أكد
تقرير صادر عن
منظمة العفو الدولية على أن التعذيب ينتشر في ثلاثة أرباع بلدان العالم على الرغم من بعض الخطوات الهامة التي تحققت في هذا المضمار.
وقال التقرير الذي حمل عنوان (التعذيب في عام 2014 ثلاثون عاما من نقض العهود) إنّ دراسة مسحية عالمية أوعزت منظمة العفو الدولية بإجرائها أظهرت أن نصف سكان العالم تقريباً لا يشعرون أنهم بمأمن من التعرض للتعذيب.
ونوه التقرير إلى أنّ التعذيب كلمة تلخص عالماً كاملاً من أشكال المعاناة والخوف. وهي محط إدانة تحظى بإجماع شبه عالمي. ومع ذلك وبعد مضي 30 سنة على التوصل إلى اتفاقية تاريخية في الأمم المتحدة، ألا وهي اتفاقية مناهضة التعذيب، إلا أنّ التعذيب ما زال منتشرا بشكل كبير جداً.
من جهته قال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي إنّه وعلى مدار السنوات الخمس الماضية تم رصد حالات تعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة في 141 بلدا في مختلف مناطق العالم. مؤكدا في الوقت نفسه على أنّ التعذيب في بلدان كثيرة يُرتكب بشكل منهجي.
وأضاف شيتي في كلمته الافتتاحية لتقرير منظمة العفو الدولية حول التعذيب في عام 2014 ، "إنّ الصعق بالكهرباء والضرب المبرح والاغتصاب والإذلال والإعدام الصوري والحرق والحرمان من النوم والتعذيب باستخدام الماء وساعات طويلة من وضع الجسم في أوضاع ملتوية مجهدة واستخدام الكماشات والعقاقير والكلاب. تبدو هذه الكلمات لوحدها نابعة من وحي كابوس مخيف. ولكن تحدث مثل هذه الكوابيس في مختلف مناطق العالم بما تحويه من رعب يصعب تصوره وتصبح واقعا يوميا يعيشه عدد لا يُحصى من الرجال والنساء والأطفال".
وشدد سليل على أنّ التعذيب هو أمر ممقوت على أقل تقدير؛ وهو همجي ولاإنساني، ولا يمكن تبرير وقوعه أبدا. فهو خطأ ومرتد على نفسه ويسمم سيادة القانون ويستبدلها بالرعب. ولا يأمن أحد على نفسه عندما تبيح الحكومات استخدام التعذيب.
واتهم في كلمته حكومات العالم بالتقاعس الذي أخذ يتفاقم ويتأجج جراء حالة متردية من الإنكار. إذ عادة ما يفلت من يعطون الأوامر بارتكاب التعذيب أو يُقدمون على ارتكابه بأنفسهم من قبضة العدالة. وغالبا ما يقع التعذيب مع إفلات مرتكبيه من العقاب، حيث لا تُجرى تحقيقات ولا تتم مقاضاة أحد على حد تعبير سليل.
وأضاف مدير منظمة العفو بالقول "عوضا عن احترام سيادة القانون من خلال انتهاج سياسة عدم التهاون مع التعذيب أبدا، ما انفكت الحكومات تصر بشكل دائم ومنتظم على الكذب على شعوبها وعلى العالم. وبدلا من أن تحرص على إنشاء ضمانات وقائية تحمي مواطنيها من معذبيهم، آثرت الحكومات أن تسمح للتعذيب بأن يزدهر وينتشر".
وأكد التقرير على أنّ انتهاك
حقوق الإنسان يُرتكب تحت غطاء من السرية بحق الأشخاص في أكثر لحظاتهم ضعفاً وعزلة. ويستحيل حساب الأرقام المطلقة لعدد ضحايا التعذيب. ومع ذلك، وكما تُظهر الوثيقة الحالية، فثمة أدلة يصعب دحضها تفيد بأن التعذيب هو أزمة عالمية بكل معنى الكلمة.
وقدم التقرير نبذة عن التعذيب في عالمنا اليوم. ويستعرض الأوقات والأماكن التي تشهد تعذيب الآخرين والأساليب الأكثر شيوعاً في ارتكابه. ويظهر التقرير سبب اعتبار إنكار الحكومات حدوث التعذيب على أراضيها ادعاءً واهياً وأجوف، ويبرز السبب الذي يجعل من حملة منظمة العفو الدولية العالمية بعنوان «أوقفوا التعذيب» حاجة ملحة في عام 2014.
وبحسب منظمة العفو الدولية فإنّ اتفاقية مناهضة التعذيب، تفرض على الدول أن تكفل تجريم التعذيب ضمن قوانينها المحلية. ومتى ما تم تحديد هوية الجناة، يجب على الدول أن تقاضي المسؤولين عن التعذيب. وسوف يستدعي ذلك ملاحقتهم جنائيا في جميع الحالات تقريبا، ولا يقتصر ذلك على أفعال التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة المرتكبة على أراضي الدولة أو ضمن نطاق صلاحيتها القضائية.
وبحسب التقرير فإن الدول التي صادقت على اتفاقية مناهضة التعذيب ملزمة بتسليم أو مقاضاة المقيمين على أراضيها أو ضمن نطاق صلاحياتها القضائية بزعم ارتكابهم التعذيب بصرف النظر عن مكان ارتكاب الجرم (أي أن تتصرف بشكل من أشكال تنفيذ بند "الولاية العالمية العامة"). ويتعين على الدول أن تتعاون من خلال إجراءات تسليم الجناة وبرامج المساعدة القضائية المتبادلة (الإنابة القضائية) كي تحرص على عدم "توفير ملاذ آمن لمرتكبي التعذيب".
أساليب التعذيب التي رصدها تقرير العفو الدولية
وخلال 2013 - 2014، دونت منظمة العفو الدولية ما لا يقل عن 27 أسلوبا للتعذيب جرى استخدامها في مختلف أنحاء العالم. ولا يمكن اعتبار القائمة الواردة أدناه قائمة شاملة لجميع أساليب التعذيب المستخدمة. وجرى استخدام بعض أساليب التعذيب بانتظام على مدار سنوات فيما ظل البعض الآخر منها عبارة عن حوادث معزولة.
1. الضرب
2. الصعق بالكهرباء
3. الأوضاع الضاغطة والمجهدة
4. العزل لفترات طويلة
5. الجلد
6. الإعدام الصوري/ الوهمي
7. التعذيب باستخدام المياه/ الخنق القسري
8. إيلاج إبرة تحت أظافر اليدين
9. الحرق بالسجائر
10 . الطعن (بآلات حادة)
11 . الإكراه على شرب الماء الملوث والبول والمواد الكيميائية (السيفون)
12 . الحرمان من النوم
13 . الحرمان من الإدراك الحسي
14 . الإجهاض والتعقيم القسريين
15 . الاتصال/ التهديد بالاغتصاب
16 . الإذلال
17 . التهديد بالتعرض لسجناء أو عائلاتهم بالعنف
18 . إعطاء جرعة من العقاقير عنوة
19 . ظروف احتجاز لا إنسانية
20 . الحرمان من الحصول على الماء والطعام
21 . العقوبات البدنية الصادرة من جهة قضائية
22 . إجبار المسلمين على حلق اللحى
23 . التعرض لفترات طويلة للحرارة أو البرودة الشديدة
لمطالعة التقرير
اضغط هنا