قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن أعدادا كبيرة من
السنة يهربون من العاصمة بغداد، في الوقت الذي تتقدم فيه قوات المتمردين من شمال البلاد، ودعت فيه المرجعيات الشيعية
العراقيين الشيعة للتسجيل في مراكز التطوع في كل أنحاء العاصمة، فيما تدفق الآلاف منهم للمشاركة في الدفاع عن العاصمة.
وقالت الصحيفة إن البنوك ووكالات السفر تعاني من زيادة في الطلب على العملات الأجنبية الصعبة، وتذاكر السفر، في وقت يخشى فيه أهل بغداد من اندلاع العنف الطائفي كالذي حدث بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
ويقول الأهالي غير القادرين على السفر إنهم نقلوا عائلاتهم للقرى والبلدات المحيطة ببغداد، مما يعزز خطوط الفصل الطائفي الذي يسبق الحرب الأهلية.
ووصف سايمون كير مراسل الصحيفة في بغداد مشاهد الفوضى والازدحام في أحد بنوك منطقة المنصور في بغداد، ونقل عن صلاح الذي قال إنه أنفق 100 دولار لاستخراج أربع جوازات سفر له ولعائلاته بنية السفر للأردن أو تركيا.
وقال صلاح إنه هاجر من البلاد أثناء الحرب
الطائفية في عام 2006 بعد أن قام مجهول بإطلاق النار على بيته ليعود في عام 2008 كي يواصل أبناؤه الدراسة. ووصف صلاح مشاهد الرجال الذي يلوحون بالبنادق في حي العامرية حيث يعيش: "سيأتي وقت لن نتمكن فيه من المغادرة، ومن الأفضل الخروج الآن".
صلاح ليس هو الوحيد القلق من تطورات الأحداث، فمع تزايد المخاوف وتهديدات العنف الطائفي تقول وكالات السياحة والسفر أنها شهدت ارتفاعا في الطلب على الرحلات لمناطق كردستان التي تعتبر آمنة أو للدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا.
ولكن الطلب على الرحلات لأربيل والسليمانية هو الأعلى، وذلك حسب صاحب وكالة سياحة وسفر في بغداد، ولا تتوفر رحلات لأربيل حتى 7 تموز/ يوليو، لكنه قال إن الخطوط الجوية العراقية أعلنت عن رحلات إضافية من خلال شركة خاصة، ولكنها تقوم بطلب ضعف ثمن التذكرة المعتاد والبالغ 100 دولار.
ويقول صاحب وكالة السفر إنه لم يعد يستطيع تلبية المطالب والمكالمات الهاتفية التي يتلقاها في منتصف الليل مع تزايد رغبة المواطنين بالخروج من العاصمة، "ومشكلة الناس أنهم يريدون السفر حالا"، و"هناك رجل كان قلقا لأن اسمه عمر، وهناك من يخشون من الوضع الأمني ولا يعرفون ماذا سيحدث".
كما يواجه المسافرون مصاعب للحصول على تذاكر لتركيا والأردن، والمقاعد المتوفرة لإسطنبول ستكون في 21 حزيران/ يونيو، ولكن بسعر 900 دولار أمريكي، ولا تتوفر مقاعد للأردن حتى 23 حزيران/ يونيو وبسعر 750 دولارا للتذكرة.
ومن لا يستطيع السفر، يجد صعوبة في توفير ملجأ لعائلته، فأبو محمد، سني يعيش في حي شيعي قرر إرسال عائلته للرمادي التي رغم أنها شهدت مواجهات واضطرابات في الفترة السابقة إلا أنها آمنة كما يقول. ولكن السفر إليها صعب بسبب حواجز الجيش والقتال، ولهذا استأجر لعائلته قاربا صغيرا حيث عبروا نهر الفرات وبعدها سافروا بالسيارة مرورا بالفلوجة حتى وصلوا الرمادي.
ويتوقع أن يقوم آخرون بالرحيل بعد تحركات الميليشيات الشيعية في مناطقهم.
ونقل عن حاكم الزامل، وهو نائب في البرلمان عن كتلة مقتدى الصدر، قوله إن الميليشيات ذات القاعدة الدينية توفر الصمود الكافي للدفاع عن العاصمة ضد تنظيم الدولة الإسلامية
داعش.
ولم يدخل جيش المهدي التابع للصدر بعدُ المعركة، لكنه سيقوم بعقد مسيرات في مناطق العراق وبغداد يوم السبت. ويقول الزامل إن الصدر لم يقرر بعد فيما إذا كان سيستخدم المقاتلين للدفاع عن المزارات الشيعية أم المشاركة في استعادة القرى والبلدات التي سيطر عليها داعش.