شارك آلاف النازحين السوريين، الأحد، بمسيرة في منطقة عكار في شمال
لبنان، تنديدا بانتخابات الرئاسة السورية التي جرت مؤخرا في السفارة السورية شرقي بيروت، متهمين من شارك بالإدلاء بصوته فيها بـ"الخيانة".
وسار أكثر من ستة آلاف لاجئ، رجالا ونساء وأطفالا، في شوارع المنطقة حاملين أعلام الثورة السورية ورايات "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ولافتات تندد بالنظام السوري والانتخابات التي يجريها.
وهتف المتظاهرون بعد تجمعهم في احدى الساحات بشعارات الثورة السورية كـ"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"خاين خاين خاين كل من انتخب بشار"، و"ويا الله ما النا غيرك يا الله".
واتهم المتظاهرون "جهات" بممارسة التهديد والترهيب للاجئين السوريين من أجل الضغط عليهم والمشاركة في "الانتخابات المسرحية"، مؤكدين على أن أحدا منهم لن يذهب الى الحدود للتصويت "مهما فعلوا ومارسوا من أساليب".
وتحدث رئيس هيئة علماء المسلمين الأحرار عبد الرحمن عكاري، باسم المعتصمين مؤكدا على أن الشعب السوري عامة، ومن قُتل أبناؤه وشرد وعُذب واضطهد وهُجر "لا يمكن أن يكون مع النظام القاتل"، معتبرا أن هذه "المسيرة الضخمة تثبت حقيقة موقف السوريين من نظام بشار وانتخاباته رغم نتائجها المعروفة سلفا بفوزه".
وأضاف عكاري أنه على رغم "التهديدات" التي يتعرض لها النازحون في لبنان "هم مصرون على ثورتهم وموقفهم الداعم للحراك في الداخل".
وعلى طول الطرق التي سلكتها المسيرة في عكار، وقفت عشرات السيدات على شرفات منازلهن ينثرن الأرز والورود على المتظاهرين وهن يرفعن أعلام الثورة السورية.
ومن المتوقع أن تشهد المنطقة تحركات مشابهة خلال اليومين المقبلين للإعلان عن رفضهم لانتخابات الرئاسة السورية.
وقالت ضحى الحمصي، إحدى المشاركين في المسيرة، إن المظاهرة جاءت "ضد الخونة" الذين انتخبوا في السفارة السورية في بيروت على الرغم من أنهم يحملون صفة
لاجئين.
وأضافت الحمصي: "طالما يحبون رئيس النظام والوطن فليذهبوا إليه لماذا هم هنا ( في لبنان )".
وقال محمد العلي، أحد المشاركين في المظاهرة، إن نتائج الانتخابات السورية مسحومة قبل صدور نتائجها "فبشار
الأسد هو الناجح بتكتيت وتخطيط من تحت الطاولات"، معتبرا أن ترشح شخصين آخرين مقابل الأسد "أمر مضحك لكل الناس".
من جانبه، توجه الشيخ محمود الحلبي لوزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق بـ"الشكر".
وكان المشنوق أصدر السبت قرارا يطلب من النازحين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الامتناع عن الدخول إلى سوريا اعتبارا من الأحد "تحت طائلة فقدان صفتهم كنازحين في لبنان"، وذلك قبل أيام قليلة من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الداخل السوري، ودعوة النظام لهم للمجيء والانتخاب ثم العودة إلى بلد اللجوء مجددا.
وكان عدد من السوريين المتواجدين في لبنان تدفقوا قبل أيام، إلى السفارة السورية شمال بيروت رافعين أعلام "حزب الله" وصور الرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة في انتخابات الرئاسة السورية التي أعلنت غالبية الدول الغربية "عدم شرعيتها"، ومن المتوقع أن تعيد التجديد للأسد لولاية ثالثة منذ أن ورث الحكم عن أبيه حافظ الاسد بشكل غير دستوري والذي توفي في العام 2000، ليكمل ما وصفه كثيرون بـ"المسرحية الهزلية".
وحدّد قانون الانتخابات العامة الصادر في آذار/ مارس 2014، مقرات السفارات السورية كمراكز حصرية للاقتراع في الانتخابات للسوريين المقيمين في الخارج 28 أيار/ مايو الماضي، و3 يونيو/حزيران الجاري للسوريين المقيمين داخل البلاد.
وفتحت صباح الأربعاء الماضي، 39 سفارة سورية فقط أبوابها أمام السوريين المقيمين في الخارج للإدلاء بأصواتهم بانتخابات الرئاسة.