كلمات مفتاحية فى هذه القصة: التدجين أو المطاردة، مطاردة العلم والاختراع، صناعة العبيد وعقلية القطيع،
المخترع الصغير محل التنكيل، ومخترع المشير محل التبجيل ،احتضان الاحتيال ومطاردة المستقبل في أكبر عملية اغتيال، إرهاب الاختراع بالاعتقال وعملية ترويج للخبل المطاع بالكفتة والفكاكة والاستهبال.
هل تعرفون إلى أي مستقبل نسير؟، أو أي مجتمع ندير؟ هل هذا هو مجتمع المعرفة؟ أم مجتمع الجهل وعقلية القطيع وعقلية العوام الغوغائية التي إليها نسير وبها ندير؟!! وأي واقع مرير نتحرك في دوائره ومساحاته تضيق فيها على المستقبل حتى تقتله، وتفسح الطريق لكل فاسد ولكل العبيد ولكل شيطان مريد.
إن المشكلة ليست فقط في واقع واهن نحاول تكريسه ضمن صناديق الترويع أو اللامبالاة أو عقلية القطيع ولكن المشكلة الحقيقية في مستقبل نطارده ونتهمه ونقصيه ونستبعده وننفيه.. أين الشاب المخترع صاحب الآمال "عبدالله" من العجوز "عبد العاطي" الأشيب المحتال.
أنتم تطاردون الأمل؟ أنتم تقتلون العمل؟ أنتم تصادرون المستقبل؟ لمصلحة من تمارسون ذلك: لمصالح دولة الفساد العميقة وتحالفات دول الاستبداد العميقة وتكتيل المصالح الدنيئة، اعتقال واغتيال المستقبل وتحصين ماضي المصالح العميقة والتحالفات العتيقة في إطار الفساد والاستبداد "دولة العجائز" ومطاردة الشباب واعتقال العقول وسجن الطاقات والكفاءات، من نحتضن: المخترع الصغير الخائف من العودة والرجوع "صبي الاختراع" المتقد فى ذكائه ليواصل مسيرة مخترعاته، أم
مخترع المشير الذي له سابقة اتهام واحتيال، المتحصن فى مؤسسة وكأنه الهارب المحتمي فيها وبها، "صبي المنجد" كما يصرح عن نفسه سخرية من المؤهلات .
الأزمة الحقيقية ليست في أزمات اقتصادية طاحنة تمر بمصر الآن وأزمة معاش كاملة، ولكن الأزمة الحقيقية تكمن في تبديد وتجميد الطاقات، مطاردة العقول والأطفال خارج دائرة المقبول والمعقول، لسنا في دائرة "هدر الإمكانية " بل " قتل الإمكانية" مع سبق الإصرار والترصد، إنه اعتداء مباشر وعدوان مقامر على رصيد مصر البشري ورأسمالها العلمي والفكري، تارة بمخترع المشير الذي يغتال كل قواعد العلم ومنهجه وتارة أخرى بمطاردة المخترع الصغير الذي آثر عدم العودة بعد مطاردة مثيرة له منعته من السفر أكثر من مرة إلى أن تمكن من السفر بعد ضغوطات، وقرر الفرع الجاف الشائخ في شجرة الفساد والاستبداد أنه - بذات الطريقة فى الاحتيال - قد اخترع في أسبوع جهازاً من أجهزته التي يختال ويحتال بها على عموم الناس وقرر أن يطاردنا باحتيالاته، أما الصغير فقد هُجِّر في عملية تهجير للعقول متعمدة وترك الوطن بكل آلامه واحتمالاته.
لمن سيكون المستقبل؟!، للاحتيال والاغتيال والاعتقال أم لبناة مصر المستقبل وبناة الآمال؟ ما هو المنهج الذي تريدون أن تصدروه لنا وتجعلوه منهج حياتنا يحدد مسيرتنا ومساراتنا؟!، إنه منهج العوام والغوغاء وعقلية القطيع وصناعة الإذعان أنتم من تصنعوه، وما هو المنهج الذي تطاردونه وتجرمونه؟ إنه الفكر الحر، والعلم المبدع، إنه المستقبل، أنتم تقتلونه و تحاصرونه و تنفونه، إنه الأمل..أنتم تغتالونه لا فقط تغفلونه .
