احتفلت
روسيا، الجمعة، في "
عيد النصر" على ألمانيا، بمشاركة رئيسها فلاديمير بوتين وآلاف الجنود والضباط في الساحة الحمراء وسط العاصمة موسكو.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن قرابة 11 ألف جندي وضابط و151 آلية عسكرية و69 طائرة شاركوا في استعراض عسكري شهدته العاصمة الروسية موسكو في هذه الذكرى الـ69.
ونقلت عن بوتين قوله قبل بدء الاستعراض العسكري إن "هذا اليوم سيبقى أعز الأيام على قلب كل من يحب الوطن ويعرف كيف يدافع عنه".
وأضاف أن "69 عاما مروا على انتهاء الحرب الوطنية الكبرى ولكن التاسع من مايو كان ولا يزال وسيظل أهم أعيادنا".
وفي ذات السياق أثار فلاديمير بوتين غضب حكومة كييف بتوجهه إلى
القرم الجمعة في عرض جديد للقوة بينما تغرق أوكرانيا في العنف مع سقوط أكثر من عشرين قتيلا في صدامات في ماريوبول جنوب شرق البلاد.
وأعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف على صفحته على فيسبوك أن حوالى ستين متمردا مزودين بأسلحة رشاشة هاجموا مقر الشرطة. وأضاف أن 20 متمردا وشرطيا واحدا قتلوا وخمسة شرطيين جرحوا وأسر أربعة متمردين.
وفي الوقت نفسه، كان الرئيس الروسي في سيباستوبول، المرفأ التاريخي للأسطول الروسي في البحر الأسود، لاحتفالات ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في 1945. واستعرض الرئيس الروسي على متن زورق سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود في ميناء سيباستوبول.
وأمام آلاف من سكان سيباستوبول في شبه الجزيرة الأوكرانية التي ألحقت بروسيا في آذار/ مارس، رأى بوتين أن عودة القرم إلى روسيا مطابق "للحقيقة التاريخية". وقال إن "العام 2014 سيبقى السنة التي شهدت قرار الشعوب التي تعيش هنا البقاء مع روسيا مؤكدة بذلك وفاءها للحقيقة التاريخية ولذكرى أجدادنا".
وعبرت الحكومة الأوكرانية عن "الاحتجاج الحازم" على زيارة بوتين إلى شبه جزيرة القرم، بحسب بيان لوزارة الخارجية قال إن هذه الزيارة إلى أراض "محتلة بشكل مؤقت" تشكل "انتهاكا فاضحا للسيادة الأوكرانية".
وأشار إلى أن "هذا الاستفزاز يؤكد مجددا على عدم سعي روسيا إلى حلول دبلوماسية" للتوتر بين البلدين. كما انتقد البيت الأبيض زيارة بوتين. وصرحت لورا لوكاس ماغنسن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي المعني بالسياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما "لا نقبل بضم روسيا غير الشرعي للقرم. وهذه الزيارة لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوتر".
وكان الرئيس الروسي القى قبل ذلك خطابا في الساحة الحمراء أمام الجنود والمقاتلين القدامى خلال الحرب العالمية الثانية.
وتحتفل روسيا في التاسع من أيار/ مايو من كل عام بانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. لكن للاحتفالات العام الحالي طعما آخر لتزامنها مع التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية.
أما في أوكرانيا التي عادة ما تحيي ذكرى الانتصار على ألمانيا، فتبدو الاحتفالات فيها العام الحالي أكثر تحفظا. ولم تنظم أي عروض عسكرية في كييف حيث تتخوف السلطات من "استفزازت" من جانب الموالين لروسيا.
وأعرب رئيس الحكومة الأوكراني أرسيني ياتسينيوك عن تخوفه من أن تكون دعوة بوتين للانفصاليين في شرق أوكرانيا لتأجيل إجراء الاستفتاء حول الاستقلال مجرد مقدمة "لاستفزازات".
وشار إلى أنه طلب تعزيز الإجراءات الأمنية في التاسع من أيار/ مايو. وصباح الجمعة اندلع حريق وصف بأنه مشبوه بالقرب من مبنى التلفزيون في كييف، وفق السلطات. واحترقت بعض الأسلاك ما حرم المبنى من الكهرباء. وفاجأ بوتين الانفصاليين الأربعاء بدعوته إلى سيناريو "حوار" ينص على وقف كييف لعملياتها العسكرية في جنوب شرق البلاد مقابل تأجيل إجراء الاستفتاء. إلا أن الانفصاليين رفضوا الخميس طلب الرئيس الروسي.
وقال دنيس بوتشيلين قائد جمهورية دونيتسك الانفصالية إن "موعد الاستفتاء لن يرجأ". ولكنه "شكر" الرئيس الروسي الذي "يهتم بالناس في جنوب شرق أوكرانيا".
وسبق أن أعلنت سلطات كييف أنها لن تعترف بشرعية مشروع "الاستفتاء الإرهابي" هذا. كذلك كررت الحكومة الأوكرانية تأكيدها بأن ليس لديها أي نية للعدول عن قرار إعادة فرض الأمن في شرق البلاد. وهي تخوض منذ الثاني من أيار/ مايو عملية عسكرية واسعة النطاق في تلك منطقة.
وفي سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي، سمعت أصوات إطلاق نار مساء. وبحسب وكالة انترفاكس، حاول نحو 40 رجلا مسلحا مساء الخميس مهاجمة موقع حدودي في منطقة لوغانسك، إلا أنهم تراجعوا بعدما فتح حرس الحدود النار عليهم.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي الخميس أنه سيزور كييف الاثنين، للتعبير عن دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية في 25 أيار/مايو.
ويصر الغربيون على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ويتهمون روسيا بالعمل على زعزعة استقرار أوكرانيا ومنع إجراء انتخابات.