في الوقت الذي تدرس فيه "
إسرائيل" إجراءات عقابية غير مسبوقة ضد حركة
حماس، حذرت محافل عسكرية واستراتيجية صهيونية من أن مكانة الحركة تعززت كثيراً في أعقاب خطف المستوطنين الثلاثة.
ونقلت قناة التلفزة "الإسرائيلية" الثانية الليلة الماضية عن مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" قولها أن مكانة حماس الجماهيرية قد تعززت كثيراً، بسبب الحساسية الكبيرة التي ينظر بها
الشعب
الفلسطيني لقضية أسراه في سجون الاحتلال.
وأشارت المصادر إلى أنه نظراً لأن الجمهور الفلسطيني يرى في عمليات الاختطاف الوسيلة شبه الوحيدة لتحرير الأسرى من السجون "الإسرائيلية"، فإن تصدي حركة حماس لتنفيذ هذه العمليات يعزز من رصيدها الجماهيري، في الوقت الذي أدت عملية الخطف للمس بمكانة رئيس السلطة الفلسطينية، الذي يتم تقديمه كمتعاون مع "إسرائيل"، في ظل كشف وسائل الإعلام الصهيونية عن الكثير من مظاهر التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بشأن سبل الكشف عن خاطفي المستوطنين الثلاثة.
وفي ذات السياق، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الليلة الماضية وفجر اليوم الإثنين أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين
نتنياهو يدرس اتخاذ إجراءات عقابية "غير مسبوقة" ضد حركة حماس تتمثل في إبعاد عدد من قياداتها في الضفة الغربية إلى قطاع غزة، والسماح لجيش الاحتلال بتدمير منازل نشطاء في الحركة على علاقة بعملية الخطف، إلى جانب منع ذوي أسرى حماس في سجون الاحتلال من زيارتهم.
من ناحيته قال وزير الاستخبارات والعلاقة الدولية يوفال شطاينتس إنه يتوجب على "إسرائيل" توظيف موقف العالم العربي من جماعة الإخوان المسلمين في تشديد الحرب ضد حركة حماس، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الإخوان المسلمين.
ونقلت الإذاعة العبرية عن شطاينتس قوله إن إعلان عدد من الدول العربية عن جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية يمكن أن يزيد من هامش المناورة المتاح أمام تل أبيب لتوظيف الكثير من الأدوات في الحرب ضد حركة حماس.
وأشار شطاينتس إلى أنه يتوجب على الدول العربية مساعدة "إسرائيل" في تجفيف منابع حركة حماس، سيما على صعيد التمويل، مدعياً أن الدعم الذي تحصل عليه حماس من جمعيات أهلية في عدد من العالم العربي يساعدها في خطها "الإرهابي والدعائي" ضد "إسرائيل".
من ناحية ثانية دعا القيادي اليميني المتطرف ميخائيل بن آرييه إلى إعدام قيادات حركة حماس بشكل علني رداً على اختطاف المستوطنين.
ونقل موقع "عروتس شيفع" مساء أمس عن بن آرييه، الذي كان نائباً في الكنيست قوله إن إعدام قيادات حماس أمام الجمهور سيعزز من قوة الردع الإسرائيلية.
من ناحيتها أرسلت منظمة "بني عكيفا"، أحد أهم الأذرع الشبابية التي تمثل اليمين الصهيوني ببرقية إلى نتنياهو تطالبه بتصفية رئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية ومروان البرغوثي القيادي في حركة فتح المعتقل في سجون الاحتلال.
ونوه "عروتس شيفع" أن البرقية شددت على أهمية أن تستعيد "إسرائيل" زمام المبادرة في مواجهة "الإرهاب الفلسطيني".