قال المحلل السياسي الأردني فهد الخيطان إنّ الأردن يسعى جاهدا؛ للضغط على دول
الخليج العربي وإقناعها بأهميّة تقديم مزيد من الدعم المالي له؛ خاصة وأنّه يواجه ضغوطا اقتصادية وأمنية كبيرة جدا.
جاء حديث الخيطان لـ "عربي 21" في معرض تعليقه على تصريحات رئيس الوزراء الأردني عبد الله
النسور خلال لقائه مدير
صندوق النقد العربي التي قال فيها إن "الأردن بوابة الخليج العربي وهو معني بحماية حدوده".
وأكد الخيطان أن هذه التصريحات ليست بالجديدة ولا المستغربة؛ بل تحدث بها كبار المسؤولين الرسميين الأردنيين في غير مناسبة؛ وربما يكون عبد الله النسور الأكثر تطرقا لهذا الحديث، سعيا منه لاستجلاب مزيد من الدعم الاقتصادي.
وشدّد الخيطان على أنّ هذا التصريح يحمل في طياته رسالة مبطنة لكل دول الخليج وعلى رأسها السعودية؛ بأنّه لا مناص من تقديم دعم مالي أكبر للأردن؛ ليتمكن من القيام بدوره في حماية أمنه وحماية حدود جيرانه مع تصاعد وتيرة التحديات
الأمنية التي يواجهها الأردن بسبب الأزمة السورية.
ونوه إلى أنّ الأردن الرسمي يرى حجم الدعم الخليجي الهائل الذي يصب في خزائن مصر بعد عودة الحكم العسكري، وهذا يجعل الأردن يطمح بدعم أكبر، مؤكدا في الوقت نفسه أنّ برنامج التعاون العسكري والأمني بين الأردن والخليج فاعل جدا وعلى كل المستويات.
وكان رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور التقى، السبت، مدير عام صندوق النقد العربي عبد الرحمن الحميدي، وهنّأه بتقلد المنصب الجديد.
وأشار النسور إلى أهمية أن يكون للصندوق نظرة شمولية تأخذ بالاعتبار الظروف السياسية والمالية للدول التي لها خصوصية، والمحاطة بأزمات سياسية مثل الأردن، بما يمكنها من مواجهة التحديات التي تمر بها خاصة، وأن الأردن يشكل بوابة لدول الخليج العربي ومعني على الدوام بحماية حدوده، فضلا عن استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين.
وعبر النسور عن شكر الأردن للصندوق؛ للإسهامات التي قدمها في دعم مسيرة الاقتصاد الأردني من خلال القروض المقدمة، لافتا إلى أن الأردن لديه خطط ومشاريع وقوى بشرية مؤهلة وكفؤة ولكنه يعاني من تحديات اقتصادية صعبة.
من جهته، أعرب المدير العام لصندوق النقد العربي عن تقديره للأردن لدعم ترشحه لهذا المنصب، مؤكدا أن الصندوق سيساهم في مساعدة الدول الأعضاء عبر دعم مشاريع التنمية العربية لتسهم بإنعاش الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة للشباب العربي.
ولفت إلى أن الصندوق لديه طموحات كبيرة وسيتعامل بكل واقعية لتحقيقها.