المفارقة الكبرى في انتخابات الأسد الرئاسية، تأتي من الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السورية ونشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، وتفيد بأنَّ "عدد المواطنين السوريين الذين يحق لهم الانتخاب، وفقا للدستور وقانون الانتخابات العامة ممن أتم الثامنة عشرة من عمره في يوم الانتخابات والمسجلين في السجل الانتخابي، بلغ 15 مليونا و845 ألفا و575 ناخبا داخل أراضي الجمهورية العربية السورية وخارجها".
أي أن عدد الناخبين السوريين الذين يحق لهم
التصويت في سوريا بلغ أكثر من 15 مليونا ونصف المليون ناخب، أي ما يقارب من 70% من عدد سكان سوريا، البالغ عددهم 22 مليون ونصف المليون نسمة، بحسب تقديرات إحصائية لعام 2012.
وهنا تبدو المفارقة واضحة في الأرقام، المبالغ بها، التي طرحتها وزارة داخلية النظام السوري، بأنَّ 70% من السوريين يحق لهم التصويت، وهذا ينافي الأرقام الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء، لعام 2011 فيما يخص التركيب العمري للسكان، التي تؤكد أنَّ نسبة السكان ممن هم دون سن الخامسة عشر من العمر 37.1%. ولو أضفنا إلى هذه النسبة، عدد السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 لزادت النسبة حتماً عن 40%، وبالتالي سيصبح عدد سكان سوريا أكبر بكثير من 22 مليوناً، حسبما هو معروف رسمياً.
وذكر ناشطون في الداخل، أن المدن والبلدات والقرى السورية، الخاضعة لسيطرة المعارضة لم تشارك بالانتخابات، فيما شاركت عدة أحياء في العاصمة، وفي الساحل السوري. وكانت المشاركة ضعيفة في مدينة حلب، عكس توقعات النظام، وشاركت الأحياء الموالية في حمص بالانتخابات، واشتكت مواقع موالية من ضعف المشاركة في حلب وإدلب ودير الزور ودرعا.
وبعد إغلاق صناديق الاقتراع ليلة أمس، في انتخابات الأسد الرئاسية، تناقل السوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جملة من التهكمات على سير العملية الانتخابية، كتصويت بعض الفلسطينيين، والمشاركة في الانتخابات عبر تطبيق برنامج المحادثة "وتس آب" وعدد الصناديق الانتخابية في منطقة "المزة 86" الموالية للنظام، وطبيعة المراقبين الروس والإيرانيين للانتخابات.