تقف
الحكومة المصرية عاجزة عن مواجهة ظاهرة تسريب
امتحانات الثانوية العامة التي بدأت السبت الماضي.
ويتم تسريب الامتحانات بعد دقائق قليلة من بدء الامتحان، حيث يتم تصوير ورقة الأسئلة ورفعها على موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، ويتولى عدد من المدرسين كتابة الإجابة على الأسئلة ومن ثم إعادة رفعها على مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى، وبعدها يتلقاها الطلاب داخل لجان الامتحان عبر هواتفهم المحمولة التي يخفونها عن أعين المراقبين.
ولم يسلم امتحان واحد حتى الآن من التسريب عبر "فيسبوك" و"تويتر"، دون أن تتمكن وزارة التعليم من منعه.
وأنشأ نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي عددا كبيرا من الصفحات التي تسهل الغش في الامتحانات، وتنشر الإجابات باستمرار، منها صفحة "شاو مينج بيغشش ثانوية عامة". كما أنه تم تدشين هاشتاجات لتداول الإجابات، منها: "غشاشون فدائيون" و"الحارة المزنوقة" و"عبيلو وأديلوا" و"برده هنغش" و"تويت لجنة" و"غششني شكرا".
شماعة الإخوان
وكعادة المسؤولين في مصر بعد الانقلاب الذين يعلقون فشلهم دائما على "جماعة الإخوان المسلمين"، أعلن وزير التربية والتعليم محمود أبو النصر أن الصفحات التي تقوم بتسريب امتحانات الثانوية العامة عليها علامات رابعة، موضحا أن الوزارة تواجه مؤامرة لإفشالها.
وأضاف الوزير - في مؤتمر صحفي السبت حول الثانوية العامة - أن وزارات الدفاع والاتصالات والداخلية والتعليم يبذلون مجهودات كبيرة للسيطرة على محاولات الغش.
وأكد أن مسؤولي وزارة الاتصالات بذلت مجهودا كبيرا لوقف محاولات الغش الإلكتروني، مضيفا أن الوزارة تمكنت من ضبط 18 حالة غش إلكتروني بينها 17 بالجغرافيا وحالة بالفيزياء.
من جانبه قال تامر الزيادي مساعد رئيس حزب المؤتمر، إن تسريب امتحانات الثانوية العامة هذا العام جريمة ضد الدولة المصرية ومؤسساتها.
واتهم الزيادي - في تصريحات صحفية له السبت - "الإخوان وأعداء الدولة فى الداخل" بتدبير ذلك الأمر لإسقاط مؤسسات الدولة وبخاصة المؤسسة التعليمية والجامعات.
غش وليس تسريبا
وفي محاولة للسيطرة على الأمر، أصدر وزير التعليم قرارا وزاريا بعد أربعة أيام من بدء الإمتحانات، تضمن تشديد العقوبة على الطلاب والمراقبين وأعضاء الأمن الذين يتم رصد هواتف محمولة داخل اللجان التي يشرفون عليها.
وأضاف أن الوزارة تقوم بحرمان الطالب المضبوط في واقعة الغش من أداء الإمتحان، كما أنه يتم توقيع عقوبات إدارية على المراقب المتواجد في اللجان التي شهدت الغش، مؤكدا أنه يتم حاليا التنسيق مع وزارة الاتصالات لتحديد مصدر تسريب أوراق أسئلة الامتحانات عبر الإنترنت لاتخاذ الإجراءات القانونية حياله.
واكتفى الوزير بالتصريح بأن الوزارة تواجه "حربا إلكترونية"، لتبرير الارتباك الشديد في التعاطي مع الأزمة، مضيفا أن ما يحدث ليس تسريبا للامتحانات بل هو تطوير للغش باستخدام وسائل إلكترونية، موضحا أن التسريب يكون قبل بدء الامتحان، لكن أن يقوم الطلاب بتداول الإجابات فهذا يسمى غشا وليس تسريبا.
وعلل أبو النصر عجزه عن غلق "صفحات الغش" بأن هذا الأمر يتطلب إذنا قضائيا، مشيرا إلى أن النائب العام خاطب وزير الداخلية بتتبع مصدر المواقع التي تعمل على تسريب امتحانات الثانوية لإغلاقها.
إقالة الوزير
ويقول مراقبون إن أزمة تسريب امتحانات الثانوية قد تطيح بوزير التعليم محمود أبو النصر بعد فشله الواضح في تأمين إدارة الامتحانات بشكل جيد، خاصة في ظل مطالبة كثيرين من أولياء الأمور ووسائل الإعلام بإقالته.
وقال "مصطفى القصيف" رئيس مركز وطن لحقوق الإنسان، إنه سيقاضي وزير التعليم بعد فشله في إدارة امتحانات الثانوية العامة وانتشار الغش في أغلب اللجان، واصفاً ما يحدث بأنه كارثة.
وأعلنت الوزارة أنها ستقوم في الفترة المقبلة بتغيير نظام امتحانات الثانوية العامة للتغلب على تلك المشكلة.
وبخلاف الاعوام السابقة، فقد غاب تواجد قوات الشرطة من أمام المدارس التي تجرى فيها الامتحانات، وهو ما سهل تواجد أولياء الأمور والمدرسين الذين يقومون بتلقين الطلاب الإجابات باستخدام أجهزة كمبيوتر محمول وهواتف محمولة مستخدمين برامج مثل "واتساب" و"فايبر".
ويؤدي امتحان الثانوية العامة في مصر هذا العام ما يزيد على 450 ألف طالب وطالبة موزعين على 1468 لجنة.
والأزهر أيضا
وفي الثانوية الأزهرية، التي يشرف عليها الأزهر الشريف، تم أيضا تسريب الامتحانات، واتخذ قطاع المعاهد الأزهرية قرارا بإلغاء امتحان مادة الميكانيكا لجميع الطلاب على مستوى الجمهورية، على أن يعاد في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وهذا هو ثاني تسريب هذا الأسبوع، حيث تم تسريب إمتحان التفاضل السبت الماضي، واتخذ الأزهر قرارا فوريا بإلغاء الامتحان.
وأعلن عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، تشديد الرقابة على مراكز توزيع أسئلة الامتحانات في باقي المواد في محاولة يائسة لمنع التسريب، كما أنه أمر بإجراء تحقيق عاجل وفوري في الوقائع السابقة ومعاقبة من تثبت إدانته.
وأكد الشيخ جعفر عبد الله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن تسريب امتحان الميكانيكا تم اكتشافه قبل بدء الامتحان بعدة ساعات ولذلك تم إلغاؤه فورا.
وأضاف - في تصريحات لصحيفة "اليوم السابع" - أن هناك طريقة ممنهجة يتم بها تسريب الامتحانات على مستوى الجمهورية.
وقال شومان إنه تم القبض على ثلاثة من المتسببين فى تسريب مادة الميكانيكا، وذلك بمحافظة المنيا، مضيفا أنه جار تتبع أشخاص آخرين متعاونين في محافظات أخرى.