افتتح في الساعة السابعة صباحاً بتوقيت دمشق، اليوم الثلاثاء، 9601 مركز انتخابي أبوابه لاستقبال السوريين الراغبين بالتصويت في
انتخابات معدة سلفا لفوز ساحق لبشار
الأسد، الذي تقول المعارضة إنه يحكم
سوريا بالحديد والنار، في ظل رفض عربي وغربي واسع.
وأظهر التلفزيون الرسمي التابع للنظام، في مشاهد بثها على شاشته صباح اليوم، إقبالاً محدوداً من قبل المقترعين على صناديق الانتخابات في عدد من المحافظات السورية، مع فتح باب الاقتراع في المراكز الانتخابية.
وقدرت وزارة الداخلية التابعة للنظام، الأسبوع الماضي، عدد السوريين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة بأكثر من 15 مليوناً داخل البلاد وخارجها، ويستطيع الموجودون بالداخل الإدلاء بأصواتهم في 9601 مركز انتخابي تضم 11 ألف و776 صندوق اقتراع، بحسب ما تذكره وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام.
كما أعلنت الوزارة أن الانتخابات الرئاسية ستقام في جميع المحافظات السورية عدا محافظة الرقة.
وبحسب المادة 64 من قانون الانتخابات العامة الصادر في آذار/ مارس الماضي، الذي اطلع عليه مراسل "الأناضول"، فإن فترة التصويت تبدأ في الساعة السابعة (4:00 بتوقيت غرينتش) من صباح اليوم الثلاثاء، وحتى الساعة السابعة مساء (16:00 بتوقيت غرينتش)، ويجوز بقرار من اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخاب لمدة 5 ساعات على الأكثر في مراكز الانتخاب كلها أو في بعضها.
وتعد جميع الأراضي السورية دائرة انتخابية واحدة، يحق لأي مواطن سوري الإدلاء بصوته عبر بطاقته الشخصية في أي مكان يتواجد فيه، وذلك وفق قانون الانتخابات العامة.
وخصصت اللجنة العليا للانتخابات تسهيلات للسوريين الراغبين بالإدلاء بأصواتهم من خلال وضع صناديق اقتراع في المطارات السورية والمراكز الحدودية البرية، من أجل إتاحة الفرصة لمن يرغب من المغتربين السوريين واللاجئين في دول الجوار من الإدلاء بأصواتهم، وحتى إن لم يرغبوا بالدخول إلى البلاد بسبب الصراع الذي دخل عامه الرابع.
تحذيرات من استهداف مراكز الاقتراع
وحذر أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من تخطيط النظام لتنفيذ تفجيرات تستهدف مراكز الاقتراع.
وفي كلمة وجهها للشعب السوري، أمس الاثنين، ونقلتها قناة "العربية"، ناشد الجربا السوريين بـ"عدم الوقوع فريسة لهذا المخطط الذي يستهدف تنفيذ تفجيرات لاتهام المعارضة بالوقوف خلفها لتصدير انطباعات خاطئة للعالم الخارجي".
وحدّد قانون الانتخابات العامة، مقرات السفارات السورية كمراكز حصرية للاقتراع في الانتخابات للسوريين المقيمين في الخارج الذي تم في 28 مايو/ أيار الماضي، و3 يونيو/ حزيران الجاري (اليوم الثلاثاء) للسوريين المقيمين داخل البلاد.
وفتحت صباح الأربعاء الماضي، نحو 40 سفارة سورية فقط أبوابها أمام السوريين المقيمين في الخارج للإدلاء بأصواتهم بانتخابات الرئاسة، بحسب إحصائية لـ"الأناضول"، وتم تمديد الفترة المخصصة للتصويت 5 ساعات إضافية انتهت في الساعة 12 مساء الأربعاء، حسب التوقيت المحلي لكل دولة، وليوم آخر في لبنان، بسبب "الإقبال الشديد"، بحسب اللجنة القضائية العليا للانتخابات.
وترفض دول عربية وغربية إضافة إلى المعارضة السورية، تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية، وتصفها بـ"المهزلة" و"انتخابات الدم"، كونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي" الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة.
في الوقت الذي يقول النظام إنه ينظم أول انتخابات تعددية في تاريخ سوريا، ويخوضها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد (ورث كرسي الحكم عن أبيه الراحل حافظ الأسد عام 2000)، كل من البرلماني ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري، مع توقعات مراقبين بفوز الأسد بأغلبية ساحقة.
استمرار التصعيد على الأرض
وتتزامن الانتخابات مع تصعيد عسكري على الأرض، لا سيما في حلب (شمال) حيث تستمر حملة القصف الجوي التي يقوم بها النظام منذ أشهر، حاصدةً يوميا مزيدا من القتلى، بالاضافة إلى معارك عنيفة في ريف دمشق وريف حماة (وسط) وريف ادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب).
ومنذ آذار/ مارس 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم نظام بشار الأسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران بالشكل الرئيس.
وتقول إحصائيات للأمم المتحدة إن نحو 10 ملايين سوري من أصل عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5 مليوناً، نزحوا عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقتل فيه أكثر من 162 ألفاً في إحصائية أصدرها مؤخراً المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة ومقرها بريطانيا.
الصحافة الإسرائيلية
وقالت صحف إسرائيلية إن هذه الانتخابات مجرد أداة يستخدمها حلفاء بشار الأسد (إيران، وروسيا)، للضغط على المجتمع الدولي، وإنقاذ بشار الأسد، الذي قتل أكثر من 160 ألف سوري في أحداث الثورة المستمرة، عبر مسرحية يصفها ثوار سوريا بأنّها دموية وهزلية.