كتب أحمد عمر: بينما تدعي ‘العربية’ بحثها عن سرّ شعبية
السيسي، كما فتش العلماء عن سرّ التحنيط الفرعوني، والكأس المقدسة، وتتساءل مستنكرة وهي تتصل مع صحافي تونسي اسمه جمال العرفاي، الذي يبدو سعيدا بتصاعد الأحداث في ليبيا، عن سرّ استنكار حركة النهضة التونسية للانقلاب في ليبيا؟ وعن سرّ تعاطفها مع الإخوان المسلمين؟
فالمفروض أن تتعاطف مع الإخوان الكفار، وأن تقع في حب السيسي الذي وقع فيه المطرب الجسمي والشاب خالد وكل فناني
مصر من سيدة الشاشة إلى عبيد الشاشة، يسمونها ‘شعبية كاسحة’، الشعبية الكاسحة ستكون من نصيب
اللواء حفتر أيضا، فدومينو الثورة المعاكسة بدأ، والفضائيات العربية والإيرانية تروج لبطولاته ومكافحته للتكفيريين: سنروي حكاية معبرة عن هذا الكساح.. مولانا القارئ:
المواطن المصري الغلبان، ابن أم الدنيا، المتزوجة على أبيه من امريكا طبعا كما قال بلبل الخارجية! الغلبان المشرد في الخليج وامريكا واستراليا.. إما بحثا عن العيش أو الحرية الأعجمية أو العدالة غير الاجتماعية او هربا من الكرباج، يحكّ المواطن الغلبان الخاتم فيخرج له المارد العسكري برتبته التي لا مثيل لها في بلاد العرب، ويقول له تلك الجملة الشهيرة: شبيك لبيك سيدك دايس عليك.. لكن الغلبان لا يسمعها لأنه محبوس في قفص زجاجي، يكبس القاضي شعبولا زرا، فيسمعه وهو يطلب طلبا متواضعا وهو دراجة. فيقول المارد: أنا مش قادر أديك، بجد، بجد، بجد. يطلب الغلبان كهرباء، فيرد عليه قائلا: لازم توفر، وهاهو عبد الله الشامي يوفر على مصر وجبات كثيرة، ويمكن لمصر الجديدة أن تنمو من وراء الغرامات التي يفرضها القضاء على المتظاهرين. نام بدري علشان الصحة وعلشان مصر، و’التوك شو’ مضر بالصحة، وبس تفيق الصبح تشوف مصر قدّ… الفاتيكان. يطلب الغلبان رغيف عيش فيعطيه ربع رغيف علشان مصر. الفضائيات اياها اكتشفت وصفا اسمه الانتخاب ‘الكثيف’، يا خفيف.
وصف الانتخاب في الخارج بالهوية الشخصية او أي اثبات للشخصية ‘بغير مسبوق’، مع اني أعتقد مع كثيرين، أن التزوير مسبوق جدا. التزوير عادة وليس فريضة. دائما كان التزوير بأنواعه، بطل السباق في مصر ام الدنيا وبقية اخواتها: الجزائر وسوريا .
الفلتر العجيب
الجيش اخترع الكفتة، وصاحب الجيش ومالكه الحصري اخترع الفلاتر الثلاث.. الفلتر يجعل مصر صغيرة، تتنظر الخيار من الامارات وشوية بلح من السعودية.
فلتر! وكل كلمة يكررها المشير مرتين عندما ينبهر بها! يعد الوطن العربي بالآمن القومي ويعد الشوباشات: ‘السعودية، الامارات، البحرين، الكويت.. ما شاء الله عليك يا ريس.. فكيك أوي.. الكلام يمر على ثلاثة فلاتر، هل هو اعتذار عن البطء في الاجابة وصعوبة صياغة الكلام على العسكري الذي تعود اصدار الأوامر لا صياغة الأفكار والخطب والحوارات، هل يقصد أن ‘البرنامج’ علق بين شبكة الفلتر، الانوار المفلترة الانتخابات مفلترة، الشعب المفلتر، سقط شعب من خرم الفلتر وبقي شعب في السجن وظلام القضاء المقدس.
الفضيحة؟ كم مرة تكررت هذه الكلمة بعد مقابلات او لقاءات او تصريحات فضائية: عبد الله عاصم فضح مصر، عبد الله الشامي فضح مصر، الذين رفعوا رأس مصر معروفون: سما المصري، والهام شاهين، وعادل إمام وبقية الاخوة السينمائيين.. و’الجزيرة’ تبدو عاجزة وهي تتصل بقانونيين دوليين كي تثير فزع قادة الانقلاب من القانون الدولي، وتستعطف الدول العظمى برسائل. لكن مشكلة مصر محلولة فهي تكافح الإرهاب وليس عليها حرج، يمكن أن تقتل، ان تعتقل، وفي سبيل الحسناء تهون كل حقوق الانسان. مكافحة الحرية تعطي شيكا على بياض.
