودي.
ولدى اتحاد طلاب الجامعة وحدة كي تساعد الطلاب القادمين من دول أجنبية للتعامل مع الصدمة الثقافية.
ونقلت صحيفة "الإندبندنت" عن طلبة قولهم إن مظاهر القلق حول انتشار العنصرية لم تكن كبيرة، مع أن مخاوف من الجريمة برزت خاصة في المنطقة التي قتلت فيها الطالبة.
وقالت الجامعة إنها تسيّر حافلات خاصة للطلاب من السكن للجامعة لمن يريد استخدامها، في حين قالت الشرطة إنها زادت من دورياتها في المنطقة.