أعرب العقيد محمد
الحجازي، المتحدث باسم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة
حفتر، عن استعداد القوات لإنشاء
منطقة عازلة مع
مصر، بشكل مؤقت، بهدف محاصرة "الجماعات الإرهابية"، على حد تعبيره.
وقال الحجازي: "نوافق في هذه المرحلة الصعبة على إنشاء منطقة عازلة، ولدينا استعداد لهذا بشكل مؤقت، لحين محاصرة هذه الجماعات الإرهابية، والتضييق على تحركاتها".
وأضاف الحجازي أن إنشاء منطقة عازلة، سيكون بالاتفاق والتشاور مع السلطات الليبية والتنسيق مع الجانب المصري.
وبشأن ما إذا كان تم مناقشة اقتراح إنشاء منطقة عازلة بين البلدين مع الجيش المصري، اكتفى حجازي بالقول: "هناك أمور سرية لا يصرح بها".
ولم يتسن الحصول على رد فوري من الجانب المصري، غير أن المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أكد مرارا أن موقف بلاده من التطورات في
ليبيا واضح للغاية، ويؤكد على وحدة التراب الليبي ورفض أي محاولات أو إجراءات من شأنها تقسيم ليبيا، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، وإقناع الفرقاء والفصائل بتحكيم العقل وإنهاء الانقسام.
وشدد الحجازي على أهمية تأمين الحدود مع دول الجوار قائلا: "إن الحدود مع دول الجوار تمثل عمقا استراتيجيا بالنسبة لنا، وسيكون هناك تنسيق مع الجهات المعنية في تأمين الحدود ولاسيما الشرقية مع مصر.. بالتأكيد نعرف أن الجيش المصري يقوم بدوره في تأمين هذه الحدود، ونتمنى أن يتعاون معنا في هذه المهمة، خاصة أن ليبيا تعرضت لمسلسل من الاستنزاف فيما مضى".
من جانبه طمأن مسؤول برئاسة الأركان الليبية مصر من أنها لن تتضرر جراء الأحداث الجارية في بلاده.
وأبدى آمر ركن حرس الحدود الليبي، التابع لرئاسة الأركان، عبد الخالق المنصوري، موافقته أو عدم ممانعته في إنشاء منطقة عازلة مع مصر لأنها ستكون بمثابة حماية للبلدين معا.
وأوضح المنصوري أنه لم يتم اتخاذ إجراءات استثنائية بعد، ولكن هناك دوريات عسكرية في حالة استنفار كامل على طول الحدود مع مصر.
ومضى قائلا: "لم نعمل أو نتفق على إجراءات استثنائية بعد، لكننا ماضون في تأمين حدودنا الشرقية مع مصر لمكافحة الإرهاب، وتفادي أي تأثيرات عليها بسبب الوضع الأمني الحالي في ليبيا"، بحسب تعبيره.
ونوه إلى أن هناك بالفعل اتفاقية وقعت بين السلطات الليبية ومصر العام الماضي لمكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والهجرة غير الشرعية لحماية الحدود، و"نحن نطبق هذه الاتفاقية في الوقت الحالي".
وحول ما تردد عن عزم ليبيا بناء جدار عازل على الحدود مع مصر، أعرب زير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز، في مؤتمر صحفي السبت الماضي مع نظيره المصري نبيل فهمي بالقاهرة، عن أمله في أن يكون الجهاز الإعلامي مؤسسة مهنية إعلامية، تنقل الحقائق ولا تعتمد علي الشائعات، وإنما على عمل حقيقي، من دون أن ينفي أو يؤكد هذه الأنباء.
وبدأ حفتر هجوما قبل أسبوع على ميلشيات مسلحة، تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، قال إنها "إرهابية"، تحت اسم "كرامة ليبيا"، في بنغازي؛ ما أسفر عن سقوط 80 قتيلا على الأقل، في خطوة اعتبرتها أطراف حكومية "انقلابا"، قبل أن تعلن جهات حكومية دعمها لحفتر، وأبرزها عبدالله الثني، رئيس حكومة تسيير الأعمال.
وعقب تصاعد الأوضاع الميدانية في ليبيا الأسبوعيين الماضيين، وافقت مصر على استضافة مؤتمر "أمن الحدود" بهدف التنسيق والتعاون بين دول الجوار والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لتأمين وضبط الحدود الليبية مع تلك الدول، ومن المتوقع عقده نهاية العام الجاري.