يتعمق الجدل السياسي الأردني حول قرار وزارة
الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية باستقدام أئمة أزهريين من مصر، للعمل في مساجد المملكة، الأمر الذي أثار مخاوف الأردنيين من "تصدير حالة الانقسام السياسي في مصر" إلى الأردن، حيث وجّه حزب جبهة العمل الإسلامي -أكبر حزب معارض أردني- تحذيرات للحكومة الأردنية من تداعيات هذا القرار.
من جهته، وجه رئيس الحكومة الأردنية عبد الله
النسور رسالة -وصل "عربي 21" نسخة منها- لحزب "الجبهة"، ينتقد فيها اعتراضه على قرار وزارة الأوقاف "بدعوى الخوف من انتقال حالة الانقسام المصرية إلى المملكة"، قائلا: "لو اتخذت الحكومة هذا القرار عندما كان الإخوان المسلمون يحكمون في مصر، لما اعترض حزب جبهة العمل الإسلامي".
ونفى النسور أن يراود الحكومة في مخيلتها استقدام أئمة لإحداث انقسام في البلاد، بحسب نص الرسالة.
وفي المقابل، قال أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي
حمزة منصور لـ"عربي 21" ردا منه على ما جاء في رسالة النسور، إن "الحزب يؤمن بأننا أمة واحدة، وضد أي حواجز تحول دون ذلك، وإن مصر اليوم تعيش ظروفا استثنائية من حالة انقسام مجتمعي"، معتبرا أن الأزهر منغمس في حالة الانقسام هذه.
وتابع: "حرصا على وسطيتنا لا نرى أنه من المناسب استقدام مشايخ وعلماء من مصر الشقيقة في الحالة التي تعيشها الآن، وفي حال عادت مصر إلى وضع مستقر وطبيعي فليس هناك ما يعوق اللجوء إلى استقدام أئمة من الأزهر"، داعيا الحكومة إلى اتخاذ الحلول البديلة عن استقدام الأئمة المصريين، كاللجوء إلى أساتذة الجامعات وطلاب الكليات الشرعية الأردنية، وغيرها من الحلول المطروحة بهذا الخصوص.
وحول تشكيك النسور في حقيقة اعتراض الحزب على قرار الاستقدام، قال منصور إن "رئيس الحكومة يعلم مدى رشد الحركة الإسلامية واعتدالها، وحرصها على أمن هذا البلد، ويعرف أننا مهتمون بأن تظل مساجدنا دعوية بعيدة عن الصراعات والتجاذبات السياسية".
يشار إلى أنه في آذار/ مارس الماضي، منح مجلس الوزراء الأردني وزارة الأوقاف صلاحية التعاقد مع أئمة غير أردنيين من خريجي الأزهر الشريف بمصر، لسد ما وصفه المجلس بـ"النقص في الأئمة المؤهلين شرعيا"، بحسب بيان للوزارة حينها.
وكانت السفارة المصرية، ردت على مخاوف الحزب الأردني المعارض في بيان آنذاك، قائلة إن "وسطية واعتدال وعلم الأئمة الأزهريين المصريين لا يمكن التشكيك فيها من أي طرف"، الأمر الذي رفضه أردنيون واعتبروا بيان الوزارة تدخلا في الشأن الداخلي الأردني.
وتفيد تقارير صادرة عن وزارة الأوقاف الأردنية، بأن عدد المساجد في المملكة وصل إلى 5954 مسجدا، منها 216 تحت الإنشاء، و549 مسجدا غير مسجل باسم الوزارة، وأن النقص الإجمالي في الأئمة والمؤذنين بلغ 4675 إماما ومؤذنا.
وتصدرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر سدة الحكم إثر انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للبلاد، بأول انتخابات ديمقراطية تشهدها مصر، وتم ذلك في حزيران/ يونيو 2012.
وفي الثالث من تموز/ يوليو الماضي، قاد وزير الدفاع آنذاك، والمرشح الرئاسي الحالي المشير عبد الفتاح السيسيي انقلابا عسكريا على الرئيس مرسي.
واستقال السيسي من منصبه الشهر الماضي، وترشح لخوض انتخابات الرئاسية المقررة يومي 26 و27 آيار/ مايو المقبل.