قال الكاتب الإسرائيلي دروز زرسكي إن المسيرة السلمية انتهت، ومعها أيضا رؤية الدولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وفي مقالته بصحيفة
معاريف، الثلاثاء، أكد زرسكي أنّ اليسار الإسرائيلي وصل إلى نهاية طريقه الأيديولوجي، فيما اليمين انتصر، واسم اللعبة الذي ينطلق الآن فصاعدا هو "الضم"، في إشارة لضم
الضفة الغربية لإسرائيل، على حد تعبيره.
وفي التفاصيل قال الكاتب إن اليسار في إسرائيل تلقى هزيمة وإهانة، وهو يعاني اليوم من الأسى والألم.
وشدد الكاتب على أن المسيرة السلمية أصبحت ضربا من الماضي، ولم تعد موجودة في كتاب التاريخ؛ مؤكدا أنّ حلم الدولتين تبخر، على حد وصفه.
وأضاف الكاتب "إن خطاب الضم بات يسيطر على الجمهور الإسرائيلي؛ ولم تعد تنطلي عليه حجج اليسار "الممجوجة"، التي لا تضع أي اقتراح آخر على الطاولة سوى الرفض".
وأضاف الكاتب أن مندوبي الأمم المتحدة واليمين الإسرائيلي سيصلون إلى حالة من اليأس وليس من حل أمامهم سوى الرضوخ لحل الضم.
وفي تفاصيل خطة الضم قال الكاتب علينا أن نبدأ من الكتل الاستيطانية التي "ليس عليها خلاف". تلك التي كانت بيد إسرائيل حتى قبل اندلاع حرب الأيام الستة. غوش عصيون بشكل خاص وباقي أراضي ج بشكل عام.
ونوه إلى أنّ "البعض سيقول إن هذا يعني ضم نحو مئتي الف فلسطيني إلى حضن إسرائيل. ويرد على هؤلاء بالقول "هذه ليست مشكلة على الإطلاق".
وأضاف إن "الفلسطينيين سيحصلون على حقوق كاملة مثلهم مثل المستوطنين. بل ان هؤلاء سيروون لنا بان حلم الفلسطينيين في المناطق ج هو أن يكونوا مواطنين أزرق – أبيض. وسيقولون: انهم يرون ما حصل في الربيع العربي وهم يعرفون بان افضل ما يكون للمرء هو أن يكون إسرائيلي – عربي".
وقال الكاتب إن الاقتصاد الإسرائيلي سيكسب في حال تمت عملية الضم؛ فالدعم لحقوق عشرات آلاف المواطنين الجدد ستتجه من الطلب على الأراضي مثلا.
وأضاف إن آلاف الدونمات ستفرز للتنمية السريعة، ولن يعود خط اخضر واضح وحتى اليساريين سيرغبون في شراء أرض للبناء في أرض الميعاد المضمومة على حد وصفه.
وعلاوة على ذلك أكد على أن الضم سيقلل غلاء المعيشة بفضل الدولة الجديدة والموسعة.
وأشار الكاتب إلى أن المناطق ج هي فقط البداية، وهي فقط الذريعة لاستعادة ما نستحقه، أ و ب أولا.
ووجه الكاتب كلمة أخيرة لليسار الإسرائيلي قائلا "كم هو صعب أسى الخاسرين، والاستيعاب بأنهم وصلوا إلى نهاية الطريق. والفهم بأنه لم يعد من سبيل للإصلاح".
وأضاف إنّ "الضم هو منذ زمن بعيد توجه الأغلبية في إسرائيل. فليس لك الكثير من البدائل إلا ان تلف وجه الخاسر النبيل وأن تصافح يد المنتصر (اليمين الإسرائيلي)".
وخلص إلى أن "اليمين سيضم كل ما يتحرك وكل ما سيتحرك في دولة واحدة كانت ذات مرة ترغب في أن تنقسم إلى اثنتين" على حد تعبيره.