عبد الله عاصم
العالم الصغير، الذي عمره من عمر اسامة بن زيد، بات صابئ مصر، وخصما لكل مذيعي الانقلاب، خاصة لميس الحديدي، التي شمتت به، فمصر فيها الكفتة السحرية التي تغني عن كل الاختراعات! ضاقت بفتى لم يبلغ سن الرشد أم الدينا، فهرب بنفسه وعلمه الى آخر الدنيا.. فعلا مصر حتبقى أد. ..السمسمة.
إن انصار السيسي يعتقدون أنهم ابناء الست، وأن اوباما من كفار قريش، فقد بات وصفه هو ‘العبد اوباما بسبب لونه الأسود، القرد في عين أمه انجيلنا جولي والغزال في عين زوجة الأب.. قرد .
فرقة مذيعين
قابل الجنرال الحليوة مذيعين اثنين في أول لقاء، وفي الثاني كان مع مذيعة واحدة، حسناء، من خارج مصر، كما أسلفنا في المقال السابق، ثم اصبحوا ثلاثة مذيعين في اللقاء الثالث، الرسالة التي يمكن فهمهما هي أنّ عبقرية الزعيم، وطلاقة لسانه، وبراعة افكاره، فهو قادر على مواجهة ثلاثة لاعبين وتخليص الكرة وتسجيل هدف. مع أن الاسئلة مسربة، بل أن حسن نافعة أعلن انه يضع الاسئلة لنفسه! وهو أحد مريدي الانقلاب ومروجبه.. أين أنت يا اوباما. إذا كنت تدري فتلك مصيبة وإذا لم تكن تدري فالمصيبة اعظم كما قال العلامة الوطني أحمد الزند ذات مرة.
الانتخابات المقدسة
امسى قبول الاتحاد الأوروبي بعد ضغوط وتوسلات مراقبة الانتخابات الرئاسية فوزا في ‘العربية’ و’الميادين’ وبقية فضائيات الاستبداد السني والشيعي التي تخاف من التغيير، والفضائيات البعثية السورية التي كانت تعتقد أنّ الثورة المصرية كانت من اجل الغاء كامب ديفيد، فالشعب العربي ليس له سوى كامب ديفيد، والتي سيحافظ عليها بطله السيسي.
ويحن إلى قيادة الفرد الجنرال الدكر، والحكومات مثل الطيور والذئاب على اشكالها وانيابها تقع. ففضائيات الاستبداد العربي والإيراني ترحب بانقلاب حفتر، سيسي ليبيا القادم الذي ايقظته أغنية الجسمي من النوم، والإعلام بات يبشر بقدسية الجيش الليبي ومكافحة الارهاب.
إضاءات
- نقترح أن يصبح اسمها: وزارة الداخلية والتموين، أو وزارة الريجيم والتوفير، عبد الله الشامي يبتسم للكاميرا وكأنه في رحلة استجمام، وكأنه موعد الافطار في رمضان وقد حان، كل لقمة يأكلها بسعادة، ‘حسبنا الله ونعم الوكيل’ هي عبارة ستمنع إلا بأذن من الاوقاف خشية من قولها في غير مكانها
وزمانها.
- الاعلامي محمود ابراهيم، عضو حملة أحمد شفيق الرئاسية، مهذب وأقل توحشا من زملائه الذين رأيناهم في المشهد المصري لكنه لا يختلف عنهم قيد أنملة. أغربهم هو المشعوذ ‘اللوجستي’ القادم من امريكا حميد بوتاماك، فهو دائما يلجأ الى الخيال والتخمينات وضرب الرمل لا إلى التحليل العلمي و السياسي.
- في ‘الجزيرة’ مشهد جديد هو العراقي.. الليبي قادم. ربنا يستر.
- حلقة ‘الاتجاه المعاكس′: محمود عطية لم يكن يواجه القدوسي، الرجل كان يقوم بحملة انتخابية، ومشغولا بابتسامته في التلفزيون، يضحك لكل جملة يقولها، والقدوسي لم يكن يواجه عطية، وأنما دكر مصر.
- اعطني مسرحا اعطك شعبا.. اعطني لمبة اعطك جنرالا.
- قضاة من أجل مصر يتم تأديبهم من قبل قضاة من أجل اسرائيل.
(كاتب من كوكب الأرض)