ماذا تحمُلون لهذا الصغير بإرعابه وتفزيعه، بدلاً من وضعه في مقام فى غاية العناية وكامل الرعاية؟!، إبني "عبدالله" قلبي يتقطع وأنت تتكلم، قلبي معك وأنت تواجه دولة أمنية لا تنظر إليك كعقل مخترع واعد بل مجرد رقم أو عالم أشياء هى فى عهدة المشرف الرقيب الموظف من دولة القمع، إنهم يرون فيك "إرهابيا" محتمل ومشروع مجرم متهم، سرقوا جواز سفرك ليجبروك بالترحيل لينتظروك إذا ما دخلت سجن الوطن، بحفلة استقبال وربما بقرار اعتقال.
أحرجتهم أيها الصغير، الدول العبيطة بكل أجهزتها والدولة العميقة بكل فسادها أطلقت عليك سهامها، سهام الداخلية التي قامت بتدريبك على تمارين "الإذعان الصباحية" قبل السفر، من اعتقال وحبس واتهام والإفراج المشروط ورفع الإسم مؤقتاً من قوائم المنع من السفر.
لفقوا لك تهمتين، أفرجوا عنك على ذمة القضية بعد ضغوط، وضعوك ضمن مسافرين لهم مع مشرف "عين الدولة"، وأطلقوا عليك كلاب حراسة الدول العبيطة من الإعلام، فهذه تشتمك وهذا يسبك، وهذه تتشفى فيك خدمة للمستبد ومنظومته "داهية ما ترجعك" "عنك ما رجعت" "أنت لا تستاهل أن تعيش فى هذا البلد".
وها هي وزارة التربية والتعليم، لاحظ حكاية التربية هذه، تتحرك وفقا للتقرير الأمني تهينك وتتهمك، والخارج والولايات المتحدة تحتفي بك وتعرض عليك التسهيلات، هل كان كل هذا من عبط الدولة العبيطة، الفاسدة العميقة؟!، ما يتحمله عقلك الصغير، عقلك الذى لا يستطيع أن يجاريها في كل ذلك فآثرت السلامة، حرموك من دخول الجنة، جنة المعتقلات والسجون، وكأن الجنسية صارت طوقاً من الأساور الحديدية، علامة على الامتهان والمواطن المهان،أنت مصرى فأنت مستباح بالقبض والاتهام والاعتقال!
أرادوا بعد أن كنت محط الأنظار باختراعك وفكرك وموقفك أن يستدرجوك إلى مصيدة الاعتقال ومسيرة استهبال الدولة في مسرحية هزلية، ماذا يحملون لك يا بني.. يا بني لم أعد أستطيع أن أقول لك عد إلى وطنك،لقد لخصت كل أمر " أنني أفقتد الأمان"، يا بني حملّوك كثيرا وأنت فى مقتبل العمر.. يا بني ستعود يوماً إلى وطنك آمنا مخترعاً، حينما لا يكون الوطن سجناً كبيراً، حينما يتحرر الوطن سيسعك ويسع غيرك، كريماً عزيزاً.
إنها الثورة لابد أن تطل بكل من له مصلحة في أهدافها ومكاسبها، تدافع عن المستقبل وتحرك كل طاقات العمل والأمل، أتُطارد الثورة البانية للوطن والمحاصرة بكل عفن، أنترك الوطن ينهبونه من كل إمكانياته ويتلاعبون بمقدراته ويعبثون بمستقبل أولاده، إنها الثورة الأصيلة لكل من يؤمن بها في مواجهة الثورة المضادة بكل أركانها.
إنها المعركة لابد أن نخوضها، معركة المخترع الصغير في مواجهة مخترع المشير وكل ما يمثله هذين النموذجين، يا بني دعنا نبني ثورة الأمل ودولة المستقبل، يا بني المستقبل لك ولمن هو على طريقتك ونهجك، يا بني هم ماض انقضى، قد يغتصبون الحاضر ولكنهم لن يؤمموا المستقبل لمصلحة القابعين فى الماضى وشبكة تحالفاتهم، المستقبل لك أيها المخترع الصغير وجيلك، هم زائلون وأنت وشباب جيلك قادمون.
يا بني تهمتك في الدولة العتيقة العميقة العقيمة، تعاطي التفكير الحر المبدع لا التعاطي على طريقة عبدالعاطي، وجريمتك وأنت الصغير أنك كشفت مدى خيبة الكبير ونموذج "مخترع المشير"، ألا سحقاً لدولة المشير، ومخترع المشير نغصت عليهم أيها المخترع الصغير، فضحتهم في دنيا الناس، وفى دنيا العلم، وفي دنيا الإبداع والاختراع، وفي دنيا الداخل والخارج، وفي دنيا الحرية والموقف.
يا دولة المشير ومخترعيه، وطباليه وزماريه..فرعون الجديد وسحرته؛ سحقا لكم.. ألا تستحون؟!!